أهمية تعلم "نعم ولكن" في الرد على طلبات العملاء غير الواقعية

هذه مشكلة كبيرة واجهتني أيضًا، وأفهم شعورك طبعاً، والحل الذي جربته ووجدته ممتاز هو وضع قاعدة صغيرة لنفسي قبل قبول أي تعديل: أقرر مسبقًا عدد التعديلات المجانية التي سأقوم بها، وكل تعديل إضافي بعد ذلك له مقابل محدد، وعندما أبلغ العميل بذلك منذ البداية بأسلوب ودي وواضح، يقل الضغط علي ويصبح الأمر طبيعيًا ومنظمًا دون خوف من التقييم السلبي، لأن العميل يعرف قواعد اللعبة منذ البداية.

الطريقة نجحت مع الكثير من العملاء، ونسبة ضئيلة فقط هي التي لم ترفض صراحة ولكنها لم تطلب خدمات أخرى مني، لا أعلم السبب حتى الآن، لكن في جميع الأحوال أنا لا أخسر شيئًا، فهؤلاء العملاء الذين ذهبوا يريدون استنزافي دون مقابل مناسب وهذا ما لا أريده، لذلك أفضل الحفاظ على حدود واضحة منذ البداية لحماية وقتي وجهدي وجودة عملي.

أتفق معك تمامًا، فقد واجهت مواقف مشابهة. بعض العملاء بمجرد أن تقول كلمة لكن يبدأون بالتراجع، وكأنك ارتكبت خطأ لمجرد أنك طالبت بحقك. لكن مع الوقت اكتشفت أن من يحترم عملك سيقدّره حتى لو طلبت أجرًا إضافيًا، أما من يرحل فهو لم يكن يبحث عن شريك عمل بل عن منفّذ مجاني.

جربت مرة أن أشرح لأحدهم أن الوقت الذي سأقضيه في التعديلات هو وقت كنت سأستثمره في مشروع آخر، ففهمني تمامًا، ودفع التكلفة الإضافية دون نقاش. في النهاية، العملاء الجيدون يقدّرون الوضوح أكثر من المجاملات.

أحيانًا قول نعم ولكن لا يحمي فقط وقتنا، بل يختبر أيضًا نوايا الطرف الآخر.

لكن بهذا الشكل ستخسر الكثير من عملائك، لماذا لا تجرب أن تضع إطاراً واضحاً للتعديلات أو الطلبات الإضافية منذ البداية؟ مثلاً، يمكنك تحديد عدد معين من التعديلات المجانية، وبعدها تكون أي إضافة بمقابل رمزي، وبهذه الطريقة تحافظ على احترافك دون أن ترهق نفسك، وفي الوقت نفسه تترك انطباعاً طيباً لدى العميل وتشجعه على تكرار التعامل معك مستقبلاً.