أعمل حاليا بشركة ووظيفتي مستقرة والوضع جيد من حيث الراتب والأمور المادية، عٌرض علي عمل إضافي بدوام كامل عن بعد سأختار ساعات عملي بمرونة تامة، وراتب مجزي، ويمكنني العمل بعد الانتهاء من وظيفتي الأولى، أفكر في استغلال فترة العشرينات في ذلك كوننا نكون أقل مسؤولية لا زواج ولا غيره، وبالتالي مصاريف أقل، إدخار واستثمار سواء بمهاراتي أو استثمار مالي أكبر، كذلك نكون بكامل صحتنا وعطائنا، فافرم نفسي الآن شغل دا ممكن يجعلني أكثر قدرة على الاستقرار بالثلاثينات إن شاء الله بحيث انتقل للثلاثينات معي شركتي الخاصة، سيارتي ومنزلي بدلا من النماذج التي أراها مع كامل احترامي لهم يظلون في مفرمة الحياة بنفس الوتيرة طوال حياتهم
العمل 16 ساعة بالعشرينات إهدار للصحة أم استغلال جيد لها؟
قرات جملة قبل سابق تقول: "تعب العشرين ولا ندم الأربعين"
أدرك جيداً ما تفكرين فيه وأن استغلال الوقت والعمل على الإدخار والاستثمار سواء بالمهارات أو الاستثمار المالي مهماً وسيجعل منكِ شخصية مختلفة أكثر نضجاً، لكن دعيني أُلفت نظركِ لبعض الأشياء:
إذا قبلتِ الوظيفة الأخرى هل سيكون لديك الوقت الكافي للمحافظة على صحتك أم سينتزفك هذا وتصبحين شخص "Work acholic"؟ هل هناك أموراً أخرى تريدين العمل عليها في هذا السن مثل الحياة الاجتماعية وصحتك النفسية أم أنكِ تعرفين كيف تُديرين هذه الأمور؟
لا ارى ضررا من إدمان العمل بهذه الفترة، فأحيانا الأصدقاء بهذه الفترة يكونوا عطلة أكثر منهم تحفيزا، اركز على بناء العلاقات أكثر فهي المفيدة بهذه الفترة العمرية وستفيدني بالعمل، أما العائلة فنتقابل بالإجازة الأسبوعية وبما أن عملي الثاني سيكون عن بعد فسأكون متواجد حتى لو كنت أعمل هذا سيعوض نوعا ما، لكن بعد ذلك في الثلاثينات لو تجوزت هل سأتمكن من فعل ذلك بالتأكيد لا
حاسم أمري من ناحية التفكير ولكن ما يقلقني الوضع الصحي، هل عملي ال16 ساعة سيؤثر علي بعد ذلك، عمري الافتراضي سيقل مثلا :) أقصد من ناحية الطاقة والقدرة طبعا
الله يقويك، احترم تفكيرك ونظرتك للمستقبل وتخطيطك الله، ماشاء الله عليك، وجهة نظرك صائبة، التعب الآن في فترة العشرينات واغتنام الفرص أفضل من الندم بعدين، وأن تضمن لأسرتك المستقبلية وضع جيد هذا هدف سامي، لكن العمل لمدة 16ساعة سيكون إجهاد وضغط عليك، عموماً وفي رأيي يمكنك التجربة لفترة وإذا شعرت بالتعب يمكنك التوقف
نعم يجب استغلال فترة الشباب العشرينات لكن ليس بالضغط على النفس لهذا الحد، فعمل لمدة 16 ساعة باليوم أجده كثير للغاية، هذا يعني أنه سيتبقى لك 8 ساعات فقط في اليوم أي ما يكفي للنوم، فهل ستكون حياتك كلها عمل ونوم فقط؟
هل تقدر صحيًا على العمل لمدة 16 ساعة؟ وماذا عن صحتك بعد ذلك؟
وهل عندك استعداد لقضاء فترة شبابك بالعمل والنوم فقط دون اجتماعيات؟
من رأيي كحل وسط يمكنك اختيار العمل الأفضل الأعلى أجرًا في العملين، ثم إذا أردت زيادة دخلك يمكنك العمل عملًا بدوام جزئي وليس كلي.
أنا لا أعلم طبيعة عملك لكن العمل لساعات طويلة دون راحة كافية يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، وربما يأثر أيضاً على جودة الإنتاج، لا أريد أي إحباط أو قلق فقط أناقشك لأنه ليس بالأمر الهين، وإذا أردتِ الاستعداد للعمل الاضافي فعليك بالعمل على الوصول لأسلوب حياة صحي من حيث الأكل والرياضة أو الحركة البسيطة، والحصول على ساعات النوم كافية لأن هذا يؤثر على أدائك فإذا كانت ساعات العمل 16 ساعة، كيف تقومين بتوزيع الثماني ساعات المتبقية بين النوم وأي تفاصيل أخري خاصة بيومك؟
في حال متقبلة فكرة العمل الإضافي وفي رأيك يستحق، يمكنك البدء لكن راقبي نفسك جيداً في حال شعرت بالإرهاق راجعي الوضع.
المهم أن نُوازن بين الإنجاز والراحة، ونبني لأنفسنا مستقبلًا يجعلنا ممتنين لهذا الجهد يومًا ما.
كيف ستحققيها بيوم العمل فيه 16 ساعة مقابل 24 ساعة باليوم؟ يعني فكرة التوازن هذه تكاد تكون مستحيلة، رأيت مساهمة البارحة ل @Mahmood_Masood يسأل بعد 8 ساعات عمل كيف نستعيد الطاقة، ماذا تتوقعين إذن بعد ال16 ساعة، بالتأكيد لن نأخذ كل شيء
الأمر فعلا يعتمد على اولوياتك في كل مرحلة في حياتك، فاذا كنت حاليا هدفك الأول والأهم هو أن تدخر أكبر قدر من المال لكي ترتاح في المستقبل وتحقق كل تطلعاتك في الثلاثينيات من عمرك، فمن الطبيعي أنك ستضحي في تلك الفترة براحتك وبحياتك الاجتماعية، لكن المشكلة انكك قد تعتاد على ذلك لبقية حياتك، فلا تعلم كيف ترتاح وتظل في تلك الدوامة، لذللك يجب أن يكون لديك هدف واضح وبمجرد الوصول اليه تجبر نفسك على التوقف وأن تتمهل وتبدأ استعادة التوازن في حياتك
أقدر تمامًا وجهة نظرك، بالفعل 16 ساعة عمل يوميًا مدة طويلة وتتطلب جهداً كبيراً، التوازن لا يعني بالضرورة تساوي الوقت بين العمل والراحة، بل يعني إيجاد أساليب تساعدنا على استعادة الطاقة خلال اليوم وتنظيم الوقت بذكاء ، كذلك الهدف هو استثمار هذه الفترة المؤقتة بحكمة مع الانتباه لعلامات الإرهاق، وعدم التضحية بالصحة النفسية والجسدية ، في النهاية كل شخص يختلف في طاقته وقدرته على التحمل، لذلك من المهم جداً أن يكون هناك وعي ذاتي وتقييم مستمر للقدرة على الاستمرار دون إجهاد مفرط.
قرأت في كتاب أغنى رجل في بابل أنه من أسباب الراحة والثراء والنجاح أن تعرف الفرصة وتقدر على استغلالها، فالفقير والفاشل هم لذلك لسببين أما لا يعرف أن هذه فرصة أو يعرف ولا يعرف كيف يستغلها أو يتردد حتى يفوت الأوان.
الخلاصة مما تعلمت ومن تجربة قاسية أنا اليوم أعمل سبعة عشر ساعة متواصلة، سابقاً كنت أعملها لتحقيق ذاتي واليوم أعملها لذاتي وللأسرة بعدما دفعني القدر لإعالتهم، من واقع تجربتي أقول لك لو فوت هذه الفرصة ستندم، أنظر كم قرش ستخسر وكم خبرة ستضيع وكم علاقة عمل ستفوتك وكم باب كان وارد أن يفتح لك ولم يفتح، وكم أزمة قد تتعرض لها في المستقبل قد تكون هذه الفرصة جائت لتعينك عليها أو تنجيك منها، انصحك بالتفكير ولكن لو كنت مكانك سأقبل العمل الإضافي
كونك تمر بنفس التجربة، كيف حال الحياة معك بالعموم، صحيا وقدرتك على الاستمرار ضمن هذا الروتين لفترة طويلة بنفس الجودة
أن تعرف الفرصة وتقدر على استغلالها
هذه القاعدة مهمة جدا وعميقة، شخصيا أرى أن الشطر الثاني من الحكمة أهم من شطرها الأول (تقدر على استغلالها)، هل فعلا هو قادر على استغلال فرصة العمل لدوامين كاملين 16 ساعة من أصل 24 ساعة؟ وهل سيبقى يعمل بنفس الجودة؟
لا أظن ذلك
وسؤالي لك هو: أنت ذكرت أنك تعمل 17 ساعة في اليوم، ما طبيعة هذا العمل؟ وهل هو عمل دون توقف أو تتخلله فترات راحة وأكل وصلاة وووو...
لأن 24-17 تساوي 7 ساعات! إذا نمت 6 ساعات لن يتبقى سوى ساعة واحدة، فأرى أنه من غير المعقول أن ننصحه بأن يعمل ل16 ساعة بمفهوم دوام كامل لأن الدوام الكامل يعني الوقت خارج الأكل والصلاة والراحة...
أنا أعمل هذه المدة بينهم ساعة إلا ربع للطعام والصلاة فقط مجزئة أو مرة واحدة لي الحرية في ذلك، ونعم الأمر مرهق لكن هذه فرصة عرضت لي وقررت استغلالها فكانت لي نجاة من أزمة، منذ عام كان أبي يقول توقف أنت تقتل نفسك ولا حاجة لك بهذا المال دفعة واحدة بالتدريج وحافظ على صحتك، تعرف بعدها توفى أبي وأصبح هذا المال بالكاد يكفي المنزل والأخوة فكيف الحال لو لم استغل هذه الفرصة وقتها ؟
على كل أسأل الله أن يرحم أباك ويسكنه فسيح جناته، وأن يعينك على إعالة أهلك وإخوتك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فكيف الحال لو لم استغل هذه الفرصة وقتها ؟
أما بالنسبة لسؤالك، فلو كنت مكانك ربما كنت سأقبل بالفرصة إذا كان الاحتياج كبيرا جدا وكنت مضطرا، لكن لو كنت في سعة كنت لأختار أن أعمل على مشروع أو عدة مشاريع لها فرصة نجاح كبيرة وأحاول الاستثمار في مهارات عالية القيمة بدل أن أفرم نفسي بهذه الطريقة..
وأنا على إيمان تام أن الرازق هو الله، سواء فرمت نفسك أو لم تفرمها، الإنسان مطالب بتقديم الأسباب لا على سبيل المبالغة وإنما على سبيل الاعدال، وأنا على يقين أنك لو لم تستغل هذه الفرصة لرزقك الله من أبواب أخرى ما دمت تسعى. والله أعلم.
حقيقة: لا أنصحك بذلك، لأن فرم نفسك سيخرجك من هذه الفترة منهكا صحيا ونفسيا لا محالة، هذا غير الهبوط الحتمي لجودة عملك وإنتاجيتك في عملك الأصلي، "ولنفسك عليك حق" وبإمكانك البحث والوصول للنجاح الذي تطمح له بأساليب أخرى غير العمل ل16 ساعة كاملة!
ثم متى ستنام؟ ومتى ستأكل؟ ومتى ستصلي؟ ومتى ومتى...
نصيحتي لك هي: حافظ على عملك ل8 ساعات بجودة عالية وتأتية كاملة لواجبك، وابحث عن مصادر دخل إضافية مثل مشروع ما أو عمل كمستقل على مواقع العمل الحر أو قدم دورات ضمن مهاراتك... وحافظ على توازنك الصحي والعقلي والنفسي، وعلى شبابك.
وأخيرا: اعلم أن رزقك على الله تعالى، ووصولك للنجاح ولطموحك إن أراده الله سيحصل ولا حاجة للإفراط في ضغط نفسك.
أنا معك أن فترة العشرينيات المغامرة فيها أعلى وغير محسوبة، كما هو الحال في المراحل التي تليها.. ولكن سؤال مهم: هل عملك 16 ساعة متتالية لن يصيبك بإرهاق ذهني ونفسي وتجد نفسك منهارًا في خلال أشهر قليلة؟؟ هل الوظيفتين في مجالات أنت تحبها ولا تتعامل معها كوظائف مرهقة؟؟ إذا كانت إجابتك نعم ولا تجد مشكلة مع العمل هذه المدة الطويلة.. وليس لديك مشكلة في التضحية بحياتك الاجتماعية مقابل توفير مستقبل مادي مضمون جدًا.. فأنا أتفق معك.. ولكن أعلم تضحياتك أولًا قبل أن تشرع في اتخاذ قرارك.
التعليقات