تقييم سيء أثّر علي شهور كثيرة، كيف يمكن لتجربة سيئة في العمل الحر أن تؤثر عليك؟

يمكنني القول إن لدي ما يمكن تسميته بفوبيا التقييمات السلبية، فعلى موقع خمسات بعد التعامل مع أكثر من ١٥٠ عميل وعدد هائل من الخدمات، تعلمت درس مهم جداً وهو ألا أبدأ أي خدمة إلا بعد أن أتأكد تمامًا أنني قادرة على تنفيذها بلا عوائق، وهذا يجعلني أفكر كثيرًا وأحيانًا أضيع وقت، وحتى أرفض مشاريع أستطيع تنفيذها ببراعة، فقط خوفًا من احتمال ظهور أي عقبة تؤدي إلى تقييم سلبي. لأنني أعلم جيدًا أن تقييم سلبي واحد قد يهدم كل ما بنيته من إنجازات! لذلك أتمنى أن يكون هناك نظام تقييم يحمي البائعين من هذا التأثير الكبير، ربما عبر تقييم أكثر توازنًا يراعي ظروف العمل والظروف الطارئة، ويقلل من قسوة التقييمات السلبية على مسيرتهم.

ولظروف خاصة، وتقصير منّي بالطبع، والكثير من الضغط من جانب العميل، لم يتم المشروع على أكمل وجه، وحصلت على تقييم سيء للغاية.

لا أحب التقييمات السلبية وحمدًا لله لم أتعرض لها وذلك في جزء كبير راجع لي وهو أني لا أدخل في أي مشروع لا أعلم من نفسي أني سأوفيه حقه. ولكن أظن لو أن العميل كان يعرفك و تعامل معك أكثر من مرة كان سيعرف لك ظروفك ويقدر ذلك. ولكن يبدو أنه أول تعامل بينكما.

شاركوني تجاربكم أيضا وكيف تؤثر التقييمات السلبية عليكم؟ وما هو تصوّركم لنظام التقييمات الذي قد يحمينا من ذلك التأثير؟

لم أتعرض لها ولذا لا أعرف كيف كانت ستؤثر ولكني لا أعرف لماذا أصحاب المشاريع يتشبثون بتققيم سلبي واحد ويتركون باقي التقييمات الإيجابية وهي كثيرة؟!!! أعتقد أنها جزء من الطبيعة البشرية وأنا خير مثال على ذلك لأني مثلاً لو رأيت تقييماً أو تقيمين سلبيين على سلعة في امازوم فيما باقي السلبيات إيجابية فسأصرف نظر عن الشراء بعد أن كنت انتويته!!! أما تصوري هو أن تبدأ بنفسك بحيث لا تقدم على مشروع لا تملك الوقت الكافي له أو لا تتقبل مشاريع لا تجيد التعامل معها وإنجازها. أعتقد أننا نحن المستقلين من يتحكم بالتقييمات من خلال التصرف السليم بقبول المشاريع من عدمه.

أرى أن التقييمات السلبية قد تكون قاسية بالفعل خاصة في منصات العمل الحر لأن العميل الجديد عادة لا يمنح نفسه الوقت ليرى الصورة كاملة بل يكتفي بالحكم السريع على آخر تقييم أو أسوأه وكأن كل ما سبق لا قيمة له وأعتقد أن الحل لا يكون فقط في محاولة تبرير الخطأ بل في بناء حضور جديد تدريجيًا سواء من خلال منصات أخرى أو تطوير معرض الأعمال أو حتى تقديم خدمات صغيرة تعيد الثقة شيئًا فشيئًا كما أؤمن بأن التقييم السلبي لا يلغي المهارة الحقيقية فمن امتلك مهارة حقيقية سيجد طريقه مهما طال الوقت لكنني أتفق معك في أهمية وجود نظام تقييم أكثر عدلًا يراعي مجمل أداء المستقل لا لحظة عثرة واحدة

بالنسبة لي لم أحصل بعد على تقييم سيئ ولله الحمد.

لكنني أتساءل: هل التقييم السيئ هو السبب الحقيقي لعدم حصولك على مشاريع لـ 6 شهور كاملة؟

في اعتقادي أن تقييما سيئا واحدا لا يسبب كل ذلك! ربما بسبب موجة الذكاء الاصطناعي، وربما لأسباب أخرى.. هل درست المشكلة من كل النواحي؟

الخطير في الأمر ليس التقييم السلبي ذاته، بل كيف يتحوّل إلى "حاجز صامت" بينك وبين الفرص القادمة. العميل لا يعرفك، ولا يمنحك فرصة شرح ما حدث. هو يرى نجمة واحدة فيقرر أنك لست جديرًا بخمس فرص، ربما لو كان هناك نظام تقييم أكثر عدلًا، لا يكتفي بـ"الرقم"، بل يتيح للمنجز أن يوضّح، وللمنصة أن توازن بين التقييمات القديمة والجديدة، لتصبح الصورة أوضح وأقرب للواقع.

في النهاية، هذه ليست مجرد تجارب فردية، بل قضية تستحق إعادة نظر من منصات العمل نفسها… لأننا جميعًا نُخطئ، لكن لا ينبغي أن نحاسب وكأننا لم نُحسن قط.