في بدايتي مع العمل الحر، كنت أتنقّل بين المهام بسرعة: أكتب جزءًا من مشروع، وأردّ على رسالة من عميل، ثم أفتح بريدًا إلكترونيًّا، وأعود بعدها لاستكمال مهمة مؤجلة. كنت أظن أن هذا التنوّع دليل على النشاط والإنجاز، لكنه في الحقيقة كان يستهلك طاقتي ويشتّت ذهني. ومع مرور الوقت، لاحظت أن جودة عملي أصبحت أقل، وأن المهام التي كان يمكن إنجازها في ساعتين، باتت تستغرق مني يومًا كاملًا. حينها قررت أن أجرّب استراتيجية العمل العميق، وهي ببساطة: تخصيص فترات مركّزة للعمل على مهمة واحدة فقط، دون أي مشتتات، ولو لمدة ساعة يوميًا. أغلقت الإشعارات، حدّدت وقتًا ثابتًا في بداية اليوم، وجلست للعمل بكامل تركيزي. النتيجة كانت مذهلة: إنجاز أسرع، جودة أعلى، وشعور بالرضا لم أكن أشعر به من قبل. بل إنني لاحظت أن هذا النوع من التركيز يجعلني أستمتع بالعمل ذاته، لا فقط بالنتائج. هل سبق أن جرّبتم تخصيص وقت للعمل العميق؟ وما أثره على جودة أدائكم وإنتاجيتكم؟