كنت أرى أن النجاح يعني أن يكون لدي دائمًا مشروع قيد التنفيذ. لذلك، عندما تمرّ أيام أو أسابيع دون عمل جديد، كنت أشعر بقلق كبير، وكأنني فقدت مكاني وأن مجهودي السابق ذهب هباءً، وبدأ الحماس يخفت تدريجيًا كلما طال وقت الانتظار. هذا الشعور كان يضغط عليّ أكثر من ضغط العمل نفسه، ومع الوقت، بدأ يؤثر على ثقتي بنفسي، بل وعلى حماسي لتعلّم أي شيء جديد. لكنني أدركت لاحقًا أن هذه الفترات، بدلًا من أن تكون أوقات ركود، يمكن أن أتعامل معها كمساحة لإعادة التوازن وتوسيع المهارات. وضعت لنفسي خطة بسيطة ألتزم بها كلما مررت بفترة هدوء: مراجعة معرض أعمالي وتحديثه. دراسة مهارة جديدة مرتبطة بمجالي. إنشاء محتوى يعرض خبرتي ويُبقي حضوري الرقمي نشطًا. تقييم تجربتي السابقة: ما الذي أنجزته؟ وما الذي يمكن تحسينه؟ التواصل مع عملاء سابقين بشكل غير مباشر، أو إعادة تقديم نفسي بطرق جديدة. مع الوقت، تحوّلت هذه الفترات إلى مساحات هادئة أستثمرها لنفسي، بدل أن أتركها تُضعفني. وأنتم، كيف تتعاملون مع هذه الفترات دون أن تؤثر على حماسكم أو تطوّركم؟
الفترات الهادئة بلا مشاريع كانت تقتل حماسي.. وهذه خطتي لتحويلها لوقت نمو
بهذه الفترة أتواجد أكثر بالمجتمعات مثل حسوب I/O هذا التواجد عندما يكون مخطط له بشكل يناسب أهداف المنصة، وهدفي من إبراز خبراتي بالمشاركات وبالفعل عادة أتلقى توظيفات من هنا، بجانب ذلك أعمل على توثيق علاقاتي مع العملاء القدامى بتواصلات احترافية تعزز العلاقة وتفتح بابا لو هناك مجال للتعاون، هذا جانب والجانب الآخر على الصعيد المهني، أعمل على أي ملاحظة أخذتها من العميل وطورتها، أو مهارة ضعيفة وأحتاج تقويتها، بشكل مركز كون أصبح لدي وقت أكبر للتعلم، وبذلك أكون قد خرجت من هذه الفترة سريعا وباستفادة
أعجبتني فكرتك في استثمار المجتمعات المهنية والتواصل الاحترافي، لكنني لاحظت أن هذه الفترات يمكن أن تكون أيضًا فرصة لإعادة ترتيب علاقتي بالعمل ذاته. أحيانًا يكون تراجع الحماس ليس فقط بسبب غياب المشاريع، بل نتيجة إرهاق متراكم لم أكن أتنبه له. لذا بدأت أستغل هذا الوقت لاستعادة توازني النفسي، والاهتمام بأنشطة تمنحني طاقة مختلفة. كذلك أصبحت أهيّئ نفسي للفرص القادمة، ليس فقط من ناحية تطوير المهارات، بل أيضًا من خلال تحسين عرضي للخدمات، وتحديث سيرتي الذاتية، وتجهيز نماذج مسبقة للعروض والردود، حتى أكون جاهزة لاقتناص الفرص فور ظهورها.
لذا بدأت أستغل هذا الوقت لاستعادة توازني النفسي، والاهتمام بأنشطة تمنحني طاقة مختلفة
هذه النقطة مهمة جدا، وأعمل عليها بشكل عام بكل الفترات وليس الركود فقط، لأن التوازن بين العمل والحياة الشخصية مهم ويجعل هناك مساحة للاستمرار والأداء بنفس الأداء وربما أقوى، على عكس ذلك سنصل للاحتراق الوظيفي ولن نستمر
في الحقيقة يا إسراء أن الواحد منا قد لا يجد الراحة في أوقات العمل وأوقات غير العمل، ففي الوقت الذي يكون لدينا عمل فيه قد نشعر بالضغط والإجهاد، وفي الوقت الذي لا يكون هناك عمل فيه نشعر بالتوتر والقلق الذي قمت بوصفه 😅
الحل من وجهة نظري هو عيش اللحظة أو الحاضر ومحاولة الاستمتاع به، كما أنك أغفلت نقطة هامة وهي الراحة، فربما يمكنك استغلال الوقت الذي لا يوجد به عمل في الراحة والخروج أو فعل أشياء لا تستطيعين فعلها مع ضغط العمل، لأن العمل والتفكير في العمل باستمرار قد يؤثر على الشخص ويجعله يصل للاحتراق الذاتي.
صحيح أن الإرهاق المستمر دون راحة قد يؤدي للاحتراق، وكنتُ فعلاً أحتاج لفترة من الهدوء أتنفّس فيها بعيدًا عن ضغط المشاريع. لكن ما لاحظته أن الراحة وحدها، دون وجود شعور بالتقدّم أو النمو، لم تكن كافية بالنسبة لي لإعادة الحماس. شعرت أنني بحاجة لفعل شيء يُعيد لي الإحساس بالجدوى، حتى وإن كان بسيطًا. لذا، بدأت أوازن بين الراحة وبين خطوات صغيرة تدفعني للأمام، مثل مراجعة معرض أعمالي أو تطوير مهارة جديدة. بهذا الشكل، تحوّلت فترة الهدوء إلى وقت أسترجع فيه طاقتي، دون أن أفقد إحساسي بالإنجاز.
أنا شخصيًا مررت بهذه المرحلة وشعرت أن فترات الفراغ بين المشاريع كانت تختبر ثقتي بنفسي بجدية كنت أتوتر وأظن أنني فقدت مكاني وأن كل ما أنجزته سابقًا بلا قيمة كنت أشعر أنني إن لم أكن مشغولة طوال الوقت فهناك خطب ما لكن مع الوقت بدأت أرى الأمور بشكل مختلف أدركت أن هذه الفترات ليست فراغًا بل فرصة أراجع فيها ما أنجزته وأعيد ترتيب أفكاري وأتعلّم شيئًا جديدًا
أشعر أن ما كتبته يُشبه كثيرًا ما مررتُ به فعلًا، وكأن هذه الفترات تختبر قناعتنا بأنفسنا لا إنجازاتنا فقط. لكن لاحظت مع الوقت أن مجرد إدراكي بأنها فترة مفيدة لا يكفي وحده لتجاوز الشعور بالقلق، كنت أحتاج لشيء ملموس، خطوات عملية أستند إليها حتى لا أترك الفراغ يسحبني من جديد. ولهذا وضعت لنفسي خطة بسيطة أعود إليها كل مرة، لا لأشعر فقط أنني ما زلت أتقدّم، بل لأتجنّب ذلك الشعور الخفي بأنني عالقة في المنتصف دون وجهة.
التعليقات