كنت أظن دائمًا أن الالتزام بالمواعيد يعني أن أُسلّم العمل في اليوم الأخير المحدد، وربما في ساعاته الأخيرة أيضًا. لم أكن أتأخر عن الموعد، لكنّي كنت أعيش تحت ضغط مستمر، وأشعر بتوتر طوال فترة تنفيذ المشروع، وكأنني أركض خلف الزمن. هذا الضغط لم يؤثر فقط على جودة عملي أحيانًا، بل كان يستهلك طاقتي الذهنية والنفسية. ومع تكرار التجربة، بدأت ألاحظ شيئًا آخر: حتى عندما أنهي العمل قبل الموعد، أظل أؤجّل التسليم حتى اللحظة الأخيرة، وكأن بداخلي مقاومة غير مبررة. قررت وقتها أن أُجرب أسلوب بسيط لكنه غير شائع: "التسليم المُسبق" أي أن أتعامل مع الموعد النهائي كحد أقصى، لا كهدف. بدأت أضع لنفسي موعدًا داخليًا للتسليم يسبق الموعد الحقيقي بيوم أو يومين على الأقل، وأقسم وقت التنفيذ بحيث يكون هناك وقت كافٍ للمراجعة والتعديل بهدوء. النتيجة لم تكن فقط راحة نفسية أكبر، بل أيضًا ردود فعل أفضل من العملاء، لأن التسليم المبكر يعطي انطباعًا بالاحترافية، ويفتح مجالًا للتعديلات بدون استعجال أو توتر. وأنتم، ما الأسلوب الذي وجدتموه أكثر راحة وفعالية في التعامل مع ضغط التسليم؟
المواعيد النهائية كانت ترهقني دائمًا.. حتى التزمت بأسلوب "التسليم المُسبق"
وأنتم، ما الأسلوب الذي وجدتموه أكثر راحة وفعالية في التعامل مع ضغط التسليم؟
بالنسبة لي لا تفرق في شيئ سواء سلمته قبل الموعد النهائي أو في حينه وساعته. الأمر سيان طالما أني لم أتجاوز المدة المتفق عليها. ولكن أنا أحياناً أسأل العميل: هل انت تتعجل العمل؟! فأضرب أنا موعدًا آخر أريح لي وأقترحه عليه. وهنالك من العملاء من لا تفرق معه المدة كثيراً ويمدددها لك فوق ما تطلبين لكن بشرط ألا يتخلف التسليم عن الموعد المضروب. أما تسليمه قبل الموعد بيوم أو يومين فأنا أعمل به ولكن ليس لأثبت للعميل أني الأفضل ولكن بحسب حاجتي للوقت و قدرتي على الإنجاز وجودة العمل وأعتقد أنه الأفضل لأنه يمنح العميل وقتًا ليراجع العمل ويتسلمه منك بدلاً من أن يأخذ وقتاً إضافياً يتخطى وقت التسليم المتفق عليه فيقل معدل تسليم المشاريع بالوقت لديك.
أقدّر كثيرًا فكرتك في الاتفاق مع العميل على موعد يناسبك، وأراها طريقة ذكية لإدارة الوقت بمرونة. لكن بالنسبة لي، الضغط لم يكن بسبب التسليم المتأخر، بل بسبب استهلاك كامل مدة التنفيذ وكأنني أركض طوال الوقت. على سبيل المثال، إذا كانت مدة تنفيذ المشروع مثلاً. 10 أيام، فأنا أضع لنفسي موعدًا داخليًا للتسليم خلال 8 أيام فقط، وأتعامل مع اليومين المتبقيين كمجال للمراجعة والتعديل بهدوء، دون استعجال. هذه الخطة لم تغيّر الموعد النهائي المتفق عليه، لكنّها غيّرت طريقة تعاملي مع الوقت، فخفَّ الضغط، وارتفعت جودة العمل، بل وأحيانًا أنتهي قبل الموعد الحقيقي دون أن أشعر بتوتر أو استعجال. ففكرة "التسليم المُسبق" بالنسبة لي لم تكن لإبهار العميل، بل لتنظيم وقتي بطريقة تقلل من الضغط وتحسّن تجربتي في التنفيذ.
من تجربتي الشخصية وجدت أن أفضل طريقة للتعامل مع أي مشروع هي أن أتعامل معه منذ اللحظة الأولى وكأنه يجب أن يُسلّم الآن هذا الأسلوب جعلني أركّز أكثر وأعطي المشروع طاقتي الكاملة من البداية بدلًا من الانتظار فكل يوم أعمل فيه أتعامل معه كجزء من لحظة التسليم وليس كمرحلة تحضير فقط هذا جعلني أنجز بجودة أعلى وفي وقت أقصر والأهم أنني لم أعد أعيش تحت ضغط الموعد النهائي لأنني ببساطة أكون دائمًا متقدمًا عليه بخطوة
يبدو أن هذا الأسلوب يمنحك دافع قوي وتركيز منذ البداية، وهذا أمر جيّد بالفعل. لكنّي لم أجرّبه من قبل، وبصراحة، مجرد قراءتي لطريقتك جعلتني أشعر ببعض التوتر! أري أنني لو تعاملت مع كل مشروع وكأن لحظة التسليم قد بدأت بالفعل، سأشعر بضغط أكبر وربما لا أتمكن من إنجازه بالشكل الذي أطمح إليه، بل قد يُربكني الشعور بأن كل لحظة تأخير تُحسب عليّ. لهذا وجدت أن "التسليم المُسبق" يمنحني نوعًا من الأمان الذهني، فأُنجز بتركيز لكن دون استعجال، ويظل لدي وقت للمراجعة والتعديل بهدوء.
ربما لكلٍّ منّا طريقته التي تمنحه شعورًا بالسيطرة والهدوء أثناء تنفيذ العمل.
انا لا يقتصر توتري لتسليم العمل بالموعد المحدد فقط بل في مختلف مواعيد ، مقابلة أ حضور لاي شيء دائما اكون قبل الوقت لك حتى ان واعدت صديقا" في كافيه شوب وتأخر اوبخه
هذه سمة للناس المنضبطين والذين لديهم شعور وتفكير مستمر، مثلاً لو كان هناك تجربة جديدة غداً أو مقابلة مهمة لا يستطيعون النوم بسبب التفكير وحتى لا يفوتهم الوقت 😂
بالرغم أنه انضباط ولكن هذا يؤرق النفس كثيراً ويجعلها لا تكف عن التفكير.
التعليقات