في بداياتي في العمل الحر، كنت أتابع عشرات الدورات في وقتٍ واحد، أقرأ في أكثر من مجال، وأتنقل من مهارة لأخرى بسرعة، ظنًا مني أن هذا سيجعلني أكثر كفاءة. لكن النتيجة كانت عكسية تمامًا: معلومات كثيرة متفرقة، دون تطبيق فعلي أو تطوّر حقيقي.ثم قررت تجربة استراتيجية بسيطة لكن فعالة: أن أخصّص شهرًا واحدًا فقط لتعلّم مهارة واحدة بتركيز تام. اخترت في البداية مهارة "كتابة المحتوى التسويقي"، ووضعت خطة شهرية التزمت بها. مع نهاية الشهر، لم أكن فقط قد فهمت المجال، بل أصبحت أمتلك نماذج أعمال، ثقة أكبر، وقدرة على التقديم لفرص حقيقية. بعد نجاح التجربة، أصبحت أعتمد هذه الاستراتيجية بشكل دائم. هذا النمط ساعدني على بناء رصيد قوي من المهارات، دون تشتيت أو ضغط، وفتح لي أبوابًا لم أكن أتوقعها. التعلم المتعدد قد يبدو مثيرًا، لكن التعلّم المركّز هو ما يصنع الفرق فعلاً. عندما نعطي كل مهارة وقتها الكافي، ننتقل من مرحلة "المعرفة السطحية" إلى "التمكن الحقيقي". وأنتم، ما هي الاستراتيجية التي استخدمتموها في تعلّم مهارة معينة وشعرتكم أنها أحدثت فرقًا حقيقيًا في رحلتكم في العمل الحر؟
كيف غيّرت استراتيجية "التعلّم المركّز لشهر واحد" من مستوى مهاراتي في العمل الحر؟
انا مشكلتي املك مهارات واقعية اكتسبتها من خبرتي واريد توظيفها في العمل الحر ولا ادري كيف السبيل إلى ذلك
يمكنك أخي سرد مهاراتك في مشاركة ولابد أن الأعضاء سيفيدونك في كيفية توظيف هذه المهارات والكسب منها.
التعلم المتشتت يسبب ضياع كبير للوقت والجهد، لا أعتقد أن العقل مجهز لتعلم عدة أشياء جديدة مختلفة في نفس الوقت وكذلك إتقانها، خصوصاً في المهارات التي تحتاج إلى تطبيق، فلا نجد مثلاً لاعب كرة قدم مشهور، وفي نفس الوقت نجده يلعب التنس باحترافية، ولا نجد كاتب روايات مثلاً يمكنه أن يكون صحفي يكتب في جريدة أخبار واقعية..
صحيح وما لاحظتُ أثره بوضوح إلا بعد أن جرّبت التركيز على مهارة واحدة فقط. قبل ذلك، كنت أبدأ في تعلّم أكثر من شيء في الوقت ذاته، لكنني غالبًا ما كنت أصل إلى منتصف الطريق وأتوقف، لأن التشتت لا يتيح وقتًا كافيًا للتجربة، ولا مساحة للفهم العميق. اكتشفت حينها أن المشكلة ليست فقط في قدرة العقل على التعلّم المتوازي، بل في أن التشتت يجعل كل خطوة أكثر صعوبة، ويؤثر سلبًا على الحماسة والاستمرارية. وعندما بدأت أُعطي كل مهارة وقتها المستحق من الجهد والتركيز، شعرت أنني أبني حقًا، لا أتنقّل فقط. وربما كما أشرتَ، حتى في المجالات الإبداعية أو التقنية، يمنح التخصص قوة حقيقية، وبعدها يصبح التوسّع أسهل حين ننطلق من أرضية صلبة، لا من بدايات متكررة.
هناك نصائح لإبن القيم مفادها أنه لاتنتقل لعلم حتى تتنقن ماقبله وهذا أراه فى طريقة تعلمك المميزة هذه رائه جداً وملهمة.
للأسف كنت أنتقل من مجال لمجال ومن مهارة لأخرى سريعاً أيضاً ولدى الكثير من المهارات لكنهم مثل عدة منازل بجوار بعضهم ليسوا بناءا شامخاً.
صحيح، التنقّل المستمر بين المهارات دون إتقانٍ فعلي يجعلنا نمتلك معلومات متفرقة دون أساس متين، وقد عانيت من ذلك في بداياتي أيضًا. وأري أيضاً التعدد ليس المشكلة الأساسية دائمًا، بل المشكلة تكمن حين نعمل على عدة أشياء في الوقت ذاته دون وضوح أو تركيز، فنفقد البوصلة ولا نعرف أين نحن ولا ما نريد تحديدًا. أما حين نركّز على مهارة واحدة ونعطيها وقتها الكامل، فالتطوّر يكون أوضح، وبعد إتقانها نستطيع الانتقال لما بعدها بثقة. فالتدرّج المركّز يصنع فرق حقيقي، بينما العمل على كل شيء في آنٍ واحد هو ما يُربك ويُبطئ التقدّم.
التعدد مشكلة كبيرة فى هذا العصر فالطبيب المتمرس ذو التركيز على تخصص محدد ليس كممارس عام بالطبع.
نرى كثيراً أيضاً طبيب داعية ويعجبنى هذا النموذج جداً وأرى أيضاً مهندس داعية ويؤثر فى أيضاً ولكنهم ليسوا بأشطر من المهندسين المتخصصين المركزين ولكن من يكون له عقبى الدار بالتأكيد من يعمل للأخرة أيضاً.
فالأمر يكون على حسب كل فردٍ منا وأهدافه.
التعليقات