عرض عليّ أحدهم تنفيذ مشروع، وكان من المفترض أن نعمل وفق جدول زمني واضح، لكنني سرعان ما اكتشفت أن العميل لا يلتزم بالمواعيد، يتأخر في الرد ويؤجل الاجتماعات دون اعتذار وكأن وقتي بلا قيمة، حاولت التفاهم أكثر من مرة لكن الوضع استمر على حاله، وفي النهاية قررت الاعتذار عن تنفيذ المشروع، ربما كان القرار صائبًا وربما كنت متسرعة، برأيكم هل تصرفت بعقلانية أم بالغت في ردة الفعل؟
رفضت تنفيذ المشروع لأن العميل لم يكن يحترم الوقت، فهل تصرّفت بعقلانية أم تهوّرت؟
عامل الوقت مهم بالتأكيد، لأي طرف، لكن عادة أرى أنه يجب أننا كمستقلين أن نكون أكثر صبرا على هذه المشكلة، خاصة أن صاحب المشروع قد يكون لديه انشغالات، قد يكون لديه وقت محدد للمتابعة فلا يكون متاح طوال الوقت، ربما يكون جيد على باقي المستويات، لذا تقدير التعامل يكون وفقا لتقدير الموقف كاملا، وبالنسبة لي أميل للمرونة أكثر فهذا قد يكسبني عميل دائم. وبكل مرة يمكن وضع حدود أوضح للتعامل
صحيح أننا كمستقلين نسعى لأن نكون مرنين ونتفهم انشغالات العملاء، لكن نحن أيضًا لا نعيش في فراغ! لدينا التزامات ومواعيد ومشاريع تنتظرنا، ولسنا في نزهة ننتظر الرد متى تيسر، الاحترام المتبادل للوقت لا يقل أهمية عن جودة العمل، والتقدير الحقيقي يظهر حين يحرص كل طرف على ألا يثقل كاهل الآخر بالتأجيل أو الغياب الطويل.
قرارك يعكس احترامًا كبيرًا لوقتك ولمعاييرك المهنية وهذا بحد ذاته موقف يقدّر
في بيئة العمل الحر تحديدًا يصبح احترام الوقت والوضوح في التواصل من أهم عوامل النجاح ليس فقط لإنجاز المشروع بل لبناء علاقة صحية بين الطرفين
صحيح أن الاعتذار عن تنفيذ مشروع قد يبدو قرارًا حاسمًا لكن أحيانًا تكون الحزم ضرورة عندما يغيب الالتزام وتهدر طاقة المستقل في محاولات التفاهم دون جدوى
فالمشكلة لا تكمن فقط في التأخير بل في غياب التقدير والتفاعل الجاد
ومع ذلك من الجيد دائمًا أن نراجع قراراتنا بعين التجربة لا بعين التردد
هل كان بالإمكان وضع حدود أكثر وضوحًا منذ البداية
هل كانت هناك إشارات مبكرة لتفادي الدخول في المشروع أصلًا
كلها أسئلة لا تلوم الماضي بل تساعد في رسم مواقف أكثر اتزانًا مستقبلًا
في النهاية اختيارك يدل على وعيك المهني ولا أراه تسرعًا بل موقفًا واعيًا لحماية وقتك وكرامتك المهنية
تجربتك تستحق المشاركة لأنها تسلط الضوء على جانب مهم من تحديات المستقلين الذي غالبًا ما يتم التغاضي عنه
وأضيف إلى حديثك شيئًا أشعر به دائمًا وهو أن بعض العملاء يظنون أن المستقل متاح في كل وقت، وكأننا ننتظر المهام بفارغ الصبر على مدار الساعة، 😅 والمشكلة أن سماحنا أحيانًا بالتأخير بدافع اللطف أو المرونة يجعل العميل يعتقد أن الأمر طبيعي بل وربما يراه حقًا مكتسبًا، وهذا يشجع على مزيد من الاستهتار أو التأجيل دون اعتبار لجهدنا أو التزاماتنا الأخرى، لذلك وضع الحدود من البداية ليس قسوة، بل احترام مشترك يحمي العلاقة من التآكل مع الوقت.
فعلاً كلامك واقعي جدًا وبيعبر عن تجربة يمر بيها أغلب المستقلين
أوقات بنقدم مرونة بدافع حسن النية لكن للأسف ده بيتحول أحيانًا لفهم خاطئ من العميل إنه شيء طبيعي أو من حقه
الحقيقة إننا كمستقلين بنشتغل بتوازن دقيق بين مهام متعددة وحياتنا مش دايمًا فاضية أو مرنة كما يبدو
ووضع الحدود من البداية مش تصرف حاد بل علامة على الاحترافية وتنظيم العلاقة من أولها عشان ما يحصلش استنزاف أو سوء تفاهم بعدين
التقدير المتبادل هو الأساس ولو كل طرف احترم وقت وجهد التاني العلاقة تفضل ناجحة ومريحة للجميع
تصرفك كان نابعًا من وعيك الذاتي وقيمتك كمحترفة، وهذا بحد ذاته نقطة قوة وليست تسرعًا. كثيرون يستنزفون طاقاتهم في مشاريع تفتقر لأبسط معايير الاحترام والتنظيم، ثم يلومون أنفسهم بعد فوات الأوان. أن تعتذري عن تنفيذ المشروع لا يعني ضعف التزامك، بل يعكس حرصك على العمل في بيئة تحترم وقتك وجهدك. العمل الحر ليس فقط تنفيذ مهام، بل شراكة تقوم على الاحترام المتبادل. وحين يغيب هذا الاحترام من الطرف الآخر، يصبح الاستمرار نوعًا من التنازل عن كرامتك المهنية.
التعليقات