مع تسارع تطور سوق العمل الحر وتغير متطلباته باستمرار، أصبح من الضروري لنا كمستقلين أن نطوّر مهاراتنا بشكل مستمر لنواكب هذه التغيرات ونحافظ على تنافسيتنا. لكن في المقابل، نجد أنفسنا في كثير من الأحيان غارقين في تنفيذ المشاريع وتسليم المهام في مواعيدها، مما يجعل من الصعب تخصيص وقت منتظم للتعلم والتطوير. فكيف يمكننا كمستقلين أن نحقّق توازنًا فعّالًا بين إنجاز العمل اليومي وتطوير مهاراتنا بشكل مستمر؟
كيف يمكن لنا تحقيق توازن بين إنجاز العمل وتطوير مهاراتنا لتلبية احتياجات السوق المتغيرة؟
بالفعل يعتبر تطوير الذات من التحديات التي تواجهنا كمستقلين ، حيث أنه ضرورة لتطوير أعمالنا ، ربما يمكننا تخصيص وقت يومي لعادة مهمة، مثلا 20 دقيقة للقراءة بعد انتهاء العمل أو مشاهده دورة تدريبية ، ربما هذه الخطوة الصغيرة تمكننا من تطوير ذواتنا بشكل أفضل وسط الضغوط اليومية.
ربما يمكننا تخصيص وقت يومي لعادة مهمة، مثلا 20 دقيقة للقراءة بعد انتهاء العمل أو مشاهده دورة تدريبية
اقتراحك جيد جدًا وأوافق عليه، فالاستمرارية ولو بقليل من الوقت تصنع فرقًا كبيرًا. هل جربتِ كيف يؤثر هذا الروتين الصغير على مدى استمراريتك في التعلم؟ وهل واجهتك صعوبات في الالتزام به مع ضغط العمل؟
لن يمكننا فعل ذلك إلا بالحرص الشديد على عدم ضياع الوقت، بالإضافة إلى تقديم تضحيات مثل التخلي عن نزهة أو سفر في أجازة، وقضاء هذا الوقت في الاطلاع على ما هو جديد، وفي نفس الوقت يجب أن نتعامل مع الوقت كأنه رأس مالنا، فعندما نختار المشاريع لا يجب أن نزحم جدولنا، بل نترك فراغ لوقتنا لنتطور ونتعلم أشياء جديدة.
أرى أن وجهة نظرك سليمة فيما يتعلق بأهمية إدارة الوقت وترتيب الأولويات، وهي بلا شك من أساسيات النجاح كمستقل. لكنني أؤمن أيضاً بأهمية تحقيق توازن مرن بين العمل والتطوير والراحة، دون أن تصل التضحيات إلى حد التأثير على جودة الحياة الشخصية. أعتقد أن الذكاء في تنظيم الوقت هو المفتاح، وليس بالضرورة التضحية بأوقات هامة للراحة والتجديد النفسي.
بالنسبة لي لا اجد تعارض بينهم، وهنا أحاول أن أنظر نقاط الضعف أو ما ارغب في تطويره وزايدته من مهارات واقسم له جدول وخطة تعليم تاخذ من كل يوم نصف ساعة أو ساعة لو توفر لي الوقت، وهذا لا يؤثر على عملي ولا يجعلني مضغوط فقط يحتاج إلى انضباط واستمرارية حتى نلمس النتائج.
لكن البعض يترك العمل تماما حتى يحسن مهاراته ويتعلم ويطور فيصيب عمله بشلل تام ظنا منه أنه لا يستطيع القيام بالأمرين على التوازي وهذا ما أرفضه تماماً.
أوافق على أهمية الانضباط وتخصيص وقت يومي للتعلم، ولكنني أرى أن أفضل طريقة لتحقيق التوازن تكمن في دمج عملية التعلم ضمن مهام العمل اليومية. بمعنى آخر، عند تطبيق المهارات الجديدة مباشرةً في المشاريع التي نعمل عليها، يصبح التعلم عمليًا وأكثر فعالية، كما يتحول تطوير المهارات إلى جزء من روتين العمل لا عبئًا إضافيًا. كما أعتقد أن المرونة في ترتيب الأولويات وفقًا لضغوط العمل ومستوى المشاريع تلعب دورًا مهمًا، حيث يمكن استغلال فترات الهدوء أو الفواصل بين المشاريع لتخصيص وقت للتطوير المستمر، دون الحاجة لأن يكون ذلك يوميًا بالضرورة، ولكن المهم هو الاستمرارية.
التعليقات