تخيل أن كل عملائك اختفوا في يوم واحد. كيف تعيد بناء شبكتك من الصفر؟

السقوط هنا ليس أزمة بحد ذاته، بل تصحيح مسار تأخّر كثيرًا. من يبني عمله الحر بالكامل على حسابٍ في منصة واحدة، لا يعمل لنفسه بل يعمل لديها وهنا لا يوجد اختلاف بين العمل الحر والوظيفة التقليدية. النجاة لا تكون باسترجاع الحساب، بل بأن لا نضع مصيرنا مجددًا في يد خوارزمية مراجعة أو بندٍ مبهمٍ في شروط الاستخدام. لذا تنوع منصات العمل والدخل هو الحل.

هم تمامًا ما تعنيه، لأنني مررت بتجربة مشابهة. فقدت مرةً وظيفة كنت قد بذلت فيها الكثير من الجهد والوقت لبناء سمعتي وكسب عملاء مميزين. شعرت وقتها بأنني أعود لنقطة الصفر، بكل الإحباط والضغط الذي يصاحبها. لكن مع الوقت، اكتشفت أنني لم أفقد كل شيء.

ما زلت أملك مهاراتي، خبرتي، وفهمي العميق لما يحتاجه العملاء. هذه الأصول لا يمكن لأي منصة أن تسلبني إياها. قررت أن أبدأ من جديد، لكن هذه المرة بعقلية مختلفة، أكثر حكمة وصبرًا.

استخدمت تجربتي السابقة كدرس، ركزت على تطوير نفسي، وبناء علاقات أقوى، ومع مرور الوقت، تجاوزت حتى ما كنت قد حققته في البداية.

السقوط مؤلم، لكن النهوض بعده يمنحنا قوة لا نعرفها عن أنفسنا إلا بعد التجربة.

بدايًة أحاول ألا أجلد ذاتي وأذكر نفسي بأنّ خسارة هؤلاء العملاء لأ يعني نهاية الدنيا، العملاء يأتون ويذهبون، والكثيرمن معرض لذلك، الذي لا يذهب هي مهارتي وخبراتي، وهذا أمر مهم.

الثقة في النفس وتعلم الأخطاء التي وقعت بها أمور سأفعلها في البداية، بعد ذلك أحدد أولوياتي وأثابر لبناء نفسي من جديد على منصات العمل الحر.

العملاء الذين تعاملت معهم وكانوا راضين عن عملي سيعودون مجددًا بمجرد عودتي والتقدم لمشاريعهم. تدريجًا الامور ستعود كما كانت في البداية وأفضل.

أحيانًا تكون الضربة ثقيلة لدرجة تسحب معها الشغف والدافع وحتى الإيمان بفكرة العودة من جديد. الكلام عن المهارة والسمعة والنزاهة يبدو جميلًا ، لكنه لا يوفّر دخلاً ولا يُعيد الثقة التي انهارت في لحظة.

العمل الحر، مهما كان جاذبًا، لا يرحم دائمًا. خاصة حين تكونين امرأة تحاولين التوافق بين احتياجات الحياة، ومسؤوليات كثيرة، وسوق مزدحم لا ينتظر أحدًا. فلا يكفي أن تكوني بارعة وصادقة ومخلصة. الواقع أحيانًا يتطلب أكثر من ذلك يحتاج لدهاء، ومناورة، وربما حتى التخلّي عن بعض المبادئ بشكل مؤقت لتنجحي.

إعادة التأسيس لا تأتي دومًا من مكان هادئ أو شغوف. بل أحيانًا من زاوية ضيقة مليئة بالاختناق، حيث تُجبرين على أن تراجعي ليس فقط مهارتكِ، بل حتى نظرتكِ لنفسكِ وطريقتكِ في البقاء. وربما يكون الحل وقتها أن تعيدي توزيع أوراقكِ تدخلي وظيفة مؤقتة، تفتحي مسار دخل مختلف، تعيدي التفكير في جمهوركِ ومن تخاطبينه.

نعم، قد تعودين. لكن لا تتوقعي أن تعودي بنفس النظرة الأولى. بل بنظرة أكثر حدّة، أقل براءة، وأكثر وعيًا بأن هذه المرة لا مجال للثقة العمياء، ولا للمثالية.

إذا اختفى جميع عملائي في يوم واحد، فإنني على يقين أنني سأتمكن من بناء شبكتي من جديد بسهولة، لأنني اكتسبت الخبرة والمهارات التي تساعدني على إعادة بناء الثقة بسرعة. مع مرور الوقت، أصبحت أتمتع بقدرة أكبر على جذب العملاء الجدد والتواصل معهم بشكل فعال. إضافة إلى ذلك، سمعتنا في المجال تعكس جودة العمل الذي نقدمه، وهذا يجعلني قادره على استعادة مكانتي بسرعة، حتى في حال حدوث أي صعوبات. الخبرة التي حصلت عليها تجعلني أواجه التحديات بثقة وأعتمد على مهاراتي في بناء علاقات عمل ناجحة.

ا