في العمل الحر، Freelancer الفرد الذي يتحلى بالقدرة على تحويل الفشل إلى نجاح، يصبح قادراً على تحقيق أهدافه. ومن الضروري تعزيز الإيمان بالقدرات الفردية وعدم التراجع عن الأهداف، حتى في وجه الصعوبات. بالإضافة إلى ذلك، فإن البيئة الإيجابية تلعب دورًا حاسمًا في تشجيع الأفراد على استثمار الفشل، مما يساعدهم على تقبل التحديات وابتكار استراتيجيات جديدة.
كيف تحول الفشل إلى نجاح، من خلال تجربتك في العمل الحر؟
هو بداية التعامل مع الفشل ببساطة: تقبل أنه مرحلة طبيعية، التقبل هنا لا يعني الاستسلام، ولكنه يفقد الفشل فكرة الاحتكاك المباشر مع النفس والتأثير فيها بما يضرها، فإذا تجاوزنا مرحلة الإحباط من الفشل نأتي إلى المعالجة، وهي ببساطة تحليل مبدئي للأسباب، هل فشلت في مشروع لأنني لأا أمتلك المهارات؟ لأن التواصل بين وبين الفريق/العميل به مشكلات؟ هل أنا لا يناسبني العمل فعلًا؟ هل هناك مشتتات وظروف خارجية؟ وهكذااا، بمعرفة الأسباب، نخرج من التفكير المفرط والقلق إلى مرحلة إعداد خطة بديلة وتنفيذها بناءً على الأولويات المطلوبة حاليًا، هذا في رأيي أحد المعاني الخاصة بالمرونة في حياة المستقل، وهي القدرة على تجاوز المشكلات الحتمية والتفكير في المرحلة القادمة.
أتذكر في أول مشروع عملت عليه في مجال العمل الحر، كنت متوترة للغاية، وأحرص على تنفيذ التعليمات كما هي، وفق ما تم توضيحه من صاحبة المشروع. ورغم حرصي الشديد، لم تكن راضية عن النتائج، مما أشعرني بإحباط كبير وظننت أنني أخفقت، وأنني لست مؤهلة للعمل في هذا المجال. وقررت ان انسحب من هذا المشروع، لكنّ الأمر الذي لم أتوقعه هو أن صاحبة المشروع نفسها كانت سبباً في دفعي للاستمرار. قالت لي: (أنا مُقدّرة أنها أول مرة لكِ، خذي وقتك). كلماتها كانت بمثابة دفعة قوية لي. لم أستسلم، بل بدأت أتعلم من أخطائي، وأعيد المحاولة بروح مختلفة. ذلك المشروع الأول، رغم صعوبته، كان هو الدافع الحقيقي الذي جعلني أستمر، وأفهم كيف أتعامل مع العملاء، وأتفاوض، وأطور من نفسي، كيف أراجع العمل، وكيف أتحمل المسؤولية. لم يكن مجرد بداية، بل كان درساً عملياً مليئاً بالدعم والتحفيز، فتح لي الطريق لفهم العمل الحر بعمق.
جميل اسراء ما تفضلت به، وغالباً ما يكون الانسحاب بسبب عدم القدرة على الاتصال والتواصل مع الطرف الآخر. وكثيرة هي المشاريع الكبيرة التي انسحب منها البعض لعدم قدرته على فتح بوابة حوار مع صاحب المشروع. والقدر الجميل ان صاحبة المشروع كانت متفهمة ..
لهذا علينا ان نتعلم من هذه التجربة أننا قد نصادف كثيرون لا يملك خبرة التواصل الجيد وان كانوا هم اصحاب العمل.
الحقيقة التي يعرفها كل من خاض غمار العمل الحر هي أن الفشل أولى خطوات النجاح، لكن بشرط واحد: أن تتعلم كيف تمسك بيدك وتنهض كلما سقطت.
الفرق بين من ينجح ومن يبقى في مكانه:
- الضعيف يرى في الفشل دليلًا على أنه لا يصلح، فيتراجع ويبحث عن ذريعة تبرر توقفه.
- القوي يرى في الفشل درس مجاني، فيحلله، يتعلم منه، ثم يمضي قدمًا بخطى أكثر ثباتًا.
التعلم من أخطاء التجربة الفاشلة أقصى مكسب يمكن تحقيقه بعد الفشل! وهذه الأخطاء ليست بدون قيمة، لكنها جوهرة حقيقية ستدرك قيمتها عندما تكرر العمل. يقول البعض "الخبرة هي أن تكون ارتكبت جميع الأخطاء الممكنة في مجالك".
لا شك أن ما يقوله البعض صحيحاً، ولكنه ليس أمراً شمولياً. لأن الخبرة ليست فقط في ارتكاب الأخطاء، بل في كيفية التعامل معها والتعلم منها لتحقيق النجاح في المستقبل.
ويمكن لشخص ما أن يدخل في تجارة ويربح ثم يخسر وقد لا يتبق معه شيء! فماذا يفعل؟ يعاود المحاولة مرة تلو الأخرى مستفيداً من تجربته وعليه ان يغير أساليبه وألا يبقى ينظر للأمور من زاوية واحدة فقط.
أوافق تمامًا على ما ذكرته. في العمل الحر، القدرة على تحويل الفشل إلى خطوة نحو النجاح هي مفتاح التقدم. الإيمان بالقدرات الشخصية وعدم الاستسلام هو ما يميز الناجحين. كما أن البيئة الإيجابية ليست مجرد دعم معنوي، بل هي عنصر أساسي في تعزيز القدرة على مواجهة التحديات وتطوير حلول مبتكرة و الفشل ليس نهاية الطريق بل بداية لفرص جديدة إذا تم استثماره بشكل صحيح
التعليقات