كثيراً ما نضع لأنفسنا أهدافاً كبيرة ونعتقد أننا قادرون على تحقيقها بسرعة، لكننا نصطدم بالواقع عندما نجد أن الوقت غير كافٍ أو أن قدراتنا ليست كما تصورنا. فهل هذا طموح مشروع يدفعنا للتقدم، أم أننا نقع في فخ المبالغة في تقدير إمكانياتنا؟ كيف يمكننا التمييز بين الطموح والإفراط في تقدير قدرتنا على الإنجاز؟
الوهم الأكبر: ظنك أن بإمكانك فعل كل شيء في وقت قصير.... كيف يمكننا التمييز بين الطموح والإفراط في تقدير قدرتنا على الإنجاز؟
هذا بالنسبة لي دليل على عدم وجود خبرة في المجال الذي يراد تحقيق الهدف فيه.
الطفل عادة ما يحلم بأن يكون أنجح من على الأرض،وأن يسافر للفضاء، وأن يمتلك المال الكافي لشراء كل ما يريد. هذا الطفل يحلم بتلك الأشياء لقلة خبرته بالحياة. بعد نضوجه وفهمه للحياة أكثر تنضج أحلامه أكثر وتصير أكثر واقعية..
أما إن وجد الإنسان أنه وضع لنفسه أهدافا كبيرة أكبر مما يقدر على تحقيقها فهذا دليل على انعدام خبرته في المجال الذي يريد تحقيق الهدف فيه. عليه التعلم أكثر عن ذلك المجال، وفهم قدرات نفسه أكثر حتى تنضج طموحاته وأحلامه.
هل هذا طموح مشروع يدفعنا للتقدم، أم أننا نقع في فخ المبالغة في تقدير إمكانياتنا؟
لا بأس بالطموح، ولكن الطموح يجب أن يسبقه دراسة وعلم.
الطفل عادة ما يحلم بأن يكون أنجح من على الأرض،وأن يسافر للفضاء، وأن يمتلك المال الكافي لشراء كل ما يريد. هذا الطفل يحلم بتلك الأشياء لقلة خبرته بالحياة. بعد نضوجه وفهمه للحياة أكثر تنضج أحلامه أكثر وتصير أكثر واقعية..
هل هذه اهداف غير واقعية؟! ألم يحلم الأمير سلطان بن سلمان آل سعود و فالنتين بوندارينكو وغيرهما بالسفر للفضاء وزيارة القمر في طفولتهما؟ ماذا تقول إذا عن ما قاله ماسك مؤخرًا حول استعمار المريخ بعد خمس أو سبع سنوات!
اعتقد بأن رفع سقف التوقعات في بعض الاحيان قد يحفزنا على التحدي وتحقيق أهداف معينة، يكفي أنه يجعلنا متفائلين.
أما إن وجد الإنسان أنه وضع لنفسه أهدافا كبيرة أكبر مما يقدر على تحقيقها فهذا دليل على انعدام خبرته في المجال الذي يريد تحقيق الهدف فيه...
كيف يمكننا أن نعرف متى يجب علينا تعديل طموحاتنا لتكون أكثر واقعية؟ وهل الطموح الكبير قد يكون مصدراً للإلهام حتى لو لم يكن مدعوماً بالخبرة الكافية؟
أحب أن أورد مقولة للينوس تورفالديس مؤسس نظام التشغيل لينكس:
ليس لدي خطة للأعوام الخمسة القادمة. لا بأس عندي بهؤلاء الذين ينظرون للسماء ويقولون "أريد أن أكون هناك مستقبلا" لكني من النوع الذي ينظر للحفرة التي تحتي، محاولا ردمها قبل أن أقع فيها.
بدلا من إفراط التفكير في المستقبل والطموح فكر في حاضرك، فيما بيدك أن تطوله وتفعله. ربما تخطط حسب الاحتياج، لكن إفراط التفكير في المستقبل مضر وقاتل للوقت في نظري.
كيف يمكننا أن نعرف متى يجب علينا تعديل طموحاتنا لتكون أكثر واقعية؟
بالدراسة والعمل والخبرة تتكون صورة أكثر نضوجا عن الواقع، حينها ستكون أحلام الإنسان واقعية وقابلة للتحقيق!
الحديث عن الوهم والمبالغة في تقدير القدرات هو كلام المُهزومين الذين يخافون من الأحلام الكبيرة! التاريخ لا يذكر الذين قالوا هذا مستحيل، بل يذكر المجانين الذين كسروا القواعد وفرضوا المستحيل.
الطموح الحقيقي لا يعرف الحدود، والمشكلة ليست في أحلامنا الكبيرة، بل في ضعفنا وقبولنا بـ الواقع كعذر للفشل. إذا كنتَ تؤمن حقاً بهدفك، فستجد الطريق وليس الأعذار.
الفرق بينك وبين العظماء؟ هم لم ينتظروا حتى يصبحوا مستعدين... بل قفزوا في المجهول وصنعوا المستحيل.
النجاح لا يأتي بالحذر، بل بالجرأة التي تزعج العقلاء
الفرق بينك وبين العظماء؟ هم لم ينتظروا حتى يصبحوا مستعدين... بل قفزوا في المجهول وصنعوا المستحيل.
ولكن هؤلاء العظماء يخططون عندما يضعون أهداف، يضعون في اعتبارهم أسوأ السيناريوهات، يبذلون جهدًا كبيرًا لتحقيق هذا الهدف، يوازنون بين هذا الهدف ورفاهيتهم الشخصية، يقيمون النتائج باستمرار، دون ذلك سيقعون في فخ متلازمة الأمل الكاذب.
الطموح هو القوة الدافعة للتقدم، لكنه قد يتحول إلى عبء إذا لم يكن مقرونًا بالواقعية. التحدي الحقيقي هو إيجاد التوازن بين وضع أهداف تحفزنا على النمو وعدم الوقوع في فخ التوقعات غير الواقعية. يمكننا التمييز بين الطموح الصحي والمبالغة في تقدير قدراتنا من خلال التجربة الفعلية والتقييم المستمر لأنفسنا. إذا كنا نحقق تقدمًا ملموسًا، حتى لو كان بطيئًا، فهذا يعني أن طموحنا واقعي. أما إذا كنا نشعر بالإحباط المتكرر دون نتائج، فقد يكون علينا إعادة النظر في خططنا وتجزئة أهدافنا إلى مراحل أكثر قابلية للتحقيق.
أعتقد أن ذلك بسبب مغالطة اجتماعية تتكرر كثيراً، وهي: احلم أكبر تحقق أكثر، فيرتبط ذلك في الذهن أنه كلما حلمنا بإنجازات أكثر، سوف نحقق أكثر إلى ما لا نهاية.
لكن المران والخبرة يخبراننا عن النقاط التي يمكن أن ندعمها بالطموح، والنقاط التي يجب أن نعمل فيها حساب قدراتنا الطبيعية.
مثال على النقاط التي يمكن أن ندعمها بالطموح: هي تولي مشاريع جديدة علينا ومعقدة.
والنقاط التي يجب أن نعمل فيها حساب القدرات الإنسانية: هو كمية العمل المنجز في وقت محدد، وعدد ساعات عملنا اليومية.
هل تعني أن المبالغة في الطموحات قد تؤدي إلى الإحباط إذا لم نأخذ في اعتبارنا إمكانياتنا؟ لأنني أرى أن التحدي الذي يتجاوز قدراتنا قد يكون محفزاً في بعض الأحيان، لكن دون التكيف مع الواقع، قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
ماذا لو كانت المبالغة في تقدير إمكانياتنا ضرورية أحيانًا؟ كثيرون حققوا نجاحات لم يكونوا ليصلوا إليها لو أنهم فكروا بمنطق ما هو ممكن فقط. ربما المشكلة ليست في الطموح الكبير، بل في نقص المرونة. أن تكون لدينا أهداف كبرى أمر رائع، لكن الأهم أن تكون لدينا القابلية لتعديل المسار، والتعلم من أخطائنا بدلا من أن نصطدم بالواقع وننهار. ما رأيك، هل المشكلة في المبالغة في تقدير أنفسنا أم في جمودنا عند مواجهة العقبات؟
ما رأيك، هل المشكلة في المبالغة في تقدير أنفسنا أم في جمودنا عند مواجهة العقبات؟
أعتقد أن الإجابة تكمن في توازن بين الأمرين. المبالغة في تقدير قدراتنا قد تكون دافع قوي لتحقيق الإنجازات، ولكن إذا واجهنا عقبات ولم نكن مرنين في التعامل معها أو لم نتعلم من أخطائنا، فإن المشكلة ستكون في الجمود. بمعنى آخر، المبالغة في تقدير أنفسنا ليست مشكلة إذا كنا مستعدين لتعديل مسارنا والتكيف مع التحديات التي تواجهنا. لكن الجمود عند مواجهة العقبات هو ما يمنعنا من التقدم. لذلك، المرونة في التكيف مع الواقع هي التي تُمكّننا من تحقيق أهدافنا.
ببساطة الطموح يعني أن لدي هدف ما محدد وواقعي يمكن تحقيقه ، لدي رؤية واضحة حوله، مثلا هدفي خلال هذا الشهر بيع كم من منتجاتي ، خططت للهدف كما لدي حافز لتنفيذه ووضعت له اطار زمني لتحقيقه، ناهيك بأن هذا الهدف لا يأتي بنتائج عكسية على جوانب حياتي، فمثلا هذا الهدف لن يقف عائقًا في ممارسة حياتي الشخصية كالمعتاد، فضلا عن أنني وضعت في اعتباري أسوا السيناريوهات حول هذا تحقيق هذا الهدف.
الافراط في الطموح هو العكس تماما، اهداف غير واقعية البتّه، وربما أتجه لممارسة افعال غير اخلاقية تجاه الاخرين وأوذيهم بحجة أني أود أن أحقق طموح بأي وسيلة كانت. فهدفي أولا واخيرا هو تحقيق هذا الطموح بغض النظر عن إن كانت هذه الوسائل التي اتبعها في تحقيق الهدف تضر بي أو بغيري.
هل يمكن القول إن تحديد الأهداف الواقعية بشكل دوري يساعد في تفادي الوقوع في فخ الإفراط في الطموح؟ وكيف يمكننا تحديد الأهداف الواقعية دون أن نفقد الحافز لتحقيق الطموحات الأكبر؟
هل يمكن القول إن تحديد الأهداف الواقعية بشكل دوري يساعد في تفادي الوقوع في فخ الإفراط في الطموح؟
ليس هذا فحسب، إنما يجب علينا ان ندرك بأن الطموح يعني الالتزام بقيمنا الاخلاقية والانسانية، إن تعدينا ذلك، فهذا طموح مفرط ومضر، ناهيك بأنه يجب تخصيص وقت لقضائه مع العائلة والاصدقاء، بالنسبة لتحقيق الاهداف الواقعية، طالما كانت هذه الاهداف واعية ووضعنا الموازنة بين هذه الاهداف وبين رفاهيتنا الشخص لن نشعر بالممل والضجر من مواصلة تحقيق هذه الاهداف. من خلال SMART، يمكننا أن نتأكد من ان أهدافنا ستنجز وفق ما خططنا لها. الهدف محدد، قابل للقياس، والتحقيق وذي صلة ومحدد زمنيًا. مثلا سأقرأ كتابين في هذا الشهر حول الثروة المالية، وبحلول نهاية السنة قد أكون أنهيت أكثر من عشرين كتاب، وهذا سيتحقق من خلال تخصيص وقت للقراءة قد يكون الساعة يوميا، القراءة بالتأكيد الهدف منها زيادة ثروتي المعرفية، لذا قررت ان أبدأ من هذا اليوم وسأقيم ما وصلت إليه اسبوعيا. تخصيص وقت للعائلة
التعليقات