أفكر في إطلاق مشروعي الخاص في مجال الأزياء، حيث سأكون المسؤولة عن تصميم الأفكار، تنفيذها عبر ورش متخصصة، ثم بيعها تحت علامتي التجارية. لكنني أدرك أن نجاح أي مشروع لا يعتمد فقط على الفكرة، بل على الإدارة، التمويل، التسويق، والتعامل مع المنافسة. من واقع خبراتكم، ما أهم الخطوات التي يجب أن أركز عليها لضمان نجاح المشروع؟ وما الأخطاء التي يجب أن أتجنبها في البداية؟
أفكر في إطلاق مشروعي الخاص في مجال الأزياء من الصفر.. كيف أنجح في إدارته؟
بالتوفيق والنجاح إن شاء الله إسراء, إليك خلاصة تجاربى يمكنك الاستفادة منها بإذن الله , ركّزي على دراسة السوق بعمق لمعرفة جمهورك المستهدف وما يبحث عنه. لا تبدئي بإنتاج كميات كبيرة، بل اختبري الطلب بتصاميم محدودة. احسبي التكاليف بدقة، وتأكدي أن هامش الربح مناسب قبل أي خطوة توسعية. التسويق هو المفتاح، لا تعتمدي فقط على جودة المنتج، بل اصنعي هوية قوية لعلامتك، وابدئي بحملات مدروسة على السوشيال ميديا. تجنّبي التوسع السريع بدون تدفقات نقدية مستقرة، وتابعي أرقام المبيعات والأرباح بشكل دوري لضمان أن المشروع يسير في الاتجاه الصحيح.
وابدئي بحملات مدروسة على السوشيال ميديا.
فكرة البدء بمواقع التواصل الاجتماعي كنصيحة ليست صحيحة في البداية؛ لأنها ليس من الضروري أن يكون عملاؤها على وسائل التواصل ولو حتى كانت وسائل التواصل فما يدريها أننا كلها؟! دائما لن تكون الحملات ناجحة أبدا من البداية لأنها ستكون في مرحلة الاختبار، فلو كانت تريد عمل براند حقيقي خاص بها فإنه بالطبع ستبدأ بالتجربة على الأقل في أول 6 أشهر ويجب اتباع Funnil التسويق كاملة.
البداية بالتسويق على مواقع التواصل مع استهداف مختلف المنصات (فيسبوك، إنستجرام)، يمثل اختبار لقدرة البائع على تنفيذ جزء واحد من سلسلة البيع وهو جزء التسويق، وذلك يكون في البداية أفضل من التورط في نفقات كبيرة لباقي أجزاء تجارة وتصنيع الملابس، لكنك ذكرت
فكرة البدء بمواقع التواصل الاجتماعي كنصيحة ليست صحيحة في البداية
دون توضيح الفكرة المقابلة الصحيحة من وجهة نظرك..
دون توضيح الفكرة المقابلة الصحيحة من وجهة نظرك..
ضع نفسك مكان الجمهور المستهدف فهل ستشتري لو قلت لك أن منتجي جميل ورائع؟ أم أنك تريد أدلة على ذلك؟
فنحن دائما ننصح أي شخص يقوم بعمل منتج أو خدمة سهلة التجربة يمكنه تجربتها مع المحيطين به ومن ثَمَّ توسيع الاستهداف. وما قلته أنا بخصوص التسويق على وسائل التواصل الاجتماعي غير صحيح في البداية فأنا أقصد بعبارتي هذه أنّ التعميم نفسه هو الخطأ لأننا يجب أن نختار العميل قبل أن نختار القناة التي سنسوق له فيها.
البداية بالتسويق على مواقع التواصل مع استهداف مختلف المنصات (فيسبوك، إنستجرام)، يمثل اختبار لقدرة البائع على تنفيذ جزء واحد من سلسلة البيع وهو جزء التسويق
نحن نريد منها أن تبيع وليس أن تثبت لنا أنها تبيع.
إذا جربنا كل المنصات في البداية فما هي فائدة تحليل المنافسين إذن؟ نحن نحلل المنافسين المباشرين وغير المباشرين ونعرف المنصات الناجحة معهم وشكل الإعلانات وطريقة الكتابة والبيع قبل أن نبدأ في الترويج أساسا مما يساعدنا في بناء استراتيجية التسويق من البداية.
نحن نريد منها أن تبيع وليس أن تثبت لنا أنها تبيع.
هذا الإثبات مهم للبائع قبل الاستثمار بميزانية أكبر، فإتقان عملية التسويق لمنتج، وصنع قاعدة من العملاء الأوفياء، ومعرفة المشاكل الخاصة بالمجال؛ كل ذلك يكون مفيد جداً قبل التفكير في التوسع والتصنيع عند الغير بكميات، أو شراء مخزون من منتج وتخزينه والتعرض لمشاكل التخزين وتكلفتها.
شكراً لك أستاذ محمد على هذه النصائح
التسويق هو المفتاح، لا تعتمدي فقط على جودة المنتج، بل اصنعي هوية قوية لعلامتك، وابدئي بحملات مدروسة على السوشيال ميديا...
برأيك، هل التسويق عبر المؤثرين يحقق نتائج أفضل مقارنة بالإعلانات المدفوعة؟
عفواً إسراء ، من دواعي سروري.
التسويق عبر المؤثرين والإعلانات المدفوعة لكل منهما دوره وتأثيره، لكن الاختيار بينهما يعتمد على طبيعة المنتج والجمهور المستهدف.
التسويق عبر المؤثرين يحقق نتائج قوية في بناء الثقة وزيادة الوعي بالعلامة التجارية، خاصة إذا كان المؤثر مناسبًا للجمهور المستهدف. أما الإعلانات المدفوعة، فهي تمنحك تحكمًا دقيقًا في استهداف العملاء وتحليل النتائج بشكل فوري.
الاستراتيجية الأمثل غالبًا تكون في الدمج بينهما: استخدام المؤثرين لتعزيز المصداقية، والإعلانات المدفوعة للوصول إلى شريحة أوسع وتحقيق مبيعات مباشرة.
تحياتي وموفقة ان شاء الله , دخولك المجال برؤية واضحة خطوة قوية في حد ذاتها.
لضمان انطلاقة ناجحة، أنصحك بالتركيز على ما يلي:
- اختبار الفكرة أولا : ابدئي بنماذج محدودة (capsule collection) لاختبار ذوق السوق وردود الفعل قبل التوسع.
- بناء هوية بصرية قوية : الشعار، الألوان، أسلوب العرض… كلها تعكس علامتك وتميزك عن المنافسين.
- تحديد جمهورك المستهدف بدقة : من هم؟ ماذا يحبون؟ كمْ يدفعون؟ أين يتواجدون؟
- التسعير بذكاء : لا تبالغين في هوامش الربح بالبداية، الهدف هو إثبات الجودة وكسب ثقة العملاء.
- التسويق الرقمي : اعتمدي على المحتوى المرئي القوي، وركزي على إنستغرام وتينك توك كمنصتين رئيستين.
- ضبط التكاليف : تجنبين الإنفاق الزائد على الكماليات، وركزي على الجودة والتجربة.
أبرز الأخطاء التي يجب تجنبها:
- إطلاق مجموعة كبيرة دون دراسة.
- إهمال عقود واضحة مع الورش أو الموردين.
- موازنة مشروعك بالمنافسين الكبار من البداية.
- تجاهل آراء العملاء المبكرة.
ابدئي صغيرا… لكن بتفكير كبير.
وكل التوفيق لك في رحلتك الإبداعية
هل ترغبين في نصيحة متخصصة في جانب معين (مثل التصميم أو التطوير)؟
أهم شيء هو التسويق، فهو المحرك الأساسي لنجاح أي مشروع، حتى لو كان المنتج رائعا. يمكنك تصميم أفضل الملابس، لكن بدون استراتيجية تسويق قوية، لن تصل للجمهور المستهدف. بعد التسويق، تأتي جودة المنتج، حيث يضمن لك ذلك الحفاظ على العملاء وتحقيق ولاء العلامة التجارية. لذا، ركزي أولا على بناء خطة تسويق محكمة، ثم تأكدي من أن جودة المنتجات تواكب تطلعات العملاء.
بعد التسويق، تأتي جودة المنتج، حيث يضمن لك ذلك الحفاظ على العملاء
هذا ليس ضروريا أو بالأحرى صحيحا بالكامل، فقبل التسويق يحدد بحث السوق من الأساس قاعدة العملاء المستهدفة وطرق البيع لها وحتى الجودة واستراتيجية التسعير، فلو كانت الشريحة التي تستهدفها إسراء مثلا تهتم بالسعر مقابل الجودة فهنا لن تكون الجودة معيارا للتقييم بأي حال من الأحوال؛ لأن استراتيجية التسعير أصلا لن تحتمل فكرة الجودة إلا لو كانت الجودة والتسعير متعاكسان فيكون التسعير أقل والجودة أكبر وهنا لن تحتاج أصلا للتسويق نفسه بالشكل المطلوب في الحالات الأخرى وستكون المنافسة هنا شديدة.
الكلام صحيح، لكن يجب أن نتذكر أن التسويق وبحث السوق يلعبان دورا حاسما قبل الحديث عن جودة المنتج.
بحث السوق يساعد في تحديد العملاء المستهدفين واحتياجاتهم، مما يؤثر على استراتيجيات التسعير والجودة. في بعض الحالات، يفضل العملاء السعر على الجودة، مما يعني أن الجودة قد لا تكون المعيار الأساسي. في سوق مليء بالمنافسة، قد تكون الجودة العالية غير كافية إذا كان السعر مرتفعا بشكل غير متناسب. هنا يأتي دور التسويق لتوضيح قيمة المنتج. أحيانا، الجودة العالية قد تجذب العملاء دون الحاجة لتسويق مكثف، لكن في حالات أخرى، يتطلب الأمر تسويقا قويا لإبراز هذه الجودة. في النهاية، الجودة والتسويق عنصران متكاملان، ويجب أن تتماشى الجودة مع استراتيجية التسعير، ويجب أن تبرز جهود التسويق هذه الجودة لجذب العملاء.
أحيانا، الجودة العالية قد تجذب العملاء دون الحاجة لتسويق مكثف
للأسف هذا الكلام مغلوط ومنتشر أيضا؛ فكيف يعرف العملاء أن المنتج ذو جودة إلا بتسويق وآراء عملاء آخرين أو حتى عن طريق السمعة (Word of Mouth) والتي أتت بالأساس من التسويق.
التسويق قد يكون الجسر الذي يصل المنتج إلى العملاء، لكن الجودة هي التي تبقيهم. صحيح أن العملاء يحتاجون لمعرفة المنتج أولا، لكنهم لن يعودوا إليه ولن ينصحوا به غيرهم إلا إذا لمسوا جودته بأنفسهم. باختصار، التسويق يفتح الباب، لكن الجودة هي ما يجعل الناس يرغبون في البقاء.
التسويق يفتح الباب، لكن الجودة هي ما يجعل الناس يرغبون في البقاء.
ليست الجودة وحدها أيضا، مثلا أنا لدي جهاز غالي جدا اشتريته من الولايات المتحدة لكن بالرغم من جودته فإن الشركة مثلا الوصول إليها من خارج الولايات المتحدة صعب جدا؟ فهل لو سألني أحد أو طلب رأيي لأرشح له هذه الشركة سأقبل؟ أيضا أعود لأقول أن الجودة ليست فارقا مع كل المستهلكين وهذا يرجع للشرائح التي تستهدفها.
هل الأفضل البدء بالتسويق المدفوع على منصات مثل إنستجرام وفيسبوك، أم التركيز على بناء جمهور عضوي عبر المحتوى والتفاعل؟ وأيهما يعطي نتائج أسرع للمشاريع الناشئة؟
بصراحة، لا أملك خبرة حقيقية في هذا المجال بشكل كاف لأعطيك إجابة دقيقة ومفيدة. هناك عوامل كثيرة تحدد الأفضلية بين التسويق المدفوع وبناء الجمهور العضوي، وكل مشروع له ظروفه واستراتيجيته الخاصة. ربما الأفضل أن تستشيري شخصا لديه خبرة عملية في التسويق الرقمي، أو أن تجربي بنفسك وتختبري أيهما يناسب مشروعك أكثر.
برأيي ما ذكرتيه هذا هو سلسلة القيمة كلها، فأنتِ تحصلين على الخامات؛ تصممين؛ تسوقين؛ وتوزعين البضاعة؛ وبالطبع يجب أن يكون لديكِ مخزون من كل الأصناف والأزواق حتى لا تتعطل سلسلة الإمداد.
أنا لا أعلم هل خلفيتك مرتبطة بما سأشرح أم أنكِ فقط لديكِ هواية بالأزياء ليس إلا؟ ولكن يمكنك الرد على تعليقي إذا كان هناك شيء غير واضح: لماذا لا تقومين فقط بجزء واحد من سلسلة القيمة أو جزئين مثل التسويق والتصميم وتتركي باقي الأمور لمقدمي خدمة أو أصحاب مصلحة آخرين هذا لو تقومين بتصميم أزياء تقليدية في منطقة ما مثل الأزياء الريفية أو الخاصة بالبدو وتبيعيها لمن يحتاج أزياء مخصصة وغير عادية ويمكنك أن تجعلي أصحاب المنطقة يصنعون بأيديهم وتكوني من ناحية أبعدتي نفسك عن المخزون ومشاكله ومشاكل سلاسل الإمداد وأيضا تفتحي فرص لأشخاص آخرين في بقعة معينة ويكون هذا تمكين اقتصادي وتأخذي أيضا به تمويل من برامج الاحتضان أو المسابقات. أما إذا كنتي ستسوقين وتبيعين أزياء عادية مثل التي في المصانع فلماذا يأتِ لكِ الناس ويتركون العلامات التجارية التي تعودوا عليها؟ وهذا يتطلب أن تكوني مشهورة أو حتى تجمعي قاعدة عملاء كبيرة متأثرة بآرائك مثل هاديا غالب مثلا.
أميل إلى التصميم والاستعانة بورش متخصصة في التنفيذ
وهذا يتطلب أن تكوني مشهورة أو حتى تجمعي قاعدة عملاء كبيرة متأثرة بآرائك مثل هاديا غالب مثلا.
الشهرة الشخصية قد تكون مفيدة، لكنها ليست العامل الوحيد للنجاح. يمكنني بناء العلامة التجارية من خلال تقديم منتج عالي الجودة، والترويج له عبر المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين لديهم جمهور مهتم. في البداية، سأتمكن من إنشاء قاعدة عملاء تدريجياً بحيث يتعرف الناس على المنتج ويثقون فيه. وهذا هو نفس النهج الذي اتبعته العلامات التجارية الكبرى، التي استطاعت بمرور الوقت بناء ولاء العملاء بفضل جودة منتجاتها وسمعتها.
يمكنني بناء العلامة التجارية من خلال تقديم منتج عالي الجودة،
جيد جدا لكنه سيكون بطيءا بعض الشيء ولن يحقق لك نقطة التعادل خلال ال 18 شهر الأولى مثلا فهل لديكِ التمويل الكافي للاستمرار والمثابرة لفترة طويلة؟
أميل إلى التصميم والاستعانة بورش متخصصة في التنفيذ
هذا جيد جدا، فيمكنك عمل تصميمات ويختار الناس منها وتقومين بتصنيعها عند المصانع وتشحنيها مثلا مع شركة شحن وبذلك تكوني قد قللتي من قيمة الأصول التي تدفعيها في المشروع. ويمكنك في المستقبل عمل منصة للمصممات المستقلات وتربطيها ببوابة دفع بحيث يقوم العميل باختيار التصميم وتخصيصه وتصنيعه؛ لكن في هذه الحال سيكون جمهورك مخصص جدا وتكوني ربما تبيعين لفئة معينة في المجتمع. أليس كذلك؟
وما الأخطاء التي يجب أن أتجنبها في البداية؟
لا تبدأي قبل أن تتعلمي ثلاث مهارات أساسية :
- التسويق
- بناء وتسيير متجر إلكتروني
- البيع
اذا كنت ملمة بهذا الأمر فسوف تكونين مستعدة لاي مشكلة .
بناء وتسيير متجر إلكتروني
بالفعل، أنا أعمل على تطوير مهاراتي في التسويق والبيع. لكن فكرة المتجر الإلكتروني لم تكن ضمن خطتي في البداية، حيث كنت أفكر في إنشائه عندما ألاحظ زيادة الطلب على منتجاتي. مع العلم أن العمل ليس مقتصراً على الإنترنت فقط، بل يشمل أيضاً بيع المنتجات في أماكن أخرى. هل من الأفضل أن أبدأ في إنشاء المتجر الإلكتروني من البداية، أم أؤجل هذه الخطوة حتى أرى طلباً أكبر على المنتجات؟
التعليقات