لماذا يفشل بعض المستقلين عند الانتقال إلى ريادة الأعمال؟

أنا مقتنع تمام الاقتناع أن صاحب المخبز الناجح لن يصبح هكذا إلا لو كان يعرف كيف يشتري الدقيق وكيف يشكل العجين وكيف يضعه في الفرن وكيف يسوق الخبز وكيف يحافظ على جودته، ويدرك حلول المشاكل التي قد يواجهها مثل عدم توفر الدقيق أو تعطل الفرن أو نقص العمالة أو....

القصد من قولي أن ريادة الأعمال لا تشبه عملنا، فنحن نقدم خدمة من مجموعة خدمات متكاملة ومترابطة لتخدم عمل ما، وهذا لا يعني أننا نستطيع القيام على هذا العمل بالكامل، إلا في حالة أننا تعلمنا جميع المهام واصبحنا على دراية بمهام العمل من أول خطوة إلى آخر خطوة به وهذا ليس سهل اطلاقا

الانتقال من العمل الحر إلى ريادة الأعمال ليس مجرد تغيير وظيفة، بل هو تحول جذري يتطلب مهارات مختلفة تمامًا. المستقلون غالبًا يفشلون لأنهم يعتقدون أن نجاحهم الفردي يكفي، لكن ريادة الأعمال تتطلب قيادة فريق، تخطيط استراتيجي، وإدارة مالية دقيقة. بدون تطوير هذه المهارات، التحول سيكون مجرد قفزة في الظلام. الفشل ليس بسبب نقص الإمكانيات، بل بسبب عدم الاستعداد لمواجهة تعقيدات إدارة مشروع كامل.

برأيي الحل يكمن في تغيير عقلية المستقل لتصبح عقلية الناجحة، والعقلية الناجحة هنا أقصد بها كيف يمكن للمستقل أن يغير من طريقة تفكيره، كيف سينظر للعمل بنظام الساعة؟ كيف سيقدم خدماته؟ هل سيتقدم إلى مشاريع وخدمات طوال الوقت؟ أم أنه سيحول هذه الخدمات إلى منتجات يمكن أن يقدمها مستقبلا؟ ماذا عن الراتب هل سينظر إلى بأنه راتب شهري، يمكن فقط جنيه وأنه الدخل الوحيد الذي يتقاضاه شهريًا دون مضاعفته؟ هل سيجعل يعمل لأجله ام العكس كيف سيمارس التفكير النقدي ؟ كيف سيفكر في الفشل، هل سيراه نهاية المطاف أم بداية النجاح؟

ريادة العمل هو معنى أدق شركة خاصة

الشركة لها إلتزامات مالية كثيرة و ترتيبات و أمور و إجراءات حكومية كثيرة . هذا أحد أهم الأسباب فشل المستقلين .

بعكس العمل الحر لا يوجد إرتباط ولا وجع راس مثل الشركات

صحيح، فالكثير من المستقلين يكتشفون أن إدارة مشروع خاص لا تعتمد فقط على المهارات التقنية أو التنفيذية، بل تتطلب أيضاً القدرة على الإدارة والتخطيط واتخاذ القرارات تحت الضغط. ربما يكون من المفيد لمن يرغب في الانتقال إلى ريادة الأعمال أن يبدأ بمشروع صغير إلى جانب عمله الحر، ليكتسب خبرة عملية في الإدارة والتسويق، ويختبر مدى استعداده لتحمل هذه المسؤولية. كما أن بناء شبكة علاقات مع رواد أعمال آخرين يمكن أن يساعد في تجنب الأخطاء الشائعة والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.

أعتقد أن التحول من تقديم خدمة فردية كمستقل إلى قيادة مشروع متكامل كرائد أعمال يبدأ من بناء عقلية ريادية، يبدأ من القراءة المكثفة للكتب والمقالات ومتابعة قصص رواد الأعمال، كيف بدأوا، العقبات التي واجهوها، وكيف تمكن البعض من الصمود بينما فشل آخرون وأسباب فشلهم. الغوص بعمق في هذا العالم.

مرة قرأت مقالًا يحلل شخصية جاك ما الريادية ولاحظت أن كاتب المقال، وهو رائد أعمال أيضًا، يتبنى أسلوباً ادارياً ورؤيا مشابهة جدًا لأسلوب جاك ما. وهذا جعلني أدرك أن استيعاب تجارب الناجحين لا يقتصر على التعلم فقط، بل قد ينعكس مباشرة على أسلوبنا الخاص في ريادة الأعمال.

اري ان هناك بعض المهارات التي يجب توافرها فى المستقل قبل ان ينتقل الى ريادة الاعمال وهي

• التدريج في الانتقال الى ريادة الاعمال
• القدرة على التحول من عقلية المنفذ الى عقلية القائد
• دراسة وتعلم المهارات الاتية ( التخطيط الاستراتيجير - التسويق - إدارة الأموال - توظيف الأشخاص المناسبين )
• ان يكون مستعددا للمخاطرة والاستثمار في الأفكار الجديدة

هل تعتقد أن جميع المستقلين قادرون على الانتقال إلى ريادة الاعمال ؟ أم أن بعضهم يفضل البقاء في العمل الحر؟