أخذت بنصيحة صديقتي وقررت أن أبدأ في تجربة تقديم استشارات مجانية للعملاء الذين قد لا يكونون مهتمين في البداية، وكنت متحمسة لاكتشاف كيف ستؤثر هذه الخطوة على عملي، وعندما بدأت في تقديم هذه الاستشارات لاحظت أنني أتمكن من التواصل مع أشخاص لم أكن لأصل إليهم بالطريقة التقليدية، وكانت المفاجأة أن الكثير منهم أصبحوا مهتمين بما أقدمه وعادوا بعد ذلك لطلب خدماتي المدفوعة. تجربة تقديم الاستشارات المجانية أظهرت لي مدى أهمية بناء الثقة والعلاقات. هل تعتقدون أن تقديم استشارات مجانية يمكن أن يساعد في جذب الزبائن الجادين وتحقيق نتائج طويلة الأمد؟
تقديم استشارات مجانية لعملاء غير مهتمين قد يفتح أبوابًا جديدة للتعاون معهم، ما رأيكم؟
هذه الاستراتيجية قد تكون سلاحًا ذا حدين؛ فمن ناحية، يمكنها أن تفتح لكِ أبوابًا لم تكن متاحة من قبل، كما حدث معكِ. ولكن من ناحية أخرى قد تجذب فئة من الأشخاص الذين يسعون فقط للاستفادة دون نية حقيقية في الدفع لاحقًا. لذلك أعتقد أن نجاح هذه الطريقة يعتمد على كيفية تطبيقها.
، رأيت أن تحديد إطار واضح لهذه الاستشارات المجانية—سواء من حيث المدة، عدد الجلسات، أو نوع المعلومات المقدمة—يساعد في تحقيق التوازن بين تقديم قيمة حقيقية للعميل المحتمل دون استنزاف الوقت والجهد دون مقابل. مثلا يمكن تقديم جلسة استشارية أولية مجانية قصيرة، يليها عرض خدمات مدفوعة بشكل تدريجي.
بالضبط لا بد من تحديد إطار واضح لهذه الاستشارات المجانية، فهي تضمن لكِ تقديم قيمة حقيقية دون أن تصبح عبئًا، كما يمكن أيضًا تعزيز الاستراتيجية من خلال تقديم محتوى قيم ومستمر، مثل نشر مقاطع أو مقالات قصيرة، بحيث يتم جذب العملاء المهتمين بشكل حقيقي، ويفهمون بشكل تدريجي أهمية القيمة التي يقدمها العرض المدفوع، وهذا يمكن أن يساهم في بناء علاقة قوية مبنية على الثقة، ويجعل العميل يقتنع بأن الخدمة المدفوعة هي استثمار يستحق الدفع، مما يحافظ على مبدأ التوازن بين تقديم المساعدة المجانية وتحقيق النجاح.
نصحني أحد أصدقائي بذلك من قبل، وأخبرني أنه عندما أقدم الاستشارة بدون مقابل لأحد العملاء أو حتى أقوم بتنفيذ مشروع صغير لعميل بدون مقابل سيكون هذا أولا بمثابة اكتساب زبون يريد التعامل معي والدفع مقابل خدماتي، كما أنه حتى إذا لم يستم في التعامل معي قد يساهم في انتشاري في أوساطه، فقد أطلب منه مثلا أن يشارك المشروع في أوساطه كمقابل للخدمات التي قدمتها له بحيث يكون وسيلة غير مباشرة للتسويق لنفسي، وهي استراتيجية قد تكون ناجحة رغم أنني لم أجربها بعد شخصيا
ليس لدرجة مشروع صغير كامل، من المهم أن نحدد حدوداً واضحة، حتى لا نعرض أنفسنا للاستغلال، فالاستشارات المجانية أو تقديم خدمة بسيطة قد تكون بداية جيدة لبناء علاقة، لكن من الأفضل ألا نضحي بالكثير من وقتنا وجهدنا في مشاريع قد تكون غير مجدية على المدى الطويل، يجب أن يكون لدينا توازن بين بناء شبكة علاقات وبين ضمان أن أعمالنا يتم تقديرها بشكل عادل.
ذلك يعتمد على نوع المجال؛ فهناك مجالات استشارية بطبيعتها مثل المحاماة والطب؛ تكون فيها الاستشارة المجانية محدودة: بسبب أن إعطاء استشارة دقيقة أحياناً يتطلب العديد من الفحص والبحث كما تحمل الاستشارة مسؤولية قانونية أو صحية.
بينما في مجالات أخرى منها المبيعات عموماً تكون النصيحة المجانية جزء من عملية البيع، كما يتحصل منها البائع على ثقة العميل.
أعتقد أن ما يُقال عن أن النصيحة المجانية في مجالات مثل المبيعات جزء من عملية البيع ليس دائماً صحيحًا، لأنه أحيانًا يستخدم تقديم النصيحة المجانية كأداة للتلاعب بالعملاء أو لجذبهم للشراء دون أن تكون النصيحة فعلاً ذات قيمة حقيقية، قد يعتقد العميل أنه يحصل على مشورة مهنية، بينما في الواقع قد تكون النصائح مصممة فقط لدفعه لإتمام الصفقة، مما يقلل من مصداقية البائع ويشوه العلاقة المهنية بينه وبين العميل، فالنصيحة يجب أن تكون نابعة من نية صادقة في تقديم قيمة حقيقية، وليس مجرد وسيلة لزيادة المبيعات.
أعتقد أن ما يُقال عن أن النصيحة المجانية في مجالات مثل المبيعات جزء من عملية البيع ليس دائماً صحيحًا
البائع الموثوق يُعرف بذلك، والبائع المخادع في نصيحته أو أسعاره أو جودته يُعرف بعد وقت قليل كذلك.
الأمانة مهمة داخل أي معاملات تجارية؛ الأمانة في العمل وفي النصيحة.
وجود بعض من يستغلون العملاء لتحقيق ربح سريع، أو من يغشون بضاعتهم وسعرها، لا ينفي أهمية الأمانة لاستمرار العمل ورسوخ السمعة الجيّدة التي هي أساس مستقبل كل بائع.
كثير من الناس يحتاجون إلى تجربة الخدمة أولا قبل اتخاذ قرار الشراء. ربما يكون من المفيد أيضا تحديد الاستشارات المجانية بمدة زمنية أو بعدد معين، حتى لا تستنزف طاقتك دون مقابل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تجربة تقديم جزء بسيط من الخدمة المدفوعة كعينة، مما قد يساعد في جذب العملاء الجادين وتحويلهم إلى زبائن دائمين.
لكن لعل تلك الخدمة المجانية التي ستجربها تكون في الواقع من اهتماماتك فعلاً! قد تجد فيها قيمة حقيقية تساعدك على اتخاذ قرار مستنير بشأن ما إذا كنت بحاجة إلى المزيد من الخدمات المدفوعة، ومن خلال الاستفادة من هذه الفرصة، يمكنك تجربة الجودة والكفاءة قبل الالتزام الكامل، مما يعزز ثقتك في الاختيار. فلماذا لا تمنح نفسك الفرصة لاكتشاف مدى فائدة هذه الخدمة لك ؟!
"أدرك تمامًا أن الكثير من الأشخاص يفضلون التعرف على جودة الخدمة قبل اتخاذ قرار الدفع، وهذا حق مشروع لا جدال فيه. لذلك، أرحب دائمًا بتقديم استشارة مجانية مختصرة جدًا (على سبيل المثال: إجابة مختصرة عبر البريد الإلكتروني أو محادثة سريعة لمدة 5 دقائق)، وذلك لمنحكم فكرة عامة عن أسلوبي وطريقة عملي.
لكن من المهم أن أوضح أن الاستشارة المجانية ليست بديلاً عن الاستشارات المدفوعة المتعمقة، والتي يتم فيها تحليل وضعكم بشكل دقيق وتقديم حلول مخصصة تتناسب مع احتياجاتكم وأهدافكم. فالاستثمار في المعرفة والاستشارة الاحترافية هو خطوة أساسية لتحقيق النجاح وتوفير الوقت والمال على المدى البعيد.
إذا كنتم تبحثون عن استشارة حقيقية تساعدكم على اتخاذ قرارات واثقة ومدروسة، فأنا على أتم الاستعداد لتقديم أفضل ما لدي من خبرة ومعرفة لضمان حصولكم على نتائج ملموسة وقيمة حقيقية."
طبعا، تقديم الاستشارات المجانية استراتيجية فعالة لجذب العملاء الجادين وبناء الثقة. عندما تقدم قيمة حقيقية دون مقابل، فإنك تخلق انطباعا إيجابيا لدى العملاء المحتملين، مما يجعلهم أكثر ميلا للعودة والاستفادة من خدماتك المدفوعة. لكن من الأفضل تحديد إطار زمني أو نطاق معين للاستشارة المجانية، بحيث تقدم قيمة حقيقية دون أن تستنزف وقتك وطاقتك.
صحيح، وتحديد نطاق أو إطار زمني للاستشارات المجانية أمر هام جداً للحفاظ على التوازن بين تقديم قيمة حقيقية والحفاظ على الوقت، مثال على ذلك في مجال التسويق الرقمي، يمكن تقديم استشارة مجانية لمدة نصف ساعة لعملاء محتملين لتحليل استراتيجياتهم الحالية واقتراح تحسينات، وبهذا الشكل تقدم قيمة حقيقية دون أن تفرغ طاقتك، وفي نفس الوقت تترك انطباع إيجابي يزيد من فرص تحويلهم إلى عملاء دائمين.
قد يكون تقديم استشارات مجانية خطوة ذكية اذا تم استخدامها بشكل ذكي لكن هناك خيطا رفيع بين استثمار الوقت بحكمة وبين استنزاف الجهد دون مقابل
بالطبع، والطريقة المثلى برأيي هي أن يتم تقديم الاستشارات المجانية بشكل استراتيجي بحيث تستخدم كفرصة لبناء علاقة قوية مع العملاء الجدد، مع مراعاة تحديد إطار زمني مناسب لهذه الاستشارات لضمان عدم استنزاف الوقت والجهد بلا مقابل، ويجب أن يتمكن صاحب الخدمة من توجيه العميل وتقديم قيمة حقيقية دون أن يقع في فخ تقديم خدمات مجانية بلا حدود، مما يضمن استثمار الوقت بشكل حكيم ويحقق فائدة للطرفين.
التعليقات