بدأت العمل مع عميل لأول مرة على منصة مستقل، وأشعر بقلق مستمر بشأن ما إذا كنت أقدم له العمل الذي يتوقعه بالفعل. رغم أنني أحرص على تقديم أفضل ما لدي وأتواصل معه بشكل منتظم، إلا أنني لا أستطيع التخلص من الشعور بعدم اليقين حول مدى رضاه عن العمل. هذا الشعور يؤثر على أدائي وأحياناً يجعلني أكون أكثر قلقاً من اللازم على التفاصيل الصغيرة. كيف يمكنني التعامل مع هذا الشعور بشكل صحي، وأضمن في نفس الوقت أن أظل واثقاً من عملي وقدرتي على تلبية احتياجات العميل؟
قلق بشأن رضا العميل: كيف تتعامل مع هذا الشعور بشكل صحي؟
هذا القلق قد يكون له عدة أسباب، لذا تحديد السبب يعالج المشكلة، فمثلا لو تحديد التوقعات والنتائج التي يريدها العميل من بداية المشروع يجعل من السهل عليك توقع المطلوب منك، ووفقا لذلك يمكنك العمل، ويمكنك خلال العمل طلب التغذية الراجعة بشكل مستمر، ووفقا للتغذية يمكنك اتخاذ خطوات للتحسين التفاصيل الصغيرة حسب رأيه.
من الإمكانك القضاء علي هذا الشعور بسؤال العميل مباشرة هل اعمل حتي الآن يرضيه أم عنده اي تعليقات و أخبريه بانك ستكوني سعيدة لسماع التعليقات كي تحسنيها بعد ذلك.
بالإضافة لرد شهد من المهم جداً وضع حدوداً معقولة لقلقك وذكِّري نفسك دوماً بأن الخبرة والاحترافية اللتين أوصلتاك إلى هذه المرحلة هما دليل على قدرتك على إنجاز العمل بكفاءة، كما أن التركيز على إنجاز المهمات بالحجم والجودة المناسبين أفضل من التشتت في التفاصيل الجزئية التي قد تبعث على التوتر. نصيحة أخرى لا تقل أهمية وهي أدارة الوقت والنقاشات مع العميل بذكاء ووضوح، وبشكل تحرصي فيه على إظهار أنك شريك حريص على النجاح أكثر من مجرد منفّذ، وفي الوقت نفسه، من المهم أن تكوني صريحة حول أي صعوبات أو تساؤلات تواجهيها في تنفيذ المشروع، فهذا لن يُشعِر العميل بالطمأنينة فحسب، بل سيدعمه أيضاً في تقدير جهودك وتثمين خبرتك.
هذا شعور طبيعي كونك مستجدة في العمل الحر و كونك تتعاملين مع هذا العميل لأول أو ثاني مرة. أعتقد أن هذ الشعور سيخف تدريجياً بمجرد أنك تتعاملين مع على أكثر من مشروع لاسيما حين يقيمك تقييماَ جيداً. فما عليك حينها إلا أن تقمي بعمل نفس النتائج في كل مشروع يقوم بتوظيفك به. عليك بالإجتهاد قدر الإمكان ثم لا تقلقي بعد ذلك على النتائج لأن القلق الزائد يربكنا ويقلل من قدرتنا على إنتاج الأفكار وأحياناً كثرة التمحيص في التفاصيل قد تفقد العمل أو النتيجة النهائية رونقها وأنت نفسك تملين من كثرة التدقيق وتفقدي شغفك بالعمل! لذا، عليك بالموازنة بين شعور الإهمال أو الاستهتار والقلق بشأن الجودة وكما قال أرسطو الفضيلة وسط بين رزيلتين.
التعليقات