لطالما كصاحب مشروع عبر مواقع العمل الحر، أبحث عن الأشخاص المحترفين أو المتمرسين في عملهم لتنفيذ مشاريعي، كوني اعتقد أن الخبرة والمعرفة في المجال الذي أبحث هو المعيار الصحيح في اختيار أي مستقل للقيام بتنفيذ مشروع ما. ولكن للأسف في الآونة الأخيرة اكتشفت أنني مخطئ تمامًا وأنه ليس جُل المستقلين المُتمرسٍّين أو من لديهم الخبرة سيينجزوا عملي على أفضل وجه، قد تبدو الآن متفاجًأ وعلى وجهك الذهول والاستغراب مما أقوله، وربما اعتقادي سيكون عُرضة للنّقد والتساؤل ولكن هذا ما استنتجته حقًا.

فالمستقل الذي اعتقدتُ بأنه له باعٌ طويل في مجال معين وجدت أنه شخص غير مرن، لا يتكيف مع  العمل البتّه، يعتقد نفسه أنّ لديه مهارات كثيرة وأنه ليس بحاجة لتعلّم مهارة جديدة ناهيك بأنه لا يولي أي اهتمامًا للملاحظات التي تقدم له أولًا بأول حول العمل على العكس تمامًا من الشخص المستجد في مجال العمل والذي يسعى بكل ما أوتي من قوة أن يقدم العمل على أكمل وجه. بدأت مع مستقلين من الصفر وقدموا العمل على أفضل وجه. أشعر أن السر في نجاحهم هو التحدي و الخروج من منطقة الأمان (Comfort Zone) واجتهادهم الشخصي إلى جانب إيمانهم بالعمل وربما اكتشفوا أن شغفهم يكمن في هذا المجال أو ذاك.

 "تشاد فان إيديكينج" الاستاذ في جامعة ولاية فلوريدا يخبرنا أن معظم الشركات والمنظمات تعتقد أنّ الخبرة ضرورية ولكن ليس هناك دليل يدعم أن المتقدمين الذين لديهم خبرة أكبر سيكونون بمثابة الموظفين الأفضل أو أنهم سيعملون لمدة أطول من أولئك الذين لديهم أقل خبرة. كما يرى إيديكينج  أن قدرة المرشح على التدريب والاندماج في ثقافة الشركة يجب أخذها في الاعتبار بل يجب أن يحتل هذا الأمر مركز الصدارة عند توظيف الموظف.

أعلم تمامًا أنّه ليس كل من لديهم خبرة طويلة في مجال ما غير مناسب للعمل كما أن من لا يملك الخبرة أو الاحترافية في العمل يكون مناسب للعمل، ولكن ما كنت أظنه بأن الشخص المتمرس دائمًا هو الأفضل كان غير صحيح.

وأنت...ما رأيك؟ هل ترى بأن الشخص المتمرس ليس دائمًا الأفضل؟ ولماذا؟