بسم الله الرحمن الرحيم.

هذا أول موضوع لي في هذا الموقع الذي أزوره دائما و أقرأ خبرات الكثير منكم أحيي كل القائمين عليه..

كلما قرأت أو سمعت أن الكثير من الناس لم يعملوا أو يئسو من البحث عن عمل أقول في نفسي الحمد لله إذا عمت هانت ( أحاول أن أقنع نفسي).

إسمي عبد الإله من المغرب عمري 24 سنة حصلت على الباكالوريا في شعبة العلوم و التكنولوجيات الكهرابائية...

في صيف عام 2010 أرسلني أبي إلى مراكش لأستمتع هناك و أقضي العطلة, و كان ذلك الصيف أجمل أيام حياتي حيث كنت في قمة السعادة بحصولي على الباكالوريا و أيضا لم أفكر في ما سأفعله بعدها, لكن الله قدر لي أن يكون (حظي) في تلك المدينة حين وجدتني أمام المدرسة العليا للفنون البصرية صدفة (لا أؤمن بالصدف) الغريب في الأمر هو أن إمتحان ولوج المدرسة كان على بعد أسبوع فقط, لهذا قررت أن أجرب حظي و أستغل وجودي في مراكش, و لحسن الحظ ثم إختياري من بين 200 شخص في الرتبة 19 من 40 (واسطة العقد) :D

لكن كان هناك مشكل صغير هو أنه لا يمككني أن ألج تلك المدرسة لحالتي المادية التي لا تسمح لي كان على أن أدفع حوالي 55000 درهم مغربي كل عام حوالي 5500 أورو, الذي لا يمكن لأبي أن يوفره لي كل سنة لمدة ثلاث سنوات, و لحسن حظي أيضا أن المدرسة تمنح منحة تعليمية (تخفيض في المبلغ) للدراسة, و كنت من بيت أربعة أشخاص الحاصلين على تخفيض بنسبة 100%. يعني لن أدفع درهما واحدا لمدة ثلاث سنوات.

المدرسة العليا للفنون البصرية في مراكش هي أفضل مدرسة لتدريس السينما و التصميم في المغرب إن لم نقل في إفريقيا... كان هذا حافزا جعل أبي أن يقبل مغامرتي بدخول هذه المدرسة التي رفضها في بادئ الأمر بحجة أن السينما أو الفن حرام و أن الفن في المغرب لا يساوي شيئا.

مرت ثلاث سنوات صنعت فيه الكثير من الأفلام و الأفكار الإبداعية و وجدتني أحب هذا المجال أكثر, إخترت شعبة الصورة لأنني أجد فيها نفسي (ولعي بالتصوير السينمائي كان منذ كان عمري 14سنة)

المهم كان عندي طاقة أخزنها لما بعد التخرج لأفجرها في وجوه من يسمون أنفسهم فنانين حتى أريهم ما هو الفن الحقيقي

في الشهر الأول بعد التخرج قررت أن أرتاح قليلا

لكن هذه الراحة طالت أكثر من اللازم شهر شهرين ثلاث ...إلى أن مر عام لم أفعل فيه شيء, جل عملي كان قراءة الكتب النوم مشاهدة الأفلام و السفر, لا أنكر أنني كنت أعمل من حين لحين..

مثلا عملت في أحدى المسلسلات المغربية لمدة شهر تقريبا كمساعد للمصور و كنت أشاهد الطريقة التي يصور بها المصور فتبدوا لي بدائية و لا علاقة لها بقواعد التصوير الإحترافية و حتى الإخراج الذي كان دون المستوى, الذي زاد الطين بلة هو المبلغ الذي يدفعونه لي لا يلبي حاجاتي بين الأكل و الشرب و التنقل, لذلك قررت التوقف و أن أفعل شيئا خاصا بي.

في بداية الأمر إحتجت إلى من يعينني, لهذا تعرفت على صديق يقاسمني نفس الأفكار و بدأنا نشق الدرب معا, كان أول مشروع لنا هو عمل مهرجان في مدينة الصغيرة التي تفتقر لهذا النوع من التظاهرات الثقافية, ملف المشروع كان رائعا قمت بتصميمه شخصيا و كان مليئا بالأفكار الإبداعية خصوصا في مجال تنظيم المهرجان, لكن وقفت أمامنا عقبة (بدت لنا في البداية صغيرة) و بدأت تكبر يوما بعد يوم, الأوراق الإدارية الموافقة الحكومية.. حتى أننا حصلنا على موافقة من الأميرة ليكون المهرجان تحت 'رعايتها السامية', المشكل هو أن رئيس البلدية كان يتهرب دائما منا و يرفض ملاقاتنا حتى لا يوقع لنا موافقته على تنظيم المهرجان...

تخلينا على فكرة المهرجان في نهاية المطاف...

أحسست للحظة أنه لا أمل لي في هذه الحياة و شعرت باليأس, والدي كان يقف معي في كل لحظة, مرت الأيام و جاء شهر رمضان و أنا لا أعرف ما أفعل في مستقبلي غير الإستلقاء على سريري و مشاهدة الأفلام (نسيت أن أخبركم أنني قد حذفت حسابي في الفيسبوك حتى لا يكون عائقا لي في الإبداع)

ثم نظرت من حولي أقلب يدي بين مواقع الأنترنيت فتذكرت حلما كنت أحلمه من سنوات, منبر من لا منبر له موقع اليوتوب, قناة صغيرة لجلب المعجبين, قمت ببعض الأبحاث من المواقع و وجدت أنه يمكنني أن أجني المال من هذا الموقع لكن ما أحتاجه فقط محتوى إبداعي... فوضعت كل الأفكار الإبداعية التي أملكها أمامي, فوجدت مشكلا آخر و هو كيف أجعل هذه الأفكار حقيقة و أنا لا أملك سوى كاميرا صغيرة لا تسمن و لا تغني من جوع, حاولت أن أصور بها حلقات عن مواضيع شتى لكن كنت أجد مشاكل في الصوت و الإضائة (رغم أني محترف في الإضائة) لكني لا أملك المعدات اللازمة لهذا...

لست أحتاج أشياء غالية الثمن :

فقط كاميرا كانون 5D أو 7D

معدات الإضاءة

مسجل الصوت Zoom و ميكروفون

و جهاز حاسوب iMac أو Macbook

قمت بالحساب وجدت أن هذا لن يكلفني أكثر من 30000 درهم مغربي

لا أريد أن أستلف المبلغ لا من البنك أو من الأقارب لانني أخاف إن لم ينجح المشروع أن لا أستطيع أن أرده لهم.

الآن أنا في حيرة من أمري لا أعرف ما أفعل في حياتي التي تبدوا لي أنها تضيع أمامي... ووالدي يتحسر علي كل مرة يراني فيها يائسا..

هذه قصة حياتي مع الفن الذي رغم أنني

في النهاية أريد أن أشارك معكم هذا الفيلم القصير الذي قمت بإخراجه

أرجوا أن تردوا علي و أرى تفاعلكم معها

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.