هل تتخيلون أنفسكم تعملون بنفس مجالاتكم بالعمل الحر حتى سن الستين!

شخصيًا لا أتخيل ذلك، أشعر دائمًا بأني في سباق مع الزمن للبحث عن بديل أكثر راحة، وأكبر دخلًا.

سأعرض أسبابي التي أفكر فيها، وكأني أفكر معكم فشاركوني أفكاركم ومقترحاتكم:

لا يوجد معاش

بعكس الوظائف الحكومية أو وظائف الشركات الخاصة، فإن العمل الحر لا يقدم معاش تقاعدي بعد سن الستين، وهذه مشكلة كبيرة، في هذا العمر يحتاج الإنسان إلى الاستناد على دخل شهري يوفر له على الأقل مصاريف الأكل والعلاج.

البعض يلجأ لشركات التأمين على الحياة الخاصة، والتي تعطي معاش بعد فترة معينة، أو مبلغ كبير دفعة واحدة لوضعه بالبنك والانتفاع من الفوائد، في كل الأحوال هي فكرة مرضية، لمن لديهم فائض من العمل الحر.

جهد كبير

لم أسمع عن شخص يعمل بالعمل الحر بعد سن الأربعين، لأن هذا النوع من العمل مرهق ويتطلب مجهود ذهني وتطور مستمر، وهذا المجهود لن تتمكنوا من تقديمه بعد الأربعين أو الخمسين، بل تحتاجون لعمل مريح أكثر، أو بمعنى آخر روتيني لا يتطلب تركيز عالي لمدة طويلة كل يوم.

وكلما تقدم بنا العمر قد تظهر فجوة بين توظيف الشباب وكبار السن.

دخل غير كافي

يعمل أغلبنا في سن الشباب، وفي بداية الزواج، لا يمتلك أغلبنا أكثر من طفل أو اثنين، أغلب الأطفال صغار بالسن لا يحتاجون لمصاريف مدرسية أو جامعية، ولكن هذا الأمر لن يستمر.

العمل الحر مناسب كدخل متوسط، أو دخل إضافي، أما كدخل أساسي ثابت لأسرة وأطفال كبار، فهذا مستحيل، على الأقل بالنسبة لبلدي مصر، بالتأكيد نحتاج إلى مشروع أو دخل جانبي كلما تقدمنا بالعمر.

اندثار المهنة

من التاريخ نعرف، بأن هناك مهن اندثرت في عمر أصحابها وعانوا بسبب قلة فرص العمل، فمن يستطيع تأكيد استمرار العمل الحر كمهنة إلى أن يصل الجيل الحالي لسن الستين!

هناك ألف سبب يجعلنا نفكر بالموضوع، قد يتغلب الذكاء الاصطناعي على البشر، قد يفضل العملاء التعامل المباشر، قد تأتي شركات عملاقة تسيطر على هذا السوق! والعديد من الأسباب الأخرى.

بالنهاية، قد أكون مخطئًا، قد يستمر العمل الحر ويكبر معه من يعملون به الآن، وتزيد أجورهم ومميزاتهم عن الوظائف العادية، لا أحد يستطيع توقع المستقبل بشكل واضح، أخبروني أصدقائي عن أفكاركم وتوقعاتكم وأحلامكم لأنفسكم، في سن الستين.