هل يمكن ان يصبح العمل الحر مصدر دخل كافي لحياة سعيدة

أعتقد أنّ العمل الحُر لا يُعّدُ مصدر دخل كافٍ للمُستقل،فلا يُمكن للشخص المستقل أن يتزوج أو يبني منزلهِ مِن خلال الحصول على أرباح مُعينة،على الأقل أتحدث عن بعض المجالات ،رُبما البعض سيقول أن أرباح تخصص البرمجة أو التخصصات المتعلقة بالهندسة وتصميم الفِلل،ربُما أتفق معه في ذلك كون أنّ أرباح هذين المجالين جيدين.

لكن المجالات الأخرى لربما الوضع مُختلف تمامًا،رُبما من المُمكن لمستقل مُحترف في عمله وبعد تقديمه لعدة مشاريع الحصول على العملاء،بأن يؤسس له مشروع خاص من وراء أرباح المشاريع االتي عمل بها.

أعرف أن بعض المُستقلين قدموا عِدة خدمات عبر موقع مستقل وخمسات وبعد ذلك قاموا بتأسيس مشاريع خاصة لهم بالإتفاق مع بعض الأصدقاء واستطاعوا أن يبنوا حياتهم بشكل جيد،فمن عَمِل في مجال التسويق من خلال مواقع العمل الحر،قد تجد بأنه أسّس وسيؤسس مشروع أو شركة خاصة بالتسويق ، ربما من خلال هذه الشركة سيُقدم خدمات حول مجال التسويق وسيعمل في الشركة  مِمَّن  لديه خبرة في هذا المجال وبهذا وفر لهم فرص عمل وعيشة كريمة ، وأيضًا  مِمَّن يعملون في الكتابة وإدارة المحتوى والبرمجة والتصميم والترجمة...إلخ أخره.

فيُمكن أن نقول أنّ العمل الحر هو بداية الطريق نحو تأسيس مشاريع أوشركة ما في المستقبل.

اعتقد أن ما زالت مشاكل العمل الحر واردة بشكل كبير، بما يسمح للجميع بالانتقال بسهولة من نظام العمل الوظيفي التقليدي للعمل بحرية من أي مكان من خلال الإنترنت.

التنافس

فإذا كان الهدف الأساسي من ترك الوظيفة والانتقال للعمل الحر هو البحث عن مساحة أقل تنافسية مع فرص أكثر، فربما يكون من الأفضل البقاء في دائرة الوظائف التقليدية.

 الانتقال للعمل المستقل يعني أنك تتنافس حرفيًّا مع العالم.

التنافس للحصول على المشاريع الجيدة من خلال الإنترنت صعب للغاية، بخاصة إذا كنت تعمل في مجال يوجد به الكثير من المنافسة مثل مجالات تصميم الجرافيك على سبيل المثال. 

هذا يعني أنك تحتاج إلى التميز بشكل كبير عن المعروض في السوق؛ حتى تستطيع الفوز بمشاريع تعوض الراتب الذي ربما تحصل على من خلال وظيفة عادية.

دخل غير ثابت

الانتقال إلى دائرة العمل الحر يعني الانتقال من ثبات الدخل إلى عالم الأعمال. 

رواد الأعمال يدركون هذا الفرق جيدًا، ويخاطرون بكل شيء على أمل أن يستطيعوا تعويض الاستقرار بأرباح أكثر من خلال خدماتهم أو منتجاتهم. عادةً ما يكون العمل الحر بنظام الساعة أو المشروع.

فعند الفوز بمشرع من عميل فإنك تحتاج للعمل عليه أيام أو أسابيع أو ربما أشهر في بعض الحالات النادرة، وتحصل على المستحقات المالية بعد الانتهاء من تسليم المشروع، فلن يصل  الراتب في نهاية كل شهر من المدير بغض النظر عن الوضع المالي للشركة. فعند العمل مستقلًا، فأنت مسئول بشكل كبير عن دخلك.

بتشعباته وتعدد خياراته، يصبح العمل الحر مصدر دخل أفضل في كثير من الأحيان من الوظيفة العادية، ولقد قابلت شخص كان يعاني من أذمات مادية، وتداين، وكان متزوجًا ويعول أطفال، وكان عمله هو الهندسة، لكن من الواضح أن اوظيفة الثابتة لم تسعفه، إلى أن علم عن العمل الحر، وكتابة المحتوى، وأصبح يعمل بعدد ساعات أقل في يومه، مع دخل أفضل، وتمكن من سداد ديونه وتجاوز أذمته.

يحقق العمل الحر دخلا جيدا لممارسيه يفوق ما قد يحظى به لو كان موظف في شركة ما، لكن تبقى مشكلة العمل الحر هو أنه غير مضمون دائما، لو مرضت أو حدث معك أمر ما واضطررت للتوقف عن العمل لفترة فأنت ان تحصل على أي دخل، ولو مررت بفترة جفاف ولم تصلك مشاريع فلن تحصل على أموال، سيكون الأمر عاديا في حالة لم تكن لديك مسؤوليات وعائلة لكن في حال وجدت سيكون الأمر صعبا، ولهذا تحديدا يجب أن لا تكتفي بالعمل الحر بل يجب أن توسع أعمالك وتطلق مشروعك الخاص في المجال الذي تجيده.

اتمنى الكل يشاركنا تجاربه