صحيح أن إتقان العمل في المشروع هو أولوية، ولكن ربما من أهم النقاط التي يجب أن ننتبه لها هو الحوار والنقاش الدائر مع صاحب المشروع.

لذا لو أردنا التحدث حول المهارات التي يجب أن نتمتع بها كمستقلين في حوارنا مع صاحب المشروع وكيف ندير المشروع عندما يتم قبول عرضه، ستكون هذه النقاط من وجهة نظري هي الخلاصة:

فهم المطلوب بدقة لعل أول ما يجب الانتباه له هو فهم المطلوب، صحيح أني قدمت على المشروع وتم قبول عرضي، لكن يفضل أن أكتب لصاحب المشروع بلهجة واضحة: "المطلوب مني أن أقوم بكذا عن طريق كذا وباستخدام كذا، صحيح؟" هذا الإجراء يوضح الصورة ويساعدني في رسم مخطط سير إنجاز المشروع.

الاحترام المتبادل هي القيمة الأبرز والأهم، ولا يقتصر أهمية تلك القيمة على إنجازي للمشروع الحالي، بل تمتد الأهمية لسمعتي كمستقل على المنصة التي أعمل من خلالها.

كان لدي مشروع أعمل عليه منذ فترة يقتضي أن أكتب على أداة محددة، وصاحب المشروع على إطلاع بكل جديد أضيفه، وبعد أن انتهيت تمامًا من الكتابة وقبل تسليم المشروع وجدت أن المحتوى تم حذفه من الأداة.

بالطبع حزنت جدًا وأرسلت أسأله واتضح من خلال النقاش أن الأداة بها خلل أدى لحذف المحتوى وقال لي لا بأس سلمي المشروع واعتبري أنه وصل، ولأنه كان محترمًا ومقدرًا لموقفي ففي الحقيقة لم أتركه، كتبت الموضوع ، وتم حذفه للأسف عدة مرات، إلى أن سلمته إياه.

تقبل النقد والتعديل فما دام التعامل في إطار من الاحترام فلا مشكلة أبدًا من النقاش حول أفضل النتائج التي يمكن أن أنجز بها المشروع حتى لو أدى هذا لتعديلات متعددة، هكذا أقدم عملًا مميزًا ذا جودة عالية وفي الوقت ذاته أنمي مهاراتي في المجال.

التواصل والمتابعة المستمرة وهذه النصيحة مهمة أكثر في حالة التعامل مع صاحب مشروع للمرة الأولى، أقوم بتقسيم المشروع لأهداف صغيرة وأطلعه على هذا التقسيم ثم أرسل له كل قسم يتم الانتهاء له ليرى ويقيم ما إن كان هذا حقًا هو المطلوب، وهل هناك تعديل يود إجراؤه على الأقسام التالية أم لا.

اعتمدت هذه المنهجية في مشروع طويل نوعًا ما، حيث بعد أن تم قبول عرضي ذكرت لصاحب المشروع: المطلوب مني:

1-

2-

3-

صحيح؟ قال نعم، وهكذا بعد الانتهاء من كل بند كنت أعرضه عليه ونتناقش فيه حتى انتهيت، كان هذا مريحًا لي وخفف ضغط التفكير في هل أنا أسير في الطريق الصحيح؟ هل هناك أداء أفضل؟

التعامل الرسمي لا أقصد أن نتعامل بجفاء بالطبع، ولكن بحدود، ليس من حق أي من الطرفين التدخل في خصوصيات الطرف الآخر، كما يفضل دائمًا اعتماد العربية الفصحى في التواصل فهذا يعطي الحوار الرسمية والاحترافية المنشودة.

التفاوض الناجح وهنا لا أرى أي مشكلة في بعض التنازل كأن أقبل بقيمة عرض أقل من التي قدمتها بالمشروع، ما دام أن التنازل لن يضرك ولن يظلم مجهودك وما دام أن التعامل كان في إطار من الاحترام، فالتفاوض الناجح يكون مرضي للطرفين. وفي نفس الوقت يكون وسيلة لكسب صاحب المشروع دون خسارتي.

أدب الخلاف أحيانًا يصل النقاش إلى طريق مسدود، فلا مجال للتفاهم، وهنا مهما بلغ بي الغضب أو الاستياء ليس من مبرر أبدًا أن أتخلى عن حسن خلقي أو أن أتعامل بطريقة توحي بعدم التهذيب.

وأنتم خلال مشواركم كمستقلين ما هي المهارة التي كنت تفتقدها في بداية مشوارك؟ وهل كان لها أثر سلبي على عملك؟ وكيف اكتسبتها بعد ذلك؟ وبالطبع مرحب بأي إضافات أخرى تساعدنا كمستقلين على إدارة مشاريعنا بشكل فعال.