من الجيد دائمًا أن يتمتع الشخص بقدر عالي من الطموح والتطلع للمزيد من التفوق والإنجاز، وفي حالة المستقلين، قد يدفعهم الحماس للتسجيل في الكثير جدا من المشاريع بدون تدقيق الفهم ما إن كان لديهم القدرة فعلا على إنجازها بالشكل المطلوب، فهل يتعارض هذا مع مبدأ الموضوعية في اختيار المشاريع والتسجيل عليها؟ أم يندرج تحت مسمى الطموح؟

الموضوعية بأبسط تعريفاتها هي تحكيم المنطق في منأى عن الهوى، وعليه يمكننا القول أنه من الموضوعية أن يضع المستقل مهاراته وقدراته في العمل نصب عينيه ثم يحلل المشروع المعروض أمامه ويقارن مدى قدرته على إنجازه من كافة زواياه.

في هذا حفظ لحق صاحب المشروع في الحصول على عمل متكامل، وحفظ لوقت المستقل وصاحب المشروع بدلا من تضييعه في تعديلات لا نهائية، كما أنه حفظ لكرامة المستقل أمام نفسه أولا ثم أمام أصحاب المشاريع.

فلست أرى أنه من المهنية أن أضع نفسي في موضع اتهام بالجهل أو التقصير أو التحايل عندما أسجل على مشروع لست أهلا له.

ولـــكن

لا أريد أن يُفهم من كلامي أن نحصر أنفسنا في دائرة ضيقة من الخبرات، شتان بين وجهتي النظر، فالسعي لتطوير النفس والطموح لتحقيق المزيد هو أمر ضروري ولكن مع التركيز على نقطة الموضوعية (ابحث وتعلم وأتقن ثم قدم على المشاريع التي تندرج تحت ما تعلمته وأتقنته)

نقطة أخرى تخص الموضوعية في اختيار المشاريع وهي الوقت الذي يحدده المستقل لنفسه من أجل إنجاز مشروع ما، كفاطمة في البداية كنت أختار الحد الأدنى دائمًا خلال تقديمي على مشروعٍ ما، ولكنني مع الوقت فهمت أن هذا ليس دائمًا من الصواب، فمن الموضوعي أن أعطي نفسي القدر الكافي من الوقت للعمل بتركيز بما يتناسب مع حجم العمل المطلوب.

أريد تجاربكم، هل سبق وقدمتم على مشروع لم تجدوا في أنفسكم القدرة على إنجازه بالتمام؟ وكيف كان تصرفكم وقتها؟