مرحبًا،

لعلكم سمعتوا أو قرأتو عن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي ترامب بخصوص تفضيل المهارات على الشهادات.

وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أمرا تنفيذيا بتوجيه تعليمات لفروع الحكومة الفدرالية، بالتركيز على المهارات بدل الشهادات الجامعية في اختيار الموظفين الفدراليين.

القرار وإن كان أمريكيًا خالصًا ومحددًا في (الوظائف الفدرالية) إلا أنه أخذ حيزًا كبيرًا من النقاش في تويتر. .. (عفوًا هل قلت نقاش في تويتر!!). أعني أخذ منحى للصراع والجدال والمعلومات المغلوطة والضجيج والتضخيم في تويتر. :)

وبودي أن أنقاش معكم الفكرة من عدة أسئلة لا أعرف لها إجابات لكن بودي أن أفهم الموضوع بشكل كامل و أضع تصورًا عامًا عن القضية. دون الدخول في (صراع جدلي وتقليل من حجم الشهادات وأهلها) أو إنكار الموهبة على أهل المهارات.

القرار ليس بجديد

اليوم أعرف كثير من الشركات الناشئة التي توظف صاحب المهارة فقط، ليس لديها دخل بشهادتك الجامعة ولا تخصصك ولا خلفيتك التعليمية. لديها مشكلة واحدة (وظيفة محددة تحتاج شخص موهوب في مهارة معينة). لديك هذه المهارة أنت مرحب بك جدًا. وأعتقد إيلون ماسك له تغريدة شهيرة في هذا الجانب (في شهر أبريل الماضي تحدث أنه يبحث عن مهارات وليس شهادات جامعية).

هناك الكثير من الشركات التي توظف وتطلب أصحاب المهارات، رغبة منها في تعزيز أعمالها ونموها.

لماذا أدرس؟

إذا كنت ما تزال طالب في المرحلة الثانوية أو الجامعية وتقرأ هذا الكلام قد يشعرك بالإحباط، لكن لا تهتم لكل هذا وأكمل تعليمك النظامي، لكن بجانب تعليمك النظامي. طور مهاراتك أو تعلم مهارات جديدة، أو حاول تتعلم شيء تحبه بجانب تخصصك الجامعي. اليوم هناك الآلآف في العالم يعملون خارج تخصصاتهم الجامعية. وهذا شيء طبيعي جدًا. وسوف تواجهه في حياتك العملية.

هناك من أختار شغفه وطور مهاراته بعد الجامعة والتحق بهذا الشغف. وهناك من أجبرته الظروف، وهناك من للتو أكتشف شغفه، وهناك من وجد (من يكتشفه) ويدفعه للأمام.

أنت في مرحلة بناء حياتك وفي مرحلة مهمة لكسب الخبرات، استمر في دراستك، وسع معارفك وإطلاعك، (ربما مررت بتغيير تخصصك الجامعي أكثر من مرة ولا بأس في ذلك)، المهم لا تترك الدراسة ولا تستمع إلى الذين يرددون هذا الكلام دون وعي منهم. ودون فهم.

الدراسة ستعلمك البحث، المعرفة، الإطلاع، حل المشاكل، سوف تمنحك (قوة وأفضلية). حافظ على دراستك و قم بموازنة ذلك مع مهارتك التي تطورها بشكل جانبي. وهكذا سوف تكسب عصفورين بحجر واحد. (قوة المهارة وقوة الشهادة). صدقني الأمر ليس سهل وصعب جدًا إيجاد وقت للمذاكرة و وقت لتنمية مهارة .. لكن من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.

هل القرار سيكون منتشر عالميًا

في أغلب الوظائف الحكومية عالميًا تسيطر البروقراطية على (توصيف وقواعد التوظيف)، لذلك تكون الشهادة هي المقياس أو الأداة التي تخولك للدخول إلى المفاضلة على الوظيفة. بعدها تأتي الشروط الأخرى.

الآن يبدو من قرار ترمب، وبرغم أنه قرار ضيق جدًا على وظائف محددة جدًا جدًا. إلا أنه أتخذ نمط وشكل الوظائف في الشركات الناشئة بتقديم معيار (المهارة) على كافة المعايير في التوظيف.

سؤالي هل تتوقع أن يكون هذا معيار عالمي للقطاع الخاص والحكومي وكل الشركات كبيرها وصغيرها؟

أنت تعمل بشكل حر، هذا معيارك الأساسي

نعم نحن العاملين المستقلين هذا هو معيارنا وخيارنا في الحياة، نحن نعمل وفق مهارتنا التي نجيدها، ونقدم أنفسنا للعملاء والشركات ضمن المهارات التي نتقنها. مالذي سوف يتغير علينا بعد القرار؟

التأثير سيكون إيجابي بشكل كبير جدًا، غالبًا مثل هذه القرارات تعني مزيد من التشريعات لدعم المهارات، من جانب تقديم الدورات، والحوافز للقطاع الخاص لخلق مهارات جديدة، ومراجعة المناهج والتعليم، ودعم المستقلين بالحقوق في مجال التأمين والرواتب وبطاقات العمل وغيرها من التشريعات التي ستدعم المستقلين.

في السعودية بدأت مثل هذه القوانين منذ سنة تقريبًا ويجري سن كثير من القوانين للمستقلين، ونطمع أن يشمل هذا الشيء بقية الوطن العربي.

برأيك مالذي سوف يغيره هذا القرار، أم تعتقد أنه ليس ذو فائدة؟