مرحبًا،

في شهر أبريل كتبت مقالة صغيرة في هذا القسم تحت عنوان (لنستعد لأيام بدون عمل يا أصدقاء) كنا في بداية الأزمة وكنت عادتي غالبًا عقلاني ولم أندفع مع موجة التشائم في ذلك الشهر، الذي شهد طفرة في إنطلاق الأخبار السلبية عن الاقتصاد والحياة عمومًا.

لكني حذرت من قلة فرص العمل وربما فترة ركود

مالذي حدث منذ تلك الفترة حتى الآن؟

قرأت الكثير من حالات الفصل على لينكدإن، بعض الموظفين كانوا مستجدين وقررت الشركات مجبرة التضحية بهم، وهناك شركات فضلت بقاء موظفين البلد وفصل الأجانب (حسب تعريفهم)، وهناك من الشركات من منحت أجازات لفترة ثلاثة أشهر بدون راتب، مع خيار تقديم الإستقالة في أي وقت. هذا حال الموظفين والشركات. ماذا عنا نحن المستقلين؟

نمت الأعمال

في الحقيقة و دون مبالغة وجدت الفرص أكبر وكانت إعلانات الوظائف تزداد بشكل ملفت (وظائف القطاع الذي أعمل فيه التسويق وصناعة المحتوى)، التفسير الذي وجدته هو أن هناك المزيد والمزيد من الشركات الكبرى للتو دخلت في البيع على الإنترنت أو حاولت تقديم حلول جديدة تعزز من مصادر دخلها. وهذه الشركات كانت في حاجة ماسة لتوظيف المتخصصين في (قطاع التجارة الإلكترونية) بسرعة و بأي طريقة كانت. كان الأمر أشبه بحياة أو موت للشركات. كان الأسبوعين الأخيرة من أبريل وشهر مارس ومايو تخمة في (التحول الرقمي)

النمو هل سوف يستمر؟

الجميع يتحدث عن (ثقافة العمل الحر، تطبيقات العمل عن بعد، الاندفاع نحو إجراءات العمل عن بعد) كلها كأنها فترة وقتية سوف تنتهي قريبًا بعد عودة الحياة لطبيعتها. لكن المؤشرات والقرارات تقول عكس ذلك. تويتر وفيسبوك اعلنا عن أن العمل عن بعد سيكون حل وقرار دائم، فالسعودية قال وزير التربية والعليم بأن التعليم عن بعد سيكون شبه إلزامي في الفترة القادمة لأنه جاء داعم لخطط الدولة في كبح التكاليف وأيضا يخدم أهداف الرؤية في مجال تقديم تعليم مستقبلي منافس.

حتى الشركات باتت تدرك أن خيارات الاجتماعات عن بعد ذات فائدة كبيرة جدًا وربما تستمر بها.

المستقلين هل نمت أعمالهم

بحسب ما يصلني من الزملاء في مجموعات كتاّب المحتوى والتصميم والتسويق والبرمجة، نعم هناك حالة من النشاط، بل لم يتغير شيء وليس هناك ما يدعو للقلق. حتى يمكنك أخذ منتجات حسوب (خمسات مستقل) كمقياس على أن الطلب مرتفع منذ أبريل على الخدمات والمشاريع. ومن هذا المنطلق أجد أن نمو الأعمال سوف يستمر.

من أين يأتي النمو والشركات الناشئة تفلس؟

حسنًا ليس كل الشركات الناشئة تفلس، هناك شركات نمت أعمالها مثل شركات التوصيل، وشركات بيع المواد الغذائية أو الصحية أونلاين، وشركات القطاع اللوجيستي، وشركات توصيل الأكل من المطاعم (وهي ترند دائم في الكويت والسعودية)، كل هذه الشركات وغيرها تشكل نواة حقيقة لتحريك ونهوض أعمال المستقلين في مختلف المهارات. إضف لذلك كله (الداخلين الجدد للقطاع) وهم الهوامير الكبيرة من الشركات المتوسطة والكبيرة، بل وحتى المنظمات الحكومية.

كيف ستكون الثلاث أشهر القادمة

الآن أزعم أن لديّ تصور تقريبي عن الوضع خلال الأشهر القادمة، فيما يتعلق ب (أعمال المستقلين)، سوف يستمر الإغلاق في معظم دول المنطقة، لكن الوضع تجه للإنفتاح ببط. والعودة للحياة الطبيعية ... سوف تستمر الأعمال في النمو ويستمر الطلب بشكل عالي على المستقلين.

لذلك نصيحتي لأي مستقل حالك الآن مثل حال صديقنا خراش الذي تكاثرت عليه الضبا فما يدري ما يصيد. لذلك ركز على أكبر الغنائم وحاول أن تقدم خدماتك لأطول فترة ممكن. إن استطعت ذلك. هذا سيبقيك في وضع جيد مع عميل كبير. ويبعدك عن التنقل والقفز بين عملاء صغار.

يمكن الرجوع للمقال من هنا