في الآونة الأخيرة اتجه عدد كبير من الشباب نحو ما يسمى العمل الحر أو Freelancing في محاولة منهم لتغيير قواعد تحصيل المال و تحسين سبل العيش .

و بدأ العمل اللامركزي يتتشر أكثر فأكثر , ذاك الذي لا يلزمك بوقت أو مكان معينين حتى سيطر هوس العمل من المنزل على عقول فئة كبيرة من الشباب المقبلين على العمل أو الذين يعملون بطريقة تقليدية و راتب ثابت و أمورهم مستقرة

و أصبحت هذه الفكرة تراود عقولنا كشباب بينما خرجت فئة أخرى تنكر علينا فعلنا هذا و خاصة هؤلاء الناس التقليديون أو المخضرمون في مجال الأعمال و كبار السن

يمكننا اختصار الرأيين ببساطة و بعبارات مقتضبة :

الأول عمل تقليدي و راتب ثابت و ضمان مبلغ المعيشة اخر الشهر مهما كانت الظروف بدون تطور ملحوظ أو تأثير مجتمعي او استغلال لقدراتك في مكانها

و الثاني عمل حر يترك مجال الإبداع مفتوحا أمامك و يجعلك تمتلك وقتك كاملا تسخره كما تشاء و لكن براتب شهري غير مضمون و ظروف كبيرة تتحكم بك .. تغنيك تارة .. و تفقرك تارة

بين هذين الرأيين و تشعباتهما يبدأ الجدال ليجعلنا دائما محتارين و مشوشين

على طاولة الصداقة يدور هذا النقاش كل يوم

فأنا أعمل كمستقل و أرغب بالاستقرار و أخذ راتب معلوم لأبرمج حياتي به

و صديقي يعمل بوظيفة و يرغب بالحرية ليظهر إبداعه

و ثالثنا ينظر إلينا و هو مصدوم و محتار ... أين اتجه ؟

ينبري إلينا رأي خارق للعادة و يكاد أن يكون أشبه بالمستحيل .. لماذا لا تقومون بالعمل ضمن وظيفة تقليدية و تطلقون العنان بعد انتهاء الدوام لإبداعك و خيالك و تجمعون بين الأمرين ؟

و كأن صديقنا هذا لا يدري عن صعوبة الأمرين و مقدار الجهد المبذول في كليهما

و في زاوية الطاولة يتكلم ذاك الصديق الذي دائما ما يتحفنا بجمله : " برأيي اختصاصك و مجالك هو الذي يحدد نوع العمل "

ينتهي هذا النقاش و يكرر نفسه بعد يوم أو في نفس اليوم أحيانا , هل أبحث عن وظيفة ؟ أم اتجه إلى العمل الحر , هل اقتنع بدخل ثابت , أم أقامر بمهاراتي و أفكاري لجني الأرباح و ربما أفشل ؟

ماذا عنك ؟