لطالما استغللتُ مفهوم التدوير الوظيفي لخلق موظف شامل من خلال نقل الموظف من موقع لآخر ليمارس مهام مختلفة وإكسابه مهارات جديدة ومشاركته لخبراته مع زملائه، في سعيي لتحقيق مفهوم المديرية الرشيقة التي تقوم بإنجاز الأعمال بالحدّ الأدنى من الموظفين.

في آخر اجتماع مع كوادري، ناقشتُ معهم توجهي لتوزيع مهام إضافية ضمن خطة العام 2022، فإذا بهم يطرحون فكرة استقطاب موظفين جدد، مبررين ذلك بأنّ معدل ساعات العمل اليومية لهم تصل لـ6ساعات في حين أنّ أغلب كوادر المديريات الأخرى يعملون يومياً بمعدل 4ساعات.

جادلتهم بأنّ مجموع ساعات العمل اليومية تبلغ 7ساعات... لهم منها ساعة كفترة راحة، وقتئذ اتهموني بالابتعاد عن المهنية، وبأنني أحاول تطبيق فكرة التدوير الوظيفي لتغطية عجز الموازنة عن تعيين كوادر جديدة معتبرين رأيي سياسة تعسفية معهم، حيث يعتقدون أنني أنتهج ذلك في ظلّ ثقتي بعدم وجود فرصة بديلة لهم مما يعني عدم قدرتهم على ترك العمل في المؤسسة لعدم وجود وظائف خارجها إلا برواتب منخفضة. 

إنني في حيرة من أمري، أليس الأصل في التدوير الوظيفي أن يكون فائدة للموظف من خلال اكتسابه لمهارات وخبرات جديدة مبنية على قيامه بمهام متنوعة ضمن ساعات العمل المحددة؟ كما أنه فائدة للمؤسسة بالاستفادة من خبرات الموظفين؟

أعلم بأنّ خيارات الموظفين محدودة بالدوران الوظيفي –أي بتركهم العمل في المؤسسة، وذلك في ظلّ صعوبة الأوضاع الاقتصادية الراهنة، وأدرك بأنّ طرق التحفيز حالياً تكاد تكون معدومة نظراً لوضع مؤسستنا، لكنني لم أنظر لتلك الأسباب حين فكّرت بموظف شامل، بل لإيماني بفاعلية التدوير وجدواه، وأرى بأنّ اعتراض موظفيني ما هو إلا دلال زائد، لكونهم لا يرغبون بأية أعباء إضافية.

هل أخطأتُ فيما ارتأيت؟، وكرؤساء أو مرؤوسين.. ما الفعل الأنسب لهذا الموقف؟