في كتاب (العادة الثامنة من الفعالية إلى العظمة) لستيفن كوفي تحدث الكاتب عن عقلية الندرة وعقلية الوفرة، حيث جاء في الكتاب بأنّ عقلية الوفرة تؤمن بأنّ هنالك فرصاً تكفي الجميع، في حين ترى عقلية الندرة بأنّ الفرص محدودة.

من هذا المنطلق نشأت العديد من الدراسات، ومنها دراسة طاقة الجذب، القائمة على ثلاثة قوانين (الوفرة، الاختيار، الإيمان) لنجد أن قانون الوفرة كان الأول من بين هذه القوانين.

حتى أنّ هنالك دراسات قامت لدراسة سلوك كلّ من الطرفين، من يؤمنون بالندرة ومن يطبقون الوفرة، لكنني لستُ هنا لأناقش قوانين الطاقة الكونية أو النفسية وارتباطها بما نعتقده ونظنه، ولكن لأناقشكم بالأمر من زاوية الأعمال تحديداً.

لطالما عرفنا بأنّ المعارك التي قادتها الدول على مدار القرون الماضية أساسها الاستحواذ على الخيرات لمصلحة الأقوى.

وندرك بأنّ التنافس اليوم بين الدول أصبح يأخذ الطابع الاقتصادي لتتسع المسافة بين طبقتي (الأثرياء والفقراء) ليتبين في بعض الدراسات بأنّ 7% من سكان العالم يتحكمون في 80% من ثروة العالم، فوفق مؤسسة أوكسفام الدولية فإنّ أغنى 26شخص في العالم يملكون ما يعادل نصف ثروة سكان العالم، في حين جاءت دراسة نشرها بنك كريديه سويس تبيّن من خلالها بأنّ 1.1% من سكان العالم يملكون 46% من الثروة عالمياً.

والآن دعونا نعود لعقليتيّ الوفرة والندرة،

فإذا كانت عقلية الوفرة تعني اربح واسمح لغيرك بأن يربح بنفس المقدار لأنّ هنالك فرصاً تكفي الجميع، في حين تنطلق عقلية الندرة بأنّ لديك الفرصة لتربح فإن لم تقتنصها جاء سواك واقتنصها لذلك كن سبّاقاً ولا تسمح لغيرك بأن يحصل على الفرصة قبلك!! 

فكيف نفسّر سلوك الأقطاب الاقتصادية العظمى التي تتحكم باقتصاد العالم؟ (وأنا هنا لا أقصد سياسات أو دول) وإنما أعني بذلك سيطرة رجال الأعمال الذين نقرأ لهم دوماً ونجدهم يحفزّون الآخرين على الانطلاق بمشاريعهم، وإيجاد طرق للنجاح، في حين أنهم يسعون للاستحواذ على المشاريع الناجحة، وعدم خلق منافسين لهم، ليصل الأمر إلى احتكار السوق بمنتج/خدمة والسعي لتطويره بشكل لا يسمح للمنافس بأن يأخذ الصدارة منهم؟، هل أجد لديكم تفسيراً؟