دائماً ما نردد "الكوارث تأتي بالحقائق" والكارثة في موضوعي اليوم كوفيد 19، وكيف ساعدنا بشكل كبير في فهم أشياء كنا نظنها مسلمات، كانت بالنسبة لنا صحيحة 100 % ومن هذه الأشياء "قوة النظام الرأسمالي"..
بعد انتهاء الحرب الباردة، تخلصت الرأسمالية من الشيوعية، ونظر العالم بفخر إلى نظامه المالي المنتصر، وكيف أنه أثبت جدارته في مواجهة مثيله الشيوعي...
لكن تشاء الأقدار وفي أقل من ثلاثين عاما يأتي كوفيد 19 وكأنه في حرب باردة جديدة يخوضها ضد النظام الرأسمالي القائم -المنتصر سابقاً-، وكأن حتمية التغيير تتحقق أمام أعيننا الآن....
كشف الفيروس عوار الاقتصاد الرأسمالي، استطاع أن يخمد تلك القوة ويذلها بل ويجعل منها كل العبر في الفشل وعدم المساواة بين أبناء البلد الواحد حتى..
فئة قليلة جدا من رجال الأعمال اقتصر عليها تحقيق أرباح خيالية وثروات طائلة وصلت إلى 200 مليار دولار، في خضم الأزمة، وسط توقعات بانهيار وفشل دول كاملة في إدارة الأزمة، وسط معاناة الحكومات المختلفة في إيجاد حل لمشكلة الفقر والبطالة المرتفعة نتيجة تفشي الفيروس.. كان هؤلاء الأسياد يحققون ثروات طائلة لم يكن لها سابقة على هذا الكوكب...
أليس هذا يثبت فشل النظام الرأسمالي الآن؟؟.
أنا في رأي أن النظام الذي يولد أغنياء لهذا الحد في ظل أزمة مثل تلك هو نظام فاشل بامتياز ولم يتبقى الكثير من الوقت لاستبداله.... لكن ما البديل في رأيك؟؟!!
البديل هو من أثبت جدارته على مدار 1400 عام ولكن تم تهميشه لأسباب ليس هنا ذكرها... لكن أن كنت تمتلك نظاما يقوم على العدل والمشاركة، نظاماً يعرف العدل والأمانة والرحمة في أساسه، أليس أولى بنا من استجلاب أنظمة باتت الآن تهددنا نحن دول العالم الثالث بالانقراض، أصبحنا خاضعين لتلك الدول العظمى نتيجة تطبيق سياسات هم من أشرف عليها وحتى الآن لم نستوعبها أو نفهمها والحمد لله أنه حدث..
ما أريد قوله هنا
مبادئ الاقتصاد الإسلامي الآن باتت تطبق ولو بشكل جزئي في دول أوروبية شهيرة وباعتراف من سياسييهم، أما نحن العرب والأولى بها من غيرنا ما زلنا متمسكين بنظام مهترئ لم يستطع الصمود أمام فيروس.
أليس أولى لنا تطبيق الأسس الإسلامية في بناء اقتصاد قوي؟ ألم نكن نمتلك مؤسسات فكرية ومفكرين أنتجوا لنا مؤلفات حول الاقتصاد الإسلامي وقوته مثل "الاقتصاد الإسلامي والقضايا الفقهية المعاصرة" "أصول الاقتصاد الإسلامي" وغيرها الكثير من المؤلفات
إذا كنا نمتلك العلم في هذا المجال فعلا، لما لا نطبقه؟؟
التعليقات