"قرموش" كان ذلك لقبه، موظفًا مغمورًا، عرضة للسخرية هنا وهناك، نحالة جسمه جعلت منه منبعًا للتسلية تارة والقصة والطرافة تارة أخرى، فهو الضخم أحيانًا والرفيع أحيانًا أخرى و"قرموش" في أغلب الأحايين.

هذا الموظف يمتلك طاقات جبارة؛ فهو خريج كلية التصميم والمونتاج، وبدلًا من الاستفادة منه جعلوا منه مثارا للسخرية، المؤسسة بعد جرد وفحص دقيق تبين أنها تنفق مالًا كثير على التصاميم واللوحات الاعلانية والملصقات المختلفة والإعلانات بشتى أنواعها وهذا الموظف يجيد كل شيء إلا أنه بحاجة لصقل الموهبة وبعض التدريب.

عقدت المؤسسة دورة في التصميم والمونتاج لعلها تجد من بين موظفيها من يوفر عليها الكثير، وتستغني عن الخدمات الخارجية والمبالغ الباهظة التي تنفقها، كانت المفاجأة المدوية حصل الموظف مثار السخرية على الترتيب الأول في دورتين متلاحقتين بلا منازع.

تحول الحال وأصبح مصممنا لديه مكتبه الخاص، ويزوره الجميع، استطاع في عام كامل أن يوفر آلاف الشواكل بل ودرب الكثير من الموظفين، زادت الإنتاجية وتحسن الأداء، ودبت روح المنافسة بين الموظفين وحرص كل منهم أن يجتهد ويقدم أكثر؛ فارتفعت معنوياتهم وزاد رضاهم الوظيفي ما انعكس بدوره إيجابًا على المؤسسة سمعة وجودة، بعد عام أصبحت المؤسسة تعي بأن تدريب الموظفين هو استثمار بل مال حقيقي يعود بالنفع والفائدة على الطرفين.

عزيزي القارئ، هل تحرص مؤسستك أو شركتك أو الجهة التي تعمل بها على تحسين مهاراتك وتطوير قدراتك؟ وكيف يمكن للموظف أن يطور من قدراته ذاتيًا؟