كيف نستفيد من عروض الشراء الآن والدفع لاحقًا؟

لكن يجب استخدامها بطريقة رشيدة

مرحبا يا ايمان، تذكرت إحدى صديقاتي، كانت في بداية الأمر رافضة لبطاقة الائتمان، ولكن ما إن جربت استخدامها إلا وارتاحت لها وسهلت لها الحصول على اشياء ما كانت لتشتريها من أموالها، مثلا سشوار أو كريمات تجميل ، وعادة في بلادنا تجدي الانواع الجيدة من هذه الأشياء ، باهظة الثمن ، وبالتالي كانت تفكر ألف مرة قبل شراءها من الراتب ، ولكن باستخدامها لبطاقة الائتمان وجدت انها تدفع من أموال البنك وليس من أموالها فأصبحت تشتريها بسهولة.

ولكن دوام الحال من المحال، ما إن يمر الشهر إلا وتجد نفسها مطالبة بسداد ثمن ما سبق وأن أشترته بسهولة ، وهنا بدأت تسدد الحد الأدنى وهم يحسبون فائدة على باقي المبلغ ووو ... ، وفي النهاية وجدت نفسها مضطرة للسحب من مدخراتها لتسديد المديونية ، ولكن بعد أن تعودت على اسلوب استهلاكي يفوق السيولة المالية المتاحة لها.

في رأيي أن المثل القائل: من يملك مالا يمكنه شراء ما يلزمه، ومن لا يملك لا يلزمه شيء.

مرحبا يا اسماء، اتعلمين المؤسف في الأمر؟

ان بعض البسطاء يتصورون انهم سيشترون بضاعة بالف وسيدفعون كل شهر 100، ولكنهم لا يضعون في اعتبارهم أن هذه المئة سيدفعوها 20 مرة وليس 10 مرات كما هو مفترض ، اي سيدفعون السعر اضعاف كما تفضلتي.

ومن ثم فإن الاستخدام الذكي أو الفعال لمثل هذه الطريق، أن يكون لدى المستخدم وعي كامل باحتياجاته وبموارده وبعبء الدين الذي يستطيع تحمله... الخ

ثم في حالة أنه لا يمتلك القدرة المادية المناسبة لشراء الماركات الفارهة فعليه ان لا ينجر وراء ذلك، يعني مثلا لو ان متوسط سعر الجاكت الذي يشتريه عادة هو 500 جنية صناعة محلية، فأرجو أن لا يغتر بوجود بطاقة بنكية في جيبه بعشرة الاف جنية. فيدخل إلى محل زارا مثلا أو بي تي إم ليشتري الجاكت الواحد ب3000 أو اكثر.

واخيرا أفضل عند استخدام هذه البطاقات ان أنتبه جدا للمواعيد ، فأكتب في دفتر مواعيد السداد بدون فوائد أو اشتري اشياء ضخمة ، بوتجاز مثلا بمبلغ 6000 واطلب من البنك تقسيطه على 6 شهور بدون فوائد. وأن يكون ذلك في حدود يومين من تاريخ الشراء او حسب سياسة البنك المصدر للبطاقة . ومن هنا جاء الهدف بتخصيص دفتر مواعيد ، لأن في مثل هذه البطاقات يكون الدفع بدون فوائد بعد 55 يوم من تاريخ الشراء وطلب التقسيط ايضا في حدود كذا يوم.

فإذا فاتني ان احسب بدقة مواعيد الاتصال بالبنك ومواعيد السداد ... الخ ، فسوف اجد نفسي باكية بجوار أقرب حائط بسبب تراكم الفوائد والأستدانة. ولما ذلك؟ الذي يريد الكحل عليه أن يتحمل حرقته في العين.

"الماركات" خدعة ابتكرها الأغنياء وصدقها الفقراء!

فأنا اصدق هذه المقولة ، بل وأتعمد شراء الماركات المحلية وانتقي منها ما يستحق التشجيع ، يعني لا انتقي الارخص وانما الأفضل، وفي كثير من الأحيان اجد في الصناعات الناشئة والمنتوجات المحلية بديلا رائعا بل ويضاهي تلك العالمية.

وعلى الجانب الأخر ، تابعت في اكثر من مرة بعض البضائع من الماركات الشهيرة مجرد تقليعة ، وخالية من الذوق . ولا تستحق ثمن ما ندفعه فيها ، ونستدين به للبنك في حال استخدمنا بطاقات اشتري الان وادفع لاحقا.

وخيرا فعلت إذ لا تشتري إلا ما تملك ثمنه ، وأرجو أن لا يدفعك الاطفال الصغار لفعل ذلك إرضاء لهم..