هل يجب أن نكون مهددين في العمل؟

لم أكن اعلم أن هذا منتشر في بلد ككوريا من المفترض أنه متقدم في النموذج الحضاري والأخلاقي، لكنه غريب بصراحة، ومنطق عجيب في التعامل، كأن البشر ما يبرحون يجدون فرصة يتسلطون بها على بعضهم البعض

دائمًا كنت استعجب هذا المنطق وهذا النوع من التعامل، وخاطر علان وخاطر فلان! ما هذه الطفولية والتواكل العاطفي المبالغ فيه، ذكرني هذا بجلسات جلست فيها مع رجال كانوا يقولون فيها لا يمكنهم أن يكسروا بخاط أمهاتهم عند الخطأ، ويريدون أن يتزوجوا من أنثى تراعي هذا، وكانوا ينصدمون لو قلت لهم لكن الأخطاء لها حدود، وليس على أحد ما أن يتقبل الظلم بدافع البر!!

نحن عملنا في شركة هناك نقاط أقدمية و نقاط للكفائة لكن لكن دائما نقاط الأقدمية كبيرة حتى لا تحدث مشاكل بين القدامى و الجدد بسبب الغيرة ...حتى في أوروبا و أمريكا قرأت مساهمة على لنكدإن حول الرواتب لشاب عربي قال بأنه حين أخبر زملاءه عن راتبه قاطعوه جملة وتفصيلا لأنه كبير مقارنة بتاريخ توظيفه

أظن أننا كمجتمع عربي نبرع في إعطاء امتيازات لا أثل لها يا محمد، فهذا يعرف أكثر منك، وهذا خاطره مكسور وذلك لا تدري، الكثير من الأسباب التي يتم منحها للناس لتبرير عدم منطقية تصرفاتهم! ما هذا؟ ليس لدي أدنى فكرة!

نحن نقول :أكبر منك بليلة فاتك بحيلة

هو نظام متوارث منذ عهود العبودية حتى لو أتحت الفرصة للعمل بحرية وبدون درجات و رتب هناك من في المجموعة سيحاول أن يستغل الأضعف منه

أعتقد أن جدتك قالت ذلك حتى تسكتك فليس كل الجدات يتمتعن ببال طويل لحل مشاكل الأحفاد، ولكن أعتقد أنك لو عرضت الأمر في وقتها على خال أو عم أو أحد الوالدين كان سينصفك.

فمن يقول أن هذا هو القانون؟ طفلي هو من علمني أساسيات الشطرنج وهو في السابعة، هو تعلم من جده ووالده وعلمني، وفي البداية كنت أسأله قبل أن أقوم بأي حركة وكان يصحح لي.

وبالقياس، لو أن موظفًا قديمًا أراد أن ينجز عملًا ما بطريقةٍ خاطئة ثم صحح له موظف أحدث فعليه أن يتحرى الأصوب وينفذه مع الأخذ في الحسبان الطريقة التي يتعامل بها الأحدث مع الأقدم: الاحترام المتبادل.

نحن في القطاع العام أو الخاص المهيكل إذا تجاوزت أربع سنوات أقدمية يتم تثبيتك ويصلح من الصعب طردك و تصبح لديك عدة حقوق و إمتيازات هناك من يستغلها سلبا مثل إستغلال الموظفين الجدد لإنجاز مهامهم خاصة إذا كان تثبيتهم مرتبط بهم فتجد الأعلى درجة يستعبد الأدنى درجة و يتنمر عليه ...

الأمر مختلف لدينا، فأنت مثبت بالوظيفة بالغالب منذ أول يوم، لكن هناك نظام ترقية وهو محدد بعدد سنوات، فمثلا حصلت على الدرجة الثانية بعد 10 سنوات من العمل، وخلال عملي بأول مشفى كان هناك أفضلية للقدامى من حيث الحصول على مهمات أسهل أو أقل جهدا ولكن أرى أن هذا ليس عيبا لأنهم ببدايتهم تحملوا عبئا مثل الذي تعرضنا له بالبداية، ولكن عندما تنقلت لمستشفى أخرى وكنت من أصغر زملائي وتم تعييني من قبل مدير المستشفى لكفائتي كنائب لمدير القسم الخاص بي، لا أحدثك على كم الغضب الذي كان عند بعض الزملاء من هم يكبروني بسنوات، ولكن مع الوقت استطعت أن أكسبهم بالتعامل الحسن ولكفائتي بالإدارة، وأصبحت علاقتنا أفضل.

نحن في القطاع العام أو الخاص المهيكل إذا تجاوزت أربع سنوات أقدمية يتم تثبيتك ويصلح من الصعب طردك و تصبح لديك عدة حقوق و إمتيازات هناك من يستغلها سلبا مثل إستغلال الموظفين الجدد لإنجاز مهامهم خاصة إذا كان تثبيتهم مرتبط بهم فتجد الأعلى درجة يستعبد الأدنى درجة و يتنمر عليه ...

يشعرني هذا بنوع من الهجوم على القدامى، اود لو تم اعطاء الجدد حقوقهم، دون انتزاع شئ من القدامى، لم لا يتم مساواة الجميع في الحقوق الإنسانية وانتهى

طبعا عدد كبير من الموظفين يخافون ،أنا شهدت عدة مواقف يرتعب فيها موظفون ممن هم أعلى شأنا ،فقبل سنتين كنت أزور أصدقائي و كدت اطرق باب موظف آخر بالخطأ فأخبروني أنه يرعبهم ،نحن بلد تسيطر عليها الواسطة و المحسوبية قد يكون قريب المدير العام و غيره...أنا إشتغلت في عدة وظائف من يعرفوني يقولون لي لو نكست رأسك قليلا لبقيت فيها فقد كان المطلوب أن تسمح لمن هو أعلى منك درجة أن يهينك ،طبعا لا أرضاه لنفسي فدائما أقول لا عبودية إلا لله...لكن إعلمي أن أغلب بيئات العمل تكون فيها مثل هذه النماذج

مثلك شهدت العديد من هذه المواقف، حيث تكبر علي زملائي القدامى في معظم الأماكن التي كنت جديدة فيها، لكنني لم اكن احني رأسي

لم يسبق لي أن توظفت في أي وظيفة (ولست أسعى لذلك) ولكن يبدو أنه يفوتني الكثير من الصراعات الخفية بين الموظفين الجدد والقدامى، ضحكت كثيرًا واستغربت أكثر من المواقف المذكورة في التعليقات.

حمدًا لله، فاتك الكثير من الهشاشة والسذاجة النفسية!

كنت أظن أن كل ما في الأمر هو انفعال عاطفي عابر، لكن ظهر أنه أعمق من ذلك بكثير.

إطلاقًا، الأمر عميق جدًا ومتجسد في نفسيات الناس كثيرًا

كنت دائمًا أتخيل أن الأقدمية تتصل بالخبرة والتي تنعكس إيجابًا على كفاءة الموظف، وبالتالي لو كان الموظف حديث تعيين ولديه من الكفاءة ما يميزه فهو أولى بالتميز.

للأسف الأمر متعلق بالأقدمية الزمنية ليس إلا

الأقدمية مفهوم مهم لدى الوظائف الحكومية، خصوصًا في مصر، فمن جاء قبلك، له أحقية في العمل المريح والمرتب الأعلى، على الرغم من أن معرفته وخبراته لم تتطور منذ سنوات، وتحاول الآن بعض المصالح الحكومية التي تمتلك رؤية للتحول الرقمي، تفضيل الجديد عن القديم لخبرته في استخدام الحاسوب.

لا اعلم بصراحة من أين أتى هذا المبدأ

وكانت لها أفضلية فعلًا، لأن العمل كان يعتمد على الروتين والأورواق والدفاتر، وهي أمور تأتي من خلال الخبرة وليست المعرفة.

تقصد أن هذا مبرر من كون الوظائف الحكومية تعتمد على هذا المبدأ لأن هذا كان متماشيًا مع الورق

وانتقلت تلك الفكرة من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص على مر الوقت، ولكن اليوم تسعى الشركات لتوظيف أعداد كبيرة من الخرجين للاستفادة بطاقتهم.

للأسف مازالنا في مرحلة استغلال الشباب وليس تقديرهم حقًا