جعلتني أزمة السيولة التي تمر بها الجزائر حاليا أطرح الكثير من التساؤلات في حال تطورت هذه الأزمة مستقبلا وما قد يحدث إذا لم تتم معالجتها "مع أنه احتمال ضعيف جدا عن واقع البلد الحالي".

ولأن الفقراء هم أول المتضررين من معظم الأزمات الاقتصادية التي تمر بها أي دولة "كونهم لا يملكون مدخرات كإحتياط لمواجهة الظروف الاستثنائية، فالراتب الذي يتقاضونه اليوم يشترون به أكل غدا"، فكرت فيما قد يحدث لهم إذا تعرضت الدولة لأزمات كهذه أو لأزمات افلاس.

في إحدى المحاضرات قام أحد زملائي بطرح سؤال "هل يمكن للدولة أن تفلس؟"على أحد الدكاتره، وكان الجواب: لا وجود لإفلاس كامل للدولة.

فالدولة ليست مؤسسة أو شركة تغلق أبوابها أو تعطى المفاتيح لمستثمرين غيرها.

فعندما تشهر الدولة افلاسها "عدم قدرتها على دفع الديون.. مثل ما حدث مع الأرجنتين، روسيا .. والكثير من الدول غيرهم" ماهو إلا اجراء تقوم به الدولة المتضررة لطلب المساعدة والتخلص من الديون التي عليها.

لكن بوصول الدولة لهذه المرحلة هذا يعنى أن معدلات الفقر قد زادت وربما تصل الى أقصى درجاتها، لكن في هذه الحالة ماذا يحدث للفقراء؟ وهل سيموتون جُوعًا؟

سيكون الجواب على نفس منحى جواب الدكتور..

"لا يموت الفقراء جُوعًا، فإذا نظرنا للظاهرة طبيا نجد أنه يمكن للإنسان البقاء دون أكل مدة 8 أسابيع وربما أكثر أو أقل "حسب جسم الشخص".

وإذا أسقطنا الأمر على أرض الواقع لا نجد الكثير من الأشخاص يموتون جُوعًا إلا في حالات قليلة لظروف معينة "بغض النظر عن الدول الفقيرة جدا".

من هنا استنتجت العلاقة الوطيدة بين السؤالين:

عندما تفلس الدولة -> تلجأ للمساعدة والتدين فتحل الأزمة. (دراسة الكل)

عندما يشتد الفقر -> يساعد الأشخاص بعضهم فتحل المشكلة. (دراسة الجزء)

إضافة للأسئلة السابقة برأيك هل يوجد أسوأ من الفقر المادي؟

(بسببه النقص المادي اضطرت الدولة للحصول على ديون، فتراكمت هذه الأخيرة لتصل لدرجة افلاسها فخلقت أزمات أخرى مصاحبة لها "على المستوى الكلي".. إضافة لكون الفقير يعاني دائما بوجود الأزمة أم لا" على المستوى الجزئي") .