مستقبل السياحة و الطيران بعد انتهاء الكورونا

توجد شركات أخرى كان التأثير ايجابي عليها اكثر لذلك ليس الجميع عانى.

أزمة كورونا ليست كباقي الازمات أثرت على كل السوق عموما و على قطاع السياحة خصوصا من الصعب عودتها للإنتعاش مجددا.

شركات طيران أفلست منها شركة الطيران الوطنية في جنوب افريقيا التي حلقت أكثر من 86 عام و الشركة الهندية (جيت إيروايز) و شركة الطيران إيغل أزور الفرنسية وغيرها و احتمال افلاس أخرى(وان وورلد، سكاي تيم و ستار ألاينس) و هي من اكبر تحالفات شركات الطيران العالمية.

و لكن هل سيكون الناس مستعدون لهذه العودة حقا ؟

كما يقول أستاذ الاقتصاد ورئيس قسم البحوث في قسم السياحة والضيافة بجامعة بورنموث في المملكة المتحدة، آدم بليك، إن رغبة الأشخاص في السفر إلى أماكن لم تتغير، ولكنهم سيكونون أكثر حذراً بشأن أفعالهم".

و في المقابل .. كيف تتوقعون ان تكون أسعار المنشآت السياحية و أسعار الطيران

بحسب المحللين الاستراتيجية الصحيحة هي تخفيض الأسعار طبعا(هذا ما يحتاج المسافرين رؤيته لتشجيعهم على السفر)

و بالتالى أسعار جميع الرحلات "بحرية، برية، جوية" و أسعار الفنادق ستنخفض بكل تأكيد (تخفيض السعر بهدف جذب العملاء و اقناعهم أن هذه الفرص لا تعوض)

و إذا تحدثنا على أسعار الفنادق الحالية فقد قاموا بتخفيضها بالفعل (و مثال ذلك الفنادق الامريكية خفضتها بنسبة 30%).

انا من الأشخاص العاملين في مجال السياحة، وبحسب التوقعات الموجودة لدينا في المجال، غير متوقع عودة نشاط السياحة هذا العام على الاطلاق، وخاصة السياحة الخارجية، وبناء عليه تستمر العروض والتخفيضات حتى اواخر عام 2020 وذلك لعدم توقع اقبال على السياحة، او وجود مواسم سياحية لهذا العام من الأساس .

مع بداية عام 2021 من المتوقع عودة الموسم السياحي بقوة، وهنا متوقع ارتفاع الاسعار تدريجيا لتعويض الخسارة، ولكن ذلك يتوقف على عدم تكرار الأزمة في الشتاء المقبل، وعلى حسب استعدادات الدول للشتاء المقبل .

لست خبيرة في التوقعات بالنسبة للسياحة والسفر لكن يمكنن التحدث عنها بشكل شخصي كمسافر يتوقع أن يسافر نهاية هذا العام فقد

كنت أنتظر أوراق بشأن السفر بعد الحصول على منحة دراسية في بريطانيا، ولكنني الأن أفكر في الاحجام عن ذلك.

طبعاً الجامعة راسلتني وأجلت المنحة للعام القادم لكن ظهور الفيروس بشكل عام ومتابعتي لما حصل لكل المغتربين وكيف تعامل العالم مع الأزمة سيجعلني وجعلني بالفعل أدرك أن أمر السفر هي مسألة صعبة في الوقت الحالي أو القادم وحتى لو انتهى الفيروس قريباً، سأبقى متوجسة.

ليس الخوف على الحياة بشكل أكبر يجعلني أفوت فرصة كهذه ولكنه الخوف من الشعور بالغربة والخوف معاً دون وجودي بين الكثير من الأمور المريحة التي ستجعلني أفضل بكثير، خوف معنوي أقصد.

لو أردت افادتك بالأسئلة التي طرحتها يمكن أن تقيس شعوري وحالتي تلك على البعض ربما، فالأخرون لديهم خوف على الحياة المادية والمعنوية كذلك بنفس الدرجة، لذلك أجل سيكون الناس متوجسون قليلاً للسفر بشكله الطبيعي، كذلك الدول نفسها تكون خائفة من تفشي موجة جديدة بعد ما عانته في الفترات السابقة.

كل العالم خسر وأفلس وتعرض لظروف مادية صعبة وقاهرة وكل هذا لاختفاءالعنصر البشري والذي أصبح هو المسبب في الأمر، لن تعمل الطائرات والمطارات بغياب الركاب والعنصر البشري بالتاكيد والذي سيكون أكثر حذر وتوجس، لذا أعتقد أن ما سيحصل العكس، هو تشجيع الناس على السفر والسياحة بتخفيض الأسعار ومحاولة البناء من أخر نقطة توقف لهذه الشركات، فالضرر تبع الكل دون استثناء.

لا أتوقع أن هناك قطاعات لم تتأثر بأزمة الكورونا

بالطبع هناك من تأثر إيجابيا بالأزمة بل وساهمت في ازدهارها وهي التجارة الإلكترونية، وقد اتجه العديد للاستثمار به لما حققه من نجاح.

على عكس القطاعات التي ذكرتها كالسياحة والطيران فهم الأكثر تأثرا بالسلب، فنشطاهم توقف تماما وليس جزئيا، ولأجل غير معلوم وهذه الانتكاسة لا يتحملها سوى القطاعات القوية والتي لديها رأس مال يغطي مرحلة الكساد الحالية التي يمروا بها، لكن القطاعات الناشئة أو الصغيرة فسيكون مصيرها بكل تأكيد الإفلاس.

و لكن هل سيكون الناس مستعدون لهذه العودة حقا ؟

هل هناك من سيسافر إلا المضطر ؟

هل هناك من سيفكر بالسياحة رغم الأوضاع التي عصفت ؟

و في المقابل .. كيف تتوقعون ان تكون أسعار المنشآت السياحية و أسعار الطيران

بمجرد رفع الحظر وعودة الحياة لطبيعتها مع تصريح منظمة الصحة العالمية عن ضرورة التعايش مع الفيروس، سيبدأ الجميع العودة إلى روتينهم اليومي مع بعض الحذر التي أتمنى ألا يزول مع الوقت.

وعن أسعار الرحلات والفنادق، بالطبع هذه الفترة هي العودة والاستيقاظ بعد الغفلة، سيلجأ الجميع للدعايا الكبيرة لتنشيط مجاله عن طريق خصومات وعروض والإقبال الأكبر على من يقدم الأفضل.

ما رأيكم ؟

نحن في عالم رأسمالي جدًا جدًا، ستضاعف أسعار كل الأشياء من أجل تعويض الخسائر والمرتبات المدفوعة، مالكو الفنادق والشركات والقطاعات التجارية المختلفة لن يتخلوا عن قرش كان يمكنهم أن يجنوه في خلال فترة الحظر! ولا اظن ابدًا انهم ستأخذهم شفقة أو رحمة او إنسانية للأسف، نحن كالطور في الساقية محشورون في دائر لما نخترها

في رأيي، أصبحت السياحه من متطلبات الحياه العصرية مما جعل حركة الطيران الدولي ضرورة لا رفاهية. لذلك كان من اللازم عودة الطيران مهما كانت الخسائر، أو بمعنى اخر، التكيف مع الوضع الذي يبدو انه سيطول. وهذا ما نشهده الان، رغم ان الخطر ما زال قريب والكورونا لا يتوقع انتهائها قبل سنين، الا اننا نستطيع الان السفر، بعكس بداية الجائحة عندما انغلقت كل دولة على ذاتها. نعم لا تزال كل دولة تضع شروطها حول من يمكنه العبور إلى حدودها، ولكن هذا يعني ان السفر ممكن وليس بمستحيل.

اعتقد بأن العالم سوف يعبر هذا بنجاح من خلال تحديد و تطوير سياسات السفر، ايضا تطوير المصل والدواء لهذا المرض سوف يحدون من انتشاره وسوف يساعدون علي مماؤسة حياتنا بشكل طبيعي.

يجب ان نتعلم من التاريخ ومن الأحداث السابقة التي مررنا بها