وضع قطاع التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أصبح قطاع التكنولوجيا المالية أحد أهمّ المواضيع في بيئة الشركات الناشئة والذي يواصل هيمنته في عام 2017، مع أكثر من 1.000 شركة عاملة في هذا القطاع في جميع أنحاء العالم وتقوم بتعطيل عالم التمويل وتغييره. وقد أصبح المستهلكون في السنوات السبعة الماضية، أكثر وأكثر قبولاً لقنوات الدفع البديلة والخدمات المصرفية والإقراض وجمع التبرّعات، وما إلى ذلك. وأثبت قطاع التكنولوجيا المالية أيضًا إمكانيته في التحويل في كلّ من الاقتصاد المحليّ والشركات الصغيرة والمتوسّطة مع رعاية الابتكار التكنولوجي وتحسين تجربة العملاء وتمكين فرص النموّ للعديد من القطاعات بما في ذلك البرمجيات وتحليل البيانات والمدفوعات والمنصات والخدمات المصرفية عبر الهاتف المتحرّك وأنظمة إدارة الأصول الحسابيّة.

ويمكن رؤية نموّ قطاع التكنولوجيا المالية بوضوح في الارتفاع الهائل في الاستثمار، حيث تمّ استثمار حوالي 50 مليار دولار على مستوى العالم منذ عام 2010، و5.3 مليار دولار في الربع الأول من عام 2016 وحده، وفقًا لتقرير أعدّته شركة "أكسنتشر" (Accenture) عن هذا القطاع. ومع توقّع أن يصل الاستثمار العالمي إلى 8 مليار دولار في عام 2018، وقيادة العديد من التقييمات الأولية في قطاع التكنولوجيا المالية لعمليات تقييم تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات في العام الماضي، سيكون هذا القطاع الأول في الوصول إلى المستوى التالي من النضج والانتقال إلى التوجّه العام.

وضع قطاع التكنولوجيا الماليةفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

شكّلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا النسبة الأصغر من التمويل العالمي لقطاع التكنولوجيا المالية على مدى السنوات (حوالي 1%). ومع ذلك، شهدت أيضًا أكبر معدل نموّ متفجّر، وفقًا لبحث أجرته شركة BCG. وثمّة عناصر ضرورية لدعم تطوير النظام الإيكولوجي (مثل بيئة الأعمال/الوصول إلى الأسواق والدعم الحكومي/التنظيمي والحصول على رأس المال والخبرة المالية). وكلّما زاد الاستثمار في المنطقة بشكلٍ مطّرد، بدأ قطاع التكنولوجيا المالية ببناء الزخم . وقال غودري سوليفان، الشريك والعضو المنتدب لشركة BCG في منطقة الشرق الأوسط: "نحن نشهد نموًّا متزايدًا في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وهذا ينعكس في التطوّر التدريجي لقطاع التكنولوجيا المالية في المنطقة".

اليوم، ثمّة أكثر من 50 شركة ناشئة عاملة في قطاع التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقًا لبحث أجرته شركة عرب نت. ومع ذلك، فإنّ 72٪ من كلّ الشركات الناشئة العاملة في هذا القطاع تنشأ من أربعة مراكز رئيسيّة وهي الإمارات العربية المتّحدة ولبنان والأردن ومصر. وتستحوذ دولة الإمارات العربية المتحدة من بين تلك الدول على زمام القيادة، حيث تستضيف العديد من الشركات الناشئة العاملة في قطاع التكنولوجيا المالية مقارنة مع لبنان والأردن مجتمعتين، حيث تظهر أقلّ نسبة فشل (13٪) وتحظى بأعلى حصّة من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا مثل تحويل الأموال وإدارة الثروات والتأمين والعملات المشفّرة. وتُعدّ أبوظبي الرائدة في القائمة من بين الإمارات السبعة، بعد أن أطلقت مؤخّرًا مختبرًا تنظيميًّا (RegLab) يسمح للمشاركين بتطوير مقترحاتهم في التكنولوجيا المالية واختبارها في بيئة آمنة مع أحكام أقلّ صرامة.

RegLab هو واحد من العديد من أنواع البرامج التي تدعم إنشاء الشركات الإقليمية العاملة في قطاع التكنولوجيا المالية وترعى نموّها. وقد برزت في المنطقة في العام الماضي شركات مسرّعة عاملة في هذا القطاع وجديدة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتشمل حاليًّا المسرّعة الإقليمية "فينتيش فاكتوري" (Fintech Factory) وفينتك هايف (الإمارات العربية المتحدة) ((Fintech Hive (UAE) و1864 (مصر) ومسرّع التكنولوجيا المالية آي يو سي فينشر لاب" (AUC’s Venture Lab) (مصر).

فينتيش هايف، برنامج مسرّع الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا المالية الجديد لمركز دبي المالي العالمي وأكسنتشر، هو أحدث مسرّع لدخول السوق يهدف إلى التعرّف على أفضل رجال الأعمال في صناعة الخدمات المالية، وتوفير لهم الفرصة لاختبار الابتكارات في قطاع التكنولوجيا المالية وتعديلها، فضلاً عن الحصول على الملاحظات من العملاء المحتملين والممولين. وسيبدأ البرنامج في قبول الطلبات للشركات المهتمّة حتى نهاية مارس، مع ما بين 12 و15 شركة من المقرّر اختيارها بحلول شهر يوليو. وسيكون كلّ من بنك الإمارات دبي الوطني والمشرق وفيزا إنترناشونال وبنك إتش أس بي سي، أول المشاركين المحليين والدوليين في برنامج التسريع.

تمّ إطلاق "مسرّع 1864" (1864 Accelerator) من بنك باركليز وفلات 6 لابز" (Flat6Labs) في العام الماضي، وهو واحد من اثنين من برامج تسريع الشركات الناشئة المحلية التي تركّز على التكنولوجيا المالية في مصر. ويسعى البرنامج الذي يمتدّ على 14 أسبوعًا إلى تعزيز فضاء ابتكار التكنولوجيا المالية في مصر من خلال تمكين رواد الأعمال من تحويل أفكارهم التخريبية إلى حلول قابلة للاستمرار تجاريًّا. وقد تمّ اختيار 16 شركة ناشئة في دورة التسريع الأولى التي انتهت في ديسمبر من أكثر من 200 من المتقدّمين للمشاركة في معسكر تمهيدي لمدة 5 أيام. وبعد ذلك، تمّ اختيار 8 شركات في المرحلة النهائية لتلقّي التدريب والتوجيه والمساحة المكتبية والدعم التقني والمشورة القانونية ومبلغ 150.000 فرنك في تمويل أوليّ مقابل 10-15٪ من رأس المال. وتشمل الشركات الناشئة الثمانية التي تخرّجت من البرنامج Bees365، Card Switch، Save.it، Olly، Yalla Nsadar، Carsurance، Entej وMoneyfellows.

وفي يوليو، اشتركت الجامعة الأمريكية بالقاهرة والبنك التجاري في إنشاء "مسرّع آي يو سي فينتشر لاب فينتك" (AUC Venture Lab Fintech)، المدعوم من البنك التجاري الدولي. ويهدف البرنامج المتخصّص الجديد إلى تطوير الشركات الناشئة في مصر ودعمها في مجالات مثل المدفوعات الرقمية والمتنقلة والإقراض في تقنية الندّ للندّ وواجهة العملاء والتخطيط المالي الشخصي وتجارة التجزئة والاستثمار والتحويلات المالية. ومن خلال برنامج تسريع مدته 12 أسبوعًا، ستحصل الشركات الناشئة العاملة في قطاع التكنولوجيا المالية على دعم متخصّص لدعم أعمالها وإطلاقها، والحصول على رؤى قيّمة من بعض أذكى العقول في عالم الشركات الناشئة والتكنولوجيا المالية وزيادة تأثيرها على الاقتصاد المصري. وسيتمّ اختيار الشركات الناشئة من خلال عملية صارمة على أساس الجدة من الفكرة وسجل عمل الفريق وانسجامه، والتدرّجية وإمكانية التسويق فضلاً عن تماسك الفريق والالتزام بالنجاح.

في مارس الماضي، أعلنت بايفورت (PayFort)، محرك الدفع عبر الإنترنت، عن إطلاق مسرع للتكنولوجيا المالية "فنتك فاكتوري" (Fintech Factory) في فعاليات "ميكس أن منتور 2016" (2016 Mix N’ Mentor) من إعداد شركة ومضة في القاهرة. وتمّ إطلاق المسرّع لتواصل بايفورت تلبية مطالب تجارها والابتكار بشكل أسرع من خلال الاستثمار والتعاون مع الشركات الناشئة العاملة في التكنولوجيا المالية. لتكون الشركات مؤهلة لتسريع أعمالها، تحتاج إلى أن تكون عاملة في التكنولوجيا المالية وذات صلة بقاعدة تجار بايفورت. في المقابل، يمكن للشركات الناشئة الحصول على ما يصل إلى 100.000 دولار خلال المرحلة الأولى، مع فرصة الحصول على أموال إضافية من خلال الشركاء الاستثماريين في "فنتك فاكتوري" (Fintech Factory) في مراحل لاحقة. ويعتزم المسرّع الاستثمار سنويا في 4-5 شركات ناشئة عاملة في التكنولوجيا المالية وتمكينها.

المصدر:

http://news.arabnet.me/ar/t...