كنت في محاضرة ما وطلبت منا المشرفة الإجابة على سؤال مهم وإلقاء عرض صغير عن ما هو أهم شئ لديك في الحياة؟! في البداية قالت لنا أن نفعل ذلك في مجموعات صغيرة جدًا لا تتعدى الخمسة أشخاص، إحدانا في المجموعة التي التحقت بها قررت بنفسها دون أن تستشير أي أحد أننا سنتحدث عن السفر، وكيف أن السفر أهم شئ في حياة الفرد منا! اعترضت أنا قائلة لكنه ليس أهم شئ عندي! ومن هنا قررنا الافتراق وأن نقوم بذلك العرض فرادى...

لم أجد في عرضي ما اقوله إلا أن لكل منا مفهومه عن السعادة والأهمية، ولا ينبعي لأحد ما أن يفرض على الآخر أي شئ، لا ينبغي على كل ما يسعدك أن يسعد غيرك، ربما لمرة واحدة عليك أن تتقبل اختلاف غيرك عنك، إنك عندما تحاول فرض شئ ما على الآخرين أي شئ فإنك تأخذ أنفسهم منهم، تأخذ رغباتهم وحيواتهم، ما يطمحون إليه وما يكرهونه، مرة واحدة نتوقف فيها عن تفعيل الأنا والحكم على الآخرين ونسأل كيف ومتى ولماذ؟! إنها اختياراتهم وهما متساوون تماما معنا في الحقوق، حقهم في الاختيار والتقرير ماذا يفعلون وماذا يحبون ويكرهون!

لا اقول لك توقف عن اتباع الصحيح اجتناب الخطأ لكن حاول أن تتقبل أن هذا صحيحك أنت ومعايير خطأك أنت لا الآخرين، خاصة إذا كان الخلاف حول أمور حياتية ليس فيها قواعد، ولا تحاول أن تغير أحدًا أو ميوله!

النبي نفسه قال: أنتم اعلم بشؤون دنياكم فلماذا إذا كنت تحب اللون الفلاني تجبر الجميع على حبه وتدعي أنه أحسن اختيار للبشرية ..

رفقًا بنفوسنا وبالناس