كنت طفلة مطيعة جدًا، كنت اعتقد أن من الصحيح أن تأخذ العديد من الآراء لكي تحظى بخبرات كثيرة، كنت احاول أن اكسب رضى الجميع وطبعًا فشلت فشلًا زريعًا، ليس في إرضاء الجميع ولكن في استعادة حياتي.

حينما حاولت استشارة الجميع اعتقدوا أنني ضعيفة الشخصية، وأن عليهم أن يوجهوني دائمًا، لا أن يتركوا لي خيارًا ما، وطبعًا كل شخص يريد أن يعطيك النصيحة لما يناسبه هو ولا يؤمن أن لكل منا اختلافه وليس كل ما يفيده يفيدني، واجهت خذلانًا كبيرًا جدًا حينما قررت عني أمي قول نعم في أمر شخصي جدًا، كانت هذه طامة كبرى بالنسبة إلى، كانت تراني ضعيفة بهذا القدر، لم تفرق ما بين كوني اقوم ببرها ما دامت تسمح الأمور بذلك وما بين أن تحترم أن هذه مساحة أنا الوحيدة التي املك حق القرار فيها..

كانت هذه البداية التي تعلمت عندها قول لا ... بدأت بقول لا لكل الأمور التي امقتها وكنت اتغاضى عنها برًا بأهلي، هل وأنت تقرأ يخيل إليك أنني واجهت سنتين من الشد والجذب حتى اقتنع أهلي بإن لي أهلية كاملة للحكم على الأمور وأنني لم أكن مطيعة ضعفًا وإنما كنت أظنه برًا وظنه الباقي ضعفًا ! فأجبرت قسرًا على تعلم كيف أقول لا ...

ماذا ترى أنت هل أجبرك أحدهم على شئ ما؟ وهل اوقفته؟ وكيف اوقفته؟