دخلت إلى عالم التدوين الصوتي منذ ما يقارب العام والنصف، شجعني على الدخول استماعي للعديد من برامج البودكاست على مدى سنواتٍ عدة، وعملي كمهندس صوتيات (متطوع) ، تلك الأمور ساعدتني على التعرف على صناعة البودكاست عن قرب وتعلقي به، تجربتي الأولى معه كانت في بودكاست دقائق تقنية، والذي تم إنشاؤه للحديث عن التقنية بصورة بسيطة يستفيد منها كل أفراد المجتمع وخصيصاً غير المتخصصين في المجال التقني، أعتقدت في بادئ الأمر أن جمهور البودكاست العربي قليل وأننا سنواجه الكثير من الصعوبات للوصول إلى المستمعين، ولكنني ذهلت بأن مجتمعاتنا العربية متلهفه جداً للمزيد من المعرفة وأننا كأفراد نبحث عن المحتوى الجيد والبسيط لنستمتع به ونستطيع التفاعل معه، شجعني ذلك على الإكمال في هذا المجال وبداية برنامج بودكاست آخر أشارك به بعض تجاربي في هذه الحياة، تعلمت من هذه التجربة الشيء الكثير، ولربما يكون أهم ما تعلمته هو الاختلاف بين التدوين الصوتي والكتابة، ففي التدوين الصوتي نحن نحرص على إيصال الشعور من لحن الكلمة وطريقة نطقها، أما في التدوين الكتابي نحرص على ترتيب الجمل والصور البلاغيه..

تعلمت أن بعض المستمعين سيهتم بجودة المحتوى والبعض الآخر سيعامل صوت المقدم كلحن موسيقي، أما أن يستمتع به أو يتركه..

لطالما كنت أسمع بأننا شعوب غير مثقفه وتهتم بالمتعة فقط لأننا لا نقرأ ما يكفي من الكتب حسب وجهة نظرهم، ولكنني من هذه التجربة قابلت الكثير من المثقفين الذين اكتسبوا ثقافتهم من برامج البودكاست المختلفة، علمتني هذه التجربة أننا نتعلم بطرق مختلفة، منا من يفضل رؤية الصور والكلمات ومنا من يفضل الاستماع لها وتذكر لحنها…