أن تُصاب بالإكتئاب يشبه كثيراً أن تبحث عن ماء وأنت ظمأن وما أن تجده وتبدأ بالشرب يختفي الماء الذي وجدته…

هكذا هي المشاعر لدى الشخص المكتئب، نعيش ساعات طويلة بلا شعور، بلا فرحٍ او حزنٍ أو قلقٍ أو غضب…

مجرد أجساد خالية من الشعور تتجول هنا وهناك، أن تشعر بأنك ميت ولكن جسدك لا يزال على قيد الحياة، تتساءل كثيراً عما إذا كنت حياً أم أن روحك هي التي تتجول هنا وهناك…

تعتقد بأنك لن تشعر بأي شيء ابداً ولكنك تتفاجئ بأنك سعيد من شي بسيط جداً، كأن يخبرك أحدهم بأنك جميل اليوم، او أن ترى طفلاً صغيراً يمرح، تبتسم دون أن تشعر وتعتقد أن العالم بدأ يُشرق من جديد، وفجأة دون أن تشعور يزورك الضيف الثقيل المغطى بالسواد، وتتلاشى كل المشاعر التي كانت تداعبك منذ لحظات، تتساءل كثيراً ما الذي حدث لقد كنت أشعر بالسعادة منذ قليل؟ لكنك لا تجد من يجيبك على سؤالك…

تعتقد يوماً بأن الحياة انتهت ولا يمكنك أن تفعل أي شيء لتعود كما كنت، ولكنك تجد نوراً خافتاً يداعب ظلمتك…

تكره الحياة يوماً ويُصعب عليك أن تتحدث بكلماتك البسيطة المعتادة، وتشرق يوماً وتعتقد بأنه يمكنك تغيير العالم…

أعطاني ذلك الضيف الثقيل درساً بأن الحياة عبارة عن تقلبات كثيرة، أوهمني بأنه سيكون صديقي للأبد، ولكنه يختفي تارة ويعود تارة أخرى…