المكوث لي في غرفةٍ وراء بابٍ مغلق يعدُ مُتعة ومكافأة بالنسبةِ لي .. أذكر عندما كنتُ طفلةً ، كانَ العقابُ بالنسبةِ لي هو أن تأمُرني أمي بالخروجِ مع قريبتي أو صديقتي أو اصطحابها لي في زيارتها للجيرانِ أو حتى أهلِها . حتى عندما أصبحتُ صبيةً ودخلتُ الجامعة وتخرجتُ منها ، بقيت كما أنا ، أُحبُ العُزلة ,لا أحب المناسبات الاجتماعية ، أحياناً أقضي عدة ساعات وحدي ، لا أحد يتدخل بي . لا أحب المناسبات كثيراً ،أحب سماع الراديو . كُنت أفرحُ عندما تؤجل المناسبة أو تلغى . فالمكوث في غرفةٍ لوحدي وأمام اللاب توب الخاص بي ، يُعتبر بمثابةِ الحياة الجميلة ، حيثُ أنجزُ ما لم أنجزه خارج غرفتي . حتى أنني مُنذ صغري كُنت مُتفوقة دراسيًا ، أسعى الى تحقيق هدفي . يوماً من الأيام ، سمعتُ إحدى قريبات أمي ، تقول لها : "لماذا البنت هكذا ؟ ستُصبح معقدةً نفسيةً ، طالماً بقيت في غرفتها ، وستُعاني من الاكتئاب في المستقبلِ .مازالت هذه الكلمات تزن في أذنيّ لهذا اليوم . ولكن برغمِ مكوثي في غرفتي ، أنا منفتحة ،أتقبل آراء الاخرين ونقدهم ، وأتقبل أفكاراً وتجارب جديدة. أحب الاستقلالية . يا تُرى ،هل أنا معقدة شخصيا أم شخصٌ عادي يستطيع أن يحقق ما يريده ؟