كنتُ أجلسُ في غرفتي وأمامَ جهاز الكمبيوتر الخاص بي، إذا بخبرٍ عبرَ وسائل التواصلِ الإجتماعي حولَ حرق شاب لنفسهِ في غزة قبل عدة أيام .

أعتقد أن هناك الكثيرُ من الأخبارِ والقصصِ المشابهةِ لهذهِ القصة ، لكن هذه الحكاية أحرقت قلبي , وجعلتني أبكي.

فهذهِ الحكاية حولَ الشاب "يحيي كراجه "(26) عامًا ، كانَ يعيش مع اثنينِ مِن أشقائه ووالده ووالدتهم في الأردن، فانفصل الأب عن الأُم، وعاد الأب مع أبنائهِ الثلاثةِ إلى قطاع غزة منذُ سنواتٍ طويلة ، حيثُ كان يعملُ محاضرًا في جامعاتِ غزة، ثم توفي بعد سنواتٍ، وبقي الأبناء الثلاثة(عبدالله ، يحيي ، عبود) بلا مُعيل ، ثم طُردوا مِن منزلهم ، وتم قطعُ لسانُ "عبود" بعد مطالبتهِ بحقةِ من قبل أقاربه ، كما قالوا في تصريحاتٍ سابقة لهم .

تركوا بلا مأوى ولا مأكل ولا ملبس، لا ملجا لهم سِواء الشارع ،و بحثوا عن عملٍ ولكن لا جدوى ، فأصبحت الحياةُ لا تُطاق لهم .فما كان من الشاب" يحيي "إلا أن أقدم على حرقِ جسدهِ في محاولةِ للتخلصِ مِن تلك الحياةُ البائسة ُ . وقبلَ أن يلفظُ أنفاسه الأخيرة ، قال هذه العبارة لأخيهِ عبود: "أنا ما حرقتش حالي.. انا انفجرت بس".

بدأتُ أتساءل بيني وبين نفسي : هل انعدمت الرحمة من قلوبِ البشر ِ؟؟ . في جسد "يحيى "تصفت عصارة وخلاصة حيونة الإنسان في غزة وتحويلهِ إلى مجرد جسد بيولوجي .

وبعد سردي لهذهِ الحكاية المؤلمة ، هل الانتحار حرام في مثلِ هذه القصص ؟! وهل أقارب" يحيي" بشر ؟!