كل النساء الباحثات عن الحرية الآن يتشدقن بإننا نعاني من مجتمع ذكوري وأنا لا أنكر هذا واتفق معه كليًا، لكنني اختلف معهن في أن هذه هي قشرة المجتمع ليس إلا، النساء تتحكم في المجتمع بشكل كامل، النساء هن من ظلمن أنفسهن، لا يمكن أن تجد رجلًا استقوى على أمرأة إلا وقد أحس فيها الضعف وفي أهلها، تتساءل ربنا من أين يستشعر الرجال الضعف في النساء؟، دعني أخبرك .. إنهم يستشعرون هذا حين يتم تقييم الفتاة من أهلها قبل كل شئ وأولهم الأم، الأهل في بعض البيوت يرون الفتاة عبأ يريدون أن يتخلصوا منه، لا يرون لها حياة تسعدها تختارها هي بنفسها، وقد شهدت بنفسي على أم لصديقة لي لم يكن يهدأ لها بال في أي محفل من المحافل إلا وتعرض ابنتها أمام نساء الحي ونساء المحفل ذاك، المؤلم أن صديقتي لم تكن ترى أي خطب في الأمر ولا إهانة ... كانت ترى ذلك طبيعي جدًا، وكل إساءة تعرضت لها كانت تقابل بتعنيف شديد من أهلها رغم أنها الضحية وتستحق الرفق بها! وهنا تظهر متلازمة نفسية تسمى متلازمة ستكوهولم عن أن الضحية أحيانًا تتعاطف مع الجاني وتراه محق في كل ما يفعله، ومع كل هذا التشوه فإنها تربي مشوهين رجال آخرين نشأوا على جلد الفتاة وأنها الطرف الأضعف ... حينها تعلم أن لا عدو للمرأة إلا المرأة ... وأننا حقًا في مجتمع نسوي تحكمه النساء المشوهات، أتتفق معي في هذا أم ماذا؟
نحن نعاني من مجتمع نسويّ
لدينا اشكال متطرفة منها بالفعل، لكن الحل الصحيح دائماً بالنقد اما الغاية في جوهرها -وهي المساواة- فهي سليمة.
المساواة لا تعني العدل، أن لا أريد أن اصنف إلا كانسان في نهاية المطاف له احتياجات ويجب تلبيتها أيًا كان نوعه البيولوجي
صحيح، لكن لا يعني هذا ان العدل افضل من المساواة كذلك..هذا توجه حديث يراد به نقض النسوية غالباً ليس إلا.
العدل ان تستوفي احتياجتك حتى تصل إلى الاكتفاء فلو كنت تحمل عشر جنيهات وتحتاج إلى خمسون وتصل للاكتفاء بينما غيرك يحمل خمسة يحتاج هو إلى خمسة وخمسون حتى تصلا إلى الحد الأدنى من الاكتفاء كلاكما ذلك هو العدل، اما أن يحمل أحدكما سبعون وتحمل أنت عشرة ويأخذ كلاكما خمسون تلك هي المساواة
وكيف نحدد احتياجاتنا وعلى أي أساس؟ هذه العبارة تذكرني بقاعدة احتياجات السوق في الرأي ماليه والتي هي ببساطة كل ما يرغبه الزبون أي بلا حدود وهذا ينطبق على كلامك في الأعلى
إننا بشر ولسنا عقارًا أو مواد ومن الطبيعي جدًا أن تختلف احتياجتنا ونتقبل هذا الاختلاف، في العلاقات الإنسانية نحن ندفع ثمن احتياجتنا واحتياجات أحباءنا ... وما المشكلة في هذا؟
العدل ان تستوفي احتياجتك حتى تصل إلى الاكتفاء
هذا اقتطاع من كلامك وردي جاء على هذه النقطة والمثال الذي لحقها بالأخذ من البعض وإعطاء الأخر بناء على الاكتفاء أي أن هناك من يرغب في شيء وتم إعطائه حتى اكتفى وهذا هو مفهومك عن العدل، لا ذكر لاختلافات البشر او حاجاتهم او الاستثمار المادي فحتى العرض والطلب يقوم به البشر ولم أتطرق إلى أستثمار مادي او عقار ، وهذا يعود بنا إلى سؤالي السابق على أي أساس نحدد الاكتفاء .
قلت سابقًا الاكتفاء نسبي جدًا حسب اختلاف الشخصيات يكفي أن تشعر بإنك ممتلئ تفسيا وجسديا وعاطفيا، الأمر نسبي لذا فالعدل اوقع من المساواة
لا أدري حقيقة كيف لا زلت متمسكة بفكرة الاكتفاء، العدل أوقع من المساواة وما إلا طالك مع أنني لا أتفق مع هكذا مقولة لأنها عكس طبيعة البشر (وهو نفس السبب الذي يجعل فكرة الاكتفاء غير عادلة بلأساس) إلا أنني أتفهمها لكن حديثك عن الاكتفاء وأنه نسبي هذا فقط يثبت ما اريد قولة، إنسان أ يريد نصف المدينة إنسان ب يريد وجبة عشاء هذا سوف يكتفي نظرياً بنصف المدينة وهذا بوجبة العشاء وعند إعطاء كل واحد كفايته نكون قد حققنا العدل الذي ترمين أليه، إذا تجاهلنا هذا القول وفرضنا بأن الاكتفاء له حدود ويحدده شخص اخر غير رغبات المتلقي الذي تريدين إصاله لحالة الاكتفاء لتحقيق العدل فمن يضع هذه الحدود وعلى أي أساس ؟!.
الاكتفاء له شروط بالتأكيد ولا حدود له ما لم يأت بضرر، لا تستطيع منع مليونير من أن يصبح ملياردير، لكنك حين تملك الفرصة لاعطاء شئ ما بالمساواة مع فقير وغني؟ هل تعتقد أن المساواة هنا عادلة؟ هل تعتقد أن يحصل الفقير والغني على نفس العون من الدولة هو العدل؟ هل تعتقد أن يحصل العليل والصحيح على نفس الكمية من العلاج صحيح؟ العدل يضمن تحقيق مستوى متوسط من الاكتفاء ومن يرد الاستزادة فالحياة مفتوحة
التعليقات