رابط المشاركة الاولى:

قبل ست سنين من الأن:

يبدأ الاهمال صغيرا للغاية ...ثم يكبر ثم يكبر ثم يكبر حتى يصبح بهول الجبال ..

قال لي صديقي بعد انتهاء الثانوية (اياك ان تسمع لاحد ان يختار لك عملك ثم بعد عشر سنوات تقول له لما فعلت هذا بي)

وافقت صديقي على جملته هذه بكل تأكيد لكن للاسف شخصيتي الضعيفة كانت اخور من ان تصر على المهنة التي احب فكان الحل عندي (حتى لو انني لم اختر ما أريد فهذا لا يبرر أن أرمي التهمة على شخص أخر فبكل الأحوال أنا من أتحمل مسؤولية قراراتي أو عدم اتخاذ قراراتي) وبذلك ارتاح بالي

في وسط نقاش عابر نسيت من اخبرني بالضبط لكنه قال لي :وقت تفشل لا تظن ان يقف معك احد وافقته بصورة عفوية رغم انني لم اجرب الفشل وقتها لكن شعرت ان كلامه نابع من القلب

اليوم:

استيقظت الساعة الثامنة صباحا وكانت اولى خواطري(يوم اخر سيضيع من عمري وانا اذهب الى امتحان اعرف مسبقا انني لن انجح فيه والامتحان سينتهي الساعة الثالثة اي باختصار ساذهب الى الجامعة وادور فيها واتكلم مع بعض الاصحاب حتى بداية الامتحان ثم اقرأ الاسئلة ولا اعرف الحل واسلمها واعود الى المنزل بعد ضاع يوم اخر من حياتي)

سلمت ورقة الامتحان شبه خالية وانا اتقدم لامتحاناتي الاخيرة في كلية الطب قبل الدخول الى عالم المشفى

مؤجلا امتحاني الى وقت لاحق (لتكون محصلة دراسة ستة أشهر =ترفيع مادة واحدة من خمسة +اكتئاب وخلافات لا تنتهي مع الأهل)

بعد خروجي من قاعة الامتحان كانت اولى وجهة لي هي اقرب عيادة للطب النفسي

ادخل اليها لاكتشف ان الطبيب يحتاج الى اربع ساعات ليصل فانسحب منها خائبا (يال سوء الطب النفسي عندنا مواعيد قليلة واعداد كبيرة) وعندما اخرج انزع فكرة الطبيب من ذهني لان هذا الحل فشل من قبل....

اعود الى منزلي لتبدأ ذكرياتي الماضية البشعة بالاشتعال كالعادة عند الاقتراب من حيي(لدي استجابة توتر بمجرد تواجدي بحي نوع من التوتر والقلق يتفعل نتيجة ذكريات قديمة سابقة اظن ان الامر استمر على مدار عشر سنين دون ان يحل!!!)

وعندما اصل للمنزل

اكلم اهلي المسافرين بعيدا اقول لهم (من دون لف ودوران كان تقديمي سيئا والعن يومي التعيس هذا والقي باللوم على ابي الذي اختار لي هذا الطريق(وبذلك كسرت قاعدة صديقي الذهبية رغم قناعتي بها))

كنت انتظر وانا اصرخ من اهلي التعاطف والمساندة بل حتى تقديم الحلول لكن النتيجة كانت حقا مخيبة للامل

مخيبة للامل لدرجة دفعتني للبكاء

فابي رماني بكل ما لديه من عواطف مكسرة بوعود التهديد والترك

وامي تبرأت مني ومن افعالي

اما اخي فكان اهدأهم قال لي صدقني لا املك وقت لك

(وبذلك احسست تماما بمقولة عندما تفشل لا احد سيقف معك)

وليس المعنى انه لن يقف معك كمساعدة بل حتى لن يتنازل انسان ان يفهمك أو أن يشعر بك...

بكل بساطة شعرت شعورا عميقا بتفاهة هذه الحياة وهشاشتها الشديدة...


للاسف الحياة لا ترحم الضعيف ابدا .....والضعيف لا يصبح قويا بسهولة ...


سيقول قائل وانت ما فعلت لتحسن الوضع؟

اقول له لا شيء ولا عذر ولا تفسير يبرر انني لست قويا ...

كانت استجابتي لما انا عليه بخطوتين ايجابيتين فقط:

-حاولت البحث مجددا عن طريق اخر يناسب ميولي وشخصيتي(لكن اهلي ومن حولي يعارضون بشدة تغييري لطريقي عند المحطة الاخيرة قبل اتمام الشهادة بعد خوض ست سنين من اجلها والان بقي لي سنة )

-حاولت البحث عن حيل بناء القوة الداخلية وزيادة القدرة على التحمل وضبط النفس(ساعترف انني تحسنت كثيرا على هذه النقطة

لكن هذا التحسن لم يرق لمستوى التوازن فمثلا قبل هذه التمرينات كان انتاجي يساوي تقريبا 10 بالمئة بعدها اصبح 25 بالمئة اي تحسن اكثر من الضعف لكن لازال بعيدا عن مستوى الاستقرار والتوازن)


اعتذر من تعقيدات قصتي

حاولت وصفها بابلغ شكل ممكن