خلال اليومين السابقة أصابني حزن عميييييييييييييق , أصبحت أصرخ ألماً و حسرة على حالي من رأني يعتقد أنني مريض نفسي لا أتوقف عن الصراخ في البيت و الشارع بشكل مفاجئ بمجرد أن أتذكر هذا الحدث الذي جلب لي هذه التعاسة

البداية كان حينما كنت في مقاعد الدراسة في كلية الهندسة في آخر فصل دراسي , كانت القاعة مكتظة بالطلاب لدرجة تجعلك تفكر كيف سوف يحصل هؤلاء الطلاب على وظائف ؟ و ما هي حظوظي حينما أقف في منافسة مع هؤلاء الطلاب في طلب وظيفة لدى إحدى الشركات ؟

بعد التخرج وجدت أن هناك صفوف من الخرجين المهندسين لسنوات سابقة لم يحصلوا على وظائف , و الحل هو أن تسافر خارج البلد أو أن تصنع حل مغاير يجعلك تفوز بوظيفة عليها منافسة عالية !

عملت في وظائف بسيطة و ذات فترات متقطعة ليست لها علاقة بتخصصي و لا أعتبرها وظيفة أو لا يسرني أن أعرف نفسي أنني أعمل فيها .

قلت لنفسي لابد من حل يخرجك من الواقع السيء , فالفروقات متباينة بين المهندسين و كلاً منهم يمتلك ميزات متفرقة ربما ترفع حظوظه للحصول على وظيفة .

قمت بالتركيز على التدريب المكثف في نقاط رئيسية في مجال تخصصي حتى استطيع الحصول على وظيفة , و بعد سنة و نصف من التدريب المكثف رفعت رأسي للأعلى و بدأت البحث عن الشركة التي تستقطبني .

للآسف الشديد لم أجد فطريقة فرز المتقدمين ليست عادلة , فقمت و غيرت الطريقة لشكل آخر و هي صناعة الحلول للشركات .

وجدت أن إحدى الشركات الضخمة تواجه مشكلة عويصة , هذه المشكلة تحتاج لحل يساعد الشركة لتخطيها , قمت و كتبت حل و خطة عمل منهجية من 43 ورقة تشرح بالتفاصيل المشكلة و حلها , هذه الـ 43 ورقة كانت مقسمة على شكل فصول متفرقة تبدأ بالمشكلة في ورقة واحدة ثم الحل وفق منهجية واضحة في ورقة واحدة و الخلاصة في ورقة واحدة + و الـ 40 ورقة المتبقية كانت تفاصيل منهجية الحل المقترحة .

كنت حريص أن يكون هذا التقرير على مستوى الشركات الضخمة التي تمتلك آلاف الموظفين و شركاء قانونيين و محاسبين و أيضاً مساهمين .

أرسلت لهم الخطة الاستراتيجية لحل المشكلة + السيرة الذاتية .

بعد أسبوعين جاءني اتصال من رقم غريب و توقعت أنه صديق لي اتصل برقم جديد , لكن المفاجأة كانت أن المتصل من مسؤول كبير في هذه الشركة الضخمة ! , ذكر لي أنه قرأ التقرير و أعجبه ذلك و طلب مقابلتي بأسرع وقت ممكن ي مكتبه .

قفزت من الفرحة و شكرت الله على ذلك , فمثل هذه اللحظة ما كنت أتخيل أن أحظى بها , و بشرت أهلي بالمقابلة التي سوف أجريها غداً في الصباح , هذه المقابلة التي ربما تغير حياتي .

أتيت لمكتبه و طلب شرح الخطة فانبهر منها و ذهبت معه للقسم الفني و اجتمعت مع بعض العاملين و كنت أتخيل هل سوف أكون مثلهم بعد أيام , هل سوف يكون هؤلاء الموظفين أصدقائي الفترة القادمة ؟!

لو حظيت بهذه الوظيفة سوف أحصل على راتب عالي و ربما أتفوق في الميزات الوظيفية لموظف عمل لأكثر من عشر سنوات .

بعدها قال لي : نحن بحاجة لعرض الخطة على مجلس إدارة الشركة حتى يوافق عليها الأعضاء , نحتاج منك تقدم عرض برزنتيشن أمام الأعضاء للتصويت عليها , يوم الخميس القادم يوجد اجتماع لمجلس الشركة جهز نفسك لهذا العرض .

و أصبح يخبرني البروتوكولات لطريقة الإلقاء بأن تكون الإجابات مختصرة , و تبدأ بالمشكلة ثم الحل المقترح و المنهجية التي سوف تساعد الشركة على الخروج من هذه المشكلة بنفس أسلوب المقال المكتوب .

بينما هو يسرد لي هذا البرتوكول كان أشبه بالفلم المرعب أمام مخيلتي فأنا مطالب بالتحدث أمام أكثر من 30 شخص لديهم مكانة اجتماعية و اقتصادية في البلد كل واحد فيهم يعتبر قامة ليس لديه الاستعداد للأستماع لشخص يرتجف من الإلقاء و يدعي أنه سوف يحل إحدى المشاكل الكبرى التي تواجه الشركة .

انتهى اللقاء و قلت له موعدنا يوم الخميس وقت اجتماع مجلس إدارة الشركة , أخذت رقم الموبايلي الخاصة به و مجرد خروجي أرسل لي عبر الايميل جدول الاجتماع و وقت البرزنتيشن الذي سوف أعرضه للأعضاء .

عندما عدت للبيت بدأت تدور في رأسي إلغاء فكرة تقديم البرزنتيشن أمام مجلس إدارة الشركة فأنا أعرف نفسي كثيراً لا أتجرأ اللقاء أمام الجماهير , و لي موقف سيء مع أقارني المهندسين حينما قام أشخاص بالتنسيق لتحضير اجتماع للمهندسين العاطلين عن العمل , كانت الفكرة أن يقدم كل شخص مقترح بسيط لأجل تقليص عدد العاطلين و كان الاجتماع قرابة الـ 40 شخص يشابهون ظروفي تماماً ( نفس العمر - نفس الكلية ) , اجتمعنا في مكان خاص و عندما جاء دوري و إعطائي المايك لكي أتحدث و أطرح الفكرة و كنت متحمس لذلك وجدت الأنظار تتجه لي فتلعثمت و أحمر وجهي و أنقطع نفسي حتى لاحظ الجميع ذلك و كان منظر محرج جداً جداً !

خفت أن يتكرر المشهد مع أشخاص أكثر أهمية و قامات لمجرد الوقوف أمامهم يصيبك الارتباك فكيف بشخص لا يستطيع التحدث أمام مهندسين عاطلين يعيشون أوضاع مترديه أن يتحدث أمام هذه القامات ؟!

رفعت السماعة على هذا المسؤول و أعتذرت له عن الإلقاء و قلت له بكل صراحة : أنا لا استطيع تقديم البرزنتيشن أمام الجماهير , أنا لم اعتاد على ذلك و يصيبني الارتباك ... و بعد محاولات منه لتبسيط الأمر أصررت أنا على رأيي , فذكر لي أنه حتى لو وافق مجلس الإدارة على الخطة التي رسمتها فأنت مطالب بالتحدث أمام العشرات من الموظفين ليستوعبوا الطريقة التي نريد تنفيذها فإذا كنت غير قادر على الإلقاء فأنت لا تتناسب معنا .

انقطع التواصل مع هذه الشركة و انقطع قلبي ألماً على حالي , فرغم اجتهادي بالحصول على وظيفة اصتدم بضعفي في الإلقاء و الذي يمثل عنصر رئيسي في الشركات ! ( أنا قادر على عشر أشخاص فما دون و الأمر يأتي بصعوبة بالغة )

من وجهة نظرك ما الحل العملي لتجاوز هذه المشكلة ( مشكلة الإلقاء) ؟

ارجوك لا تقول لي كلمات تحفيزية مستهلكة , أحتاج حل عملي أتدرب عليه يجعلني أتجاوز المشكلة

و شكراً للجميع