لا ازال اتذكر شخصيتي فقد كنت مثالاً يحتذى به وكان لا تمر السنة مرور الكرام الا بأحد الانجازات سواء في الجانب العملي او الجانب الشخصي الى ان تعرفت على شجرة القات .

ومن لا يعرف ما هو القات فهذه التدوينه كفيلة بفهم طبيعته الحقيقة من شخص مجرب

https://almsaodi.com/?p=1008

لناتي الى قصتي حيث اني كنت اقضي مع حاسوبي في تعلم او انشاء مشاريع برمجية، وفي بعض الاوقات قراءة احد الكتب ولا يمر اليوم دون انجاز ولو كان صغيراً . كنت انطوائي بشكل كبير وكان ذلك ملاحظ من قبل العائلة والاصدقاء، واصبح البعض يحاول ان يخرجني من عالمي وفي كل مرة اخرج الى اجتماعات الاصدقاء او احد المناسبات والجلوس معهم وسماع الافكار او النقاشات المختلفة، اعود الى قوقعتي الجميلة مع يقين تام بان عالمي اجمل وكل ذلك ما هو غير ضياع للوقت لا غير .

الى أن جربت القات ..

لا اخفيكم اني في بداية الامر لم استمتع به بتاتاً وكنت متعجباً من كمية الاشخاص الذين يتناولونه بشكل يومي وهم في قمة نشوتهم . قمت بتكرير التجربة الى وكان نفس الشعور لا جديد .

وفي احد السفرات كان لا بد من تناولة حيث انه مادة منشطة ويساعدك على التركيز . بدء مفعولة يناسبني بل واصبحت من اشد المعجبين به لدرجة اني كنت اضحك على ارائي السابقة عنه واصبحت ادافع عن متعاطية .

جرت الايام وزاد تولعي فيه . ولا يخفى عليكم ان متعته تكون بالجلوس مع الاصدقاء وتناول القات . وعادة تكون جلسات القات مع الاصدقاء والحديث عن اي موضوع ( الاغلب سياسية او قصص الماضي ) يزيد من نشوتة وحبي له .

كثرت خرجاتي واصبحت لا اهتم لوقتي ويمر اليوم والاسبوع والشهر والسنة وانا ذلك الشخص لم اتغير بل انحدرت حتى اني لم اعد اقضي وقت كافي مع عائلتي واصبحت استنزف اموالي في تناولة .

لم استوعب ذلك حتى ذكرني موقع التواصل فيس بوك بأحد منشوراتي القديمة عن القات وكيف كان نظرتي للامر ، ولا اخفيكم اني عرضتها على احد اصدقائي اخبره كم كنت غبي لاني لم اجرب القات سابقاً .

سنتين مرت من حياتي دون جديد ولم استيقظ من سباتي الا قبل فتره ليست ببعيدة عندما رأيت صور لي سابقة كيف كنت وكيف اصبحت ، كيف كانت احلامي وماذا اصبحت امنياتي . ذلك اليوم في ساعة الليل قبل الفجر جالساً وحيداً اراجع نفسي وحزن يقتم على صدري عن ماذا اصبحت .

بدأت محاولاتي للتوقف دون جدوى ففي كل مرة احاول يأتي ما يجرك اليه مرة اخرى اما صديق او جمعة اصدقاء او غيرها . لكن ما اظن انه يدعوا للتفائل اني لم اعد استمتع بشيء، فاصبحت اركز على وقتي المهدر وعلى ضياع وقتنا في الحديث عن امور حتى كلمة تافهه لا تناسبها .

مشكلتي الكبيرة ان نسبة ٩٠٪ من اصدقائي هم من متعاطي القات ومعنى ان اتوقف ان اتوقف عن رأيتهم ، لاني اذا جلست معهم سيعود الشوق لتناوله . لا ادري هل استطيع ان اتجاوز الامر ام لا لكني احاول وساحاول وباذن الله اتغلب عن الامر وربما القرار الاصعب قد يكون هجر الاصدقاء بشكل كلي لكي اعود كسابق عهدي .

اكتب الان وانا اتمنى عودة حياتي الانطوائية برفقة من احب من عائلتي وحاسوبي وربما كتاب ممتع وربما يعود ذلك اليوم مستقبلاً .. اتمنى ذلك

واذا كنت ممن يتواجد القات في منطقتهم فنصيحة مجرب .. لا تجربة ابداً .

قد تكون افكاري في عرض تجربتي غير مرتبة فلست معتاد على الكتابة ..