شاركت معكم الأسبوع الماضي موضوعا متأخرا تحدثت فيه عن تجربتي الشخصية في العام الماضي وما أطمح لتحقيقه خلال هذا العام

وكان أحد الأسباب الرئيسية لتأخير كتابة الموضوع الذي يكون دوما في بداية العام هو التأكد بأن الحماس الذي يرافق بداية كل عام قد برد، كلنا نعلم كم يكون كبيرا هذا الحماس الذي يعطيك طاقة وأمل زائفين، فتحس بأنك ستحرر فلسطين، ولكن للأسف لا تحقق الكثير في نهاية العام، بل ربما تكون قد خسرت زيادة أرضا، وخسرت جزءا من نفسك وعزيمتك أيضا.

أحببت أن أشارك معكم هذا الأسبوع طريقتي الجديدة التي تعلمتها هذا العام في تنظيم الوقت ووضع الأهداف وتحقيقها وهي خلاصة 3 فيديوهات رئيسية شاهدتها وقمت بتكيفها مع أسلوبي ونفسيتي ووضعي الحالي (أشدد كثيرا على هذه الكلمات، فليس كل ما ينفع معي أو مع شخص آخر سينفع حتما معك، دوما قم باستخلاص التجربة بشكل عام ثم قم بتخصيصها بما يناسبك لكي تستفيد من قراءة مثل هذا الموضوع وغيره في مثل هذا المجتمع في مثل هذا الموقع أو غيره)

إذا ما الذي تغير هذا العام:

جملة واحدة غيرت داخلي الكثير

أنت متل باقي الناس

عندما سمعت هذه الجملة، أحسست بأن قطارا اصطدم بي، لم أكن أعتقد بأني أفضل من أي شخص في أي مكان من العالم، لا لا أبدا، لكن كنت أعتقد لأني شخص ذكي وصبور ومبدع، أستطيع أن أنجز الكثير والكثير من الأمور بدون أن أتعب أو أن يغمض لي جفن، وهو ما اكتشفت بأنه كان اعتقادا خاطئ بنسبة 50 بالمئة أو أكثر

لماذا 50 بالمئة؟

*اعتقادي ذلك كان يشعرني دوما بأني سأنجز كل شيء مطلوب مني دفعة واحدة في جلسة واحدة، لكن ما كان يحدث في الحقيقة هو ولأني مصاب بعقدة أقرب ما يكون للكمال، فكنت أبحث كثيرا وكثيرا عن المشروع الذي أريد إنجازه أو تعلمه وأحيانا يستمر بحثي لمدة أسبوع إرضاء لعقدتي الأخرى وهي الاكتناز، فأجمع الكثير والكثير من المواد والمعلومات ومن مصادر كثيرة وربما بلغات كثيرة وصدقني عندما أقول لك بأني بارع جدا بذلك، ثم أقوم بإرضاء عقدتي الثالثة وهي فرز وتنظيم المعلومات التي جمعتها بطريقة طورتها بنفسي تسهل علي الوصول بسهولة للمواد التي قمت بأرشفتها بكل سهولة ولو بعد مئة سنة أستطيع أن أعرف أين وضعت أي ملف بسهولة، وذلك باتباع التسلسل الهرمي الذي قمت بأرشفة ذلك الملف على أساسه.

*وبعد أن ينتهي كل ذلك أبدأ بالاطلاع بشكل مفصل على هذه المصادر، ومحاولة التعلم منها، لكن بالغالب وبسبب كثرتها وتخصصها لا أكمل دراسة حتى 50 بالمئة منها، فإما أن يصيبني الملل أو أن أشتت تركيزي بالبحث عن مجال جديد أو برنامج جديد أتعلمه، رغم أني مقتنع بأهمية التخصص والتركيز على مجال واحد، لكن هذا الأمر صعب جدا في مجال الفن والتصميم بشكل عام بسبب تشعب المجالات بكثرة وإغراءها الشديد وارتباطها مع بعضها بطريقة التعلم والعمل بها.

*وفي الغالب ينتهي الموضوع بإنجاز مشروع واحد أو اثنين في كل مجال ، أو ربما ينتهي بفشل تام مثل محاولاتي السابقة لتعلم اللغة اليابانية والتركية

*الموضوع يختلف تماما في العمل، ربما لأن المطلوب في العمل واضح جدا في أغلب الأحيان فأقوم بإنجازه بسرعة وعلى أكمل وجه

والآن قم بإحضار قلم ودفترك الرئيسي لتكتب بيدك بعض الملاحظات المهمة، بحيث تظهر أمامك كثيرا خصوصا في الشهر الأول حتى تعتاد عليها:

أولا: من فيديو قناة zAmeriacn English

رابط الفيديو:

1.أعلم أين يضيع وقتك (فيسبوك- تويتر...)

2.حدد الهدف بطريقة صحيحة (Smart+أن يكون أصغر ما يمكن خلال اليوم)

3.تحديد الهدف من الليلة السابقة لليوم الحاضر (يقول أحدهم بما معناه: اذا كنت استيقظت ولا تعلم ما الذي يجب أن تفعلة بيومك، فالأفضل أن تعود إلى النوم)

4.عقلية التحدي (احترم نفسك قد ما تحترم مديرك- أي شيء تمر به هو غلطتك... لا يوجد شيء أقوى منك، أنا الهدف.. يا قاتل يا مقتول)

5.ترتيب الأولويات (لومهمتك تاكل ضفدعة فالأفضل تبدأ من الصباح... ولو مهمتك تاكل ضفدعتين فالأفضل تبدأ بالكبيرة)

6.اعرف متى أفضل وقت للإنجاز بالنسبة لك (ربما يكون في الصباح الباكر وهو الغالب، وربما تكون بومة تنشط في الليل)

7.اعزل نفسك عن العالم ( لن يتغير العالم أو يتدمر بغيابك)

8.أنت متل باقي الناس (ركز على شيء واحد)

9.أنت لست آلة ( ارتح وكافىء نفسك على انجازك)

10.اقرأ (خصص وقتا تقرأ فيه كل يوم ولو صفحة)

ثانيا: من فيديو قناة دروس اونلاين

رابط الفيديو:

1.تجنب الحماس الزائد ( لا تضع أهداف كبيرة لا تقدر أن تلتزم بها)

2.ابقي الأهداف صغيرة قدر الامكان وبسيطة وسخيفة لدرجة لا تستطيع أن تماطل مع نفسك من أجل تنجزها

3.قسم الأهداف الكبيرة وخد الأمور مرحلة مرحلة ( لا تحاول تغير كل شيء بحياتك دفعة وحدة)

4.استخدم تطبيق أو قائمة To Do أو متعقب مهام أو أي طريقة من أجل أن يذكرك كل يوم وينأب ضميرك

5.لا تنسى أن تكافئ نفسك عندما تلتزم

ثالثا: من فيديو Enhanced Learning من كورس CubeBrush ArtSchool Term 7

رابط الكورس:

الدرس يركز على فكرة مستويات التعلم وهي 4 مستويات بالترتيب التالي:

1.Unconscious Incompetence

2.conscious Incompetence

3.conscious competence

4.Unconscious competence

الفكرة الأولى ببساطة: تخيل أنك تريد أن تتعلم مهارة قيادة السيارة أو الرسم أو النحت أو التحدث أمام العامة أو الصمت!..

في البداية لا تكون هناك مهارة ابدا في عقلك، لكن مع رغبتك بالتعلم والبدء بالملاحظة تبدأ اللا مهارة بالتكون في عقلك اللاواعي، ومع البدء بالتعلم تنتقل تدريجيا إلى عقلك الواعي لأنك تفكر فيها بشكل دائم أثناء محاولاتك لتعلمها إلى أن تتقنها وتصبح بالفعل مهارة مكتسبة يستطيع عقلك الواعي القيام بها، وبالتدريب الكثير والعمل بها تنتقل لتكون مهارة في عقلك اللاواعي تستطيع القيام بها بكل سهولة بدون تفكير مركز كأنها أمر عادي ولدت به

الفكرة الثانية: B Fast (كن سريعا)

هذه الكلمة اختصار لخمس كلمات من الأحرف الأولى

B من Believe

يجب أن تؤمن بنفسك أنك تستطيع القيام بكل شيء في حال بذلت الجهد والوقت المطلوب لذلك بطريقة صحيحة

لن تتعلم الرسم فقط بمشاهدة الكورسات ومتابعة الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي

بإمكانك أن تكون مثلهم بل وأفضل، وفي مرحلة ما هم من سيقومون بالإعجاب بعملك

F من Forget

أي شيء تريد تعلمه حاول أن تضع ما تعرفه سابقا عن هذا الأمر جانبا، انسى ما تعتقده عنه

لماذا الأطفال يتعلمون بسرعة: لأنهم يبدأون بالتعلم كمبتدئين بشكل كامل، كثير من الناس لا يتعلمون لاعتقادهم بأنهم يعلمون مسبقا

عقلك كمنطاد هوائي، لن يكبر ويرتقي إلا اذا كان مفتوحا ومستعدا.

A من Active

لا يمكنك أن تصبح أفضل برمي الكرة اذا قمت فقط بالنظر للنظرية حول القيام بهذه الحركة أو بمشاهدة فيديو على اليوتيوب!

كمية العمل والتدريب التي تقوم بها لها تأثير كبير على النتيجة، اذا قمت بوضع جهد كبير فسيعود عليك بنفع كبير، العلاقة هنا طردية بشكل كامل.

S من State

حالتك النفسية والجسدية تؤثر كثيرا على سير تعلمك، اذا كنت تشعر بالملل لن تتعلم شيئا جديدا

لذلك يجب أن تكون حالتك أهمية أولوية عندك، لا تأخد منك أي جهد إضافي، فقط اصنع محيط حولك يدفعك لحالة أفضل للتعلم

فقط أوجد المحفزات التي تساعدك بالتعلم أفضل: موسيقى معينة أو بيئة معينة أو أشخاص مبدعين

T من Teach

قم بمشاركة ما تعلمته (الموضوع القادم عن هذه النقطة) وما كان لها من أثر كبير على ما تعلمته

عندما تتعلم بنية تعليم الآخرين، فإن الضغط واحساس المسؤولية عليك يصنع فارقا كبيرا في كم ستستفيد من هذه المعلومات وتأخذها على محمل الجدية لكي لا تحرج نفسك أمام الآخرين، ستكون بحاجة إلى المعلومة، وع الأغلب سيقوم عقلك بتخزينها في ذاكرتك طويلة الأمد.

لن تستفيد من كورس لن تعمل بمعلوماته مباشرة، ستنساها بالتأكيد لأنك لم تستخدمها في التدريب أو العمل، هذا هو الحل ببساطة لما تتعلمه.

عقلك ليس هاد تخزين، استرجاع معلومات وتخزين معلومات طويلة الأمد يتطلب أن تتغير الهيكلية العصبية في دماغك باستمرار، العقل مجرد عضلة، اذا لم ترفع أي شيء ثقيل لن يكبر

تنظيم الوقت والمهام

*جربت الكثير من الطرق عندما يتعلق الأمر بتنظيم الوقت والمهام، وتوجد الكثير من التطبيقات والبرامج على جميع المنصات مخصصة لذلك، وأفضلها كان بالنسبة لي هو برنامج Vue minder لأنه سهل الاستخدام والتنظيم والأهم بالنسبة لي أنه يوفر واجهته بالكامل على خلفية سطح المكتب، فدائما ما كانت مشكلتي مع تطبيقات تنظيم الوقت والمهام أني أحتاج أن أتذكر بالبداية أن أنظم مهامي ووقتي وأجري عليها الكثير من التعديلات وذلك يأخذ كثيرا من الوقت يحتاج ربما لأن أوظف سكرتير أو مساعد لي بدوام جزئي، لكني أعتقد بأن من صمموا البرنامج كانوا على علم شديد بهذه النقطة فحاولو قدر الإمكان أن يسهلوا الموضوع على المستخدمين مثلي

*لكن مع ذلك، بقي البرنامج يأخذ مني الكثير من الوقت بين كتابة وتعديل لذلك بحثت عن حل أسرع، فبدأت استفيد من ميزة أخرى يوفرها البرنامج وهي طباعة تقويم الأيام القادمة بشكل مخصص يومي أو أسبوعي أو شهري، فبدأت أطبع تقويم الأسبوع فارغا يوم السبت من كل أسبوع ثم أقوم أنا بملأها بشكل يدوي كل يوم واستمريت على هذه الطريقة قرابة ثلاثة أشهر، حتى تعبت من حمل وفتح 7 أرواق كل مرة أحتاج أن أسجل فيها أي أمر صغير أو كبير

هنا بدأت بالبحث عن طريقة أبسط، جربت لفترة أن استخدم ميزة Sticky Notes المدمجة مع ويندوز 10، أو أن استخدم برنامج one Note وهو برنامج رائع عندما يتعلق الأمر بأخذ الملاحظات وكتابة المحاضرات خصوصا عندما يكون لديك تابلت Surface أو آيباد

جربت هذه الخاصية باستخدام تابلت Wacom الذي أستخدمه للرسم والتصميم

ولكن نفس المشكلة، في بداية الفقرة، كثير من التعقيدات والأدوات التي لا تكون جاهزة في كل لحظة لتكتب باستخدامها ملاحظة صغيرة

*ومرة أخرى بحثت وكان الحل تحت أنفي كل يوم، ولكني لم أكن استخدمه لأني لم أكن أقدر كم كان بسيطا وسهلا

أتحدث هنا عن الستيكرات، هذه الأوراق الصغيرة الملونة مربعة الشكل غالبا، كانت دوما موجودة على طاولتي وفي خزانتي ولكني لم أستخدمها إلا مرات قليلة

*والآن أصبحت لا تفارقني لحظة واحدة، لأني وجدت فيها كل ما كنت أريده منذ البداية البساطة والسرعة، بل وساعدتني بأكثر من ذلك بأمر كنت أعاني منه كثيرا وهو الالتزام

كيف أستخدم الستيكرات:

*لدي دوما مجموعتين منها في حقيبة ظهري مع قلم أزرق، بالغالب أكتب مهمة واحدة في كل ورقة لكي أستطيع أن أركز عليها حتى أقوم بإنجازها، ثم أقوم بحفظها في مصنف شفاف صغير في البيت لكي تعطيني احساس ملموسا بالإنجاز يزداد كل يوم ومتحمس بشدة لأرى كم سيصل ارتفاع ما أنجزته نهاية العام، فهي بطريقة ما ربما ليست دقيقة تماما تعتبر مقياس للإنجاز.

اللون الأصفر منها اكتب عليها مهام العمل

اللون الأخضر منها اكتب عليها المهمام الشخصية الخاصة بي

*يوجد استيكر واحد أخضر أكرر كتابته صباح كل يوم أبدأه بالتاريخ ثم المهام اليومية المتكررة المستمرة كل يوم وهي:

1.الرسم أو العمل على مشروع شخصي لمدة ساعة

2.دراسة اللغة التركية لمدة نصف ساعة أو التدرب على المحادثة باللغة الانكليزية

3.قراءة لمدة ربع ساعة

4.دراسة في مجال CG لمدة ساعة

5.ترجمة أو كتابة مقالة أو تنظيم كورس تعليمي لمدة نصف ساعة

*الطريقة ناجحة جدا بالنسبة لي، وملتزم بها وبالأخص المهام اليومية، وبفضلها تعلمت وأتعلم وأقوم بأمور كثيرة لم أكن أصبر عليها أو كنت أفقد تركيزي عنها إلى أن أنساها بشكل كامل

وأفضل من ذلك هو أنها ساعدتني كثيرا على أن أركز أكثر في مهامي الخاصة أو مهام العمل، فعندما يكون أمامي استيكر فذلك يعني أن أركز على العمل المكتوب فيه حتى أنتهي منه، ولأنه دوما يكون لدي مهام كثيرة اكتب كل منها على استيكر ثم ارتبها من الأعلى حسب الأهمية وهكذا.

*أيضا مشكلة أخرى كنت أعاني منها وهي النسيان بسبب الضغط أو الانشغال، ولكن لم أعد أقلق من هذا الأمر أبدا لأنني أكتب الآن أي ملاحظة أو عمل مهما كان صغيرا أو كبيرا وفي أي وقت أراجع فيه مهامي المتبقية اضمن أني لم انسى أي شيء.

*سرعان ما تتراكم فوق بعضها الستيكرات، تنقص وتزيد كل يوم ولكن لا تنتهي، وأنا سعيد بذلك حيث أعرف دوما ومسبقا ما الذي سأتعلمه أو أعمل به.

*لا داعي بعد الآن للكثير من التعقيد والتركيز على أن تكتب وتنظم وتلون أهدافك بدل أن تنجزها، البساطة هي السر الكبير في وضع المهام ثم البدء بتنفيذها مباشرة بدون تردد أو خوف أو تأجيل أو تأخير.

اذا كان هناك شيء غير واضح فسأكون سعيدا بالإجابة عنه.