أعترف أنني شخصٌ ليلي، أحب العمل والخروج ليلًا، ويمكنني السهر على مشاريعي حتى الفجر دون كلل أو نعاس .. بالطبع يمكن توقع أن هذا السهر يجعلني أنام حتى الواحدة ظهرًا، وهي مشكلة كبيرة في حال كنت تلتزم بمواعيد صباحية، أو عمل!

منذ عدة أسابيع، اقترح أحد أصدقائي عليّ أن نركض كل يوم في الخامسة صباحًا؛ كي ننشط أجسادنا ونعزز الدورة الدورة الدموية وصحة القلب والرئتين .. رفضت بالطبع في البداية، فأنا أنام في الرابعة صباحًا!

لكن، تذكرت كل تلك المقالات والكتب التي كنت أقرأها حول العادات الفعالة للأشخاص الناجحين .. ورغم أنني أؤمن جيدًا أن لكل شخص طريقته الخاصة في فعل الأمور، وأن الاستيقاظ مبكرًا قد لا يكون أمرًا سحري كما يتم وصفه في تلك الكتب، إلا أنني قررت الموافقة في النهاية، حيث أحب اختبار كل شيء بنفسي!

قمت بضبط المنبه على الخامسة صباحًا في اليوم التالي، وقررنا أن نوقظ بعضنا البعض في حال تكاسل أحد .. جاء الموعد، واستيقظنا بنجاح .. لمسة المياه الباردة الأولى على وجهك في هذا التوقيت سوف تكون كالصفعة .. لكنها لا تقارن بهدوء الأجواء واستنشاق الهواء النقي!

.

أعيش في شمال مصر بإقليم الدلتا، وهي منطقة خصبة من الدرجة الأولى .. لذا، أغلب ما هو حول مدينتي حقول زراعية، مما يساعدنا على إيجاد أماكن يمكننا الجري بها بعيدًا عن السيارات والضوضاء.

تقابلنا في الموعد، وبدأنا في المشي بشكل رياضي حتى خرجنا من المدينة إلى أحد الطرق الممهدة بين الحقول وبدأنا الركض، الشمس البرتقالية على يسارنا تشق طريقها إلى الأعلى من وراء الأشجار الخضراء، وقد كانت مسالمة للغاية من حيث النظر إليها، ودفئ أشعتها.

ركضنا مسافة جيدة، تناقشنا في العديد من المواضيع الحياتية، وقابلنا العديد من الفلاحين في طريقهم إلى عملهم .. وبعد أن عدنا إلى منازلنا وكلنا همة ونشاط .. كانت المفاجأة!

عقرب الساعة يشير إلى أنها لا تزال في السادسة والنصف .. قطعًا يمزح .. هل فعلت كل تلك الأشياء في ساعة ونصف فقط؟ الاستيقاظ، والجري، ومشاهدة شروق الشمس، والنقاش، وغيرها من الأمور الأخرى .. وبعد أن أعود أجد أن هناك يومًا بالكامل ما يزال أمامي!

.

حضرت الإفطار بسرعة وتناولته، وبدأت بكل نشاط في مباشرة الأخبار والعمل .. وعندما بلغت الساعة الواحدة ظهرًا - وهي موعد استيقاظي في السابق - كنت قد أنهيت جميع المهام المطلوبة مني بالعمل!

تبقى باقي اليوم أمامي للتعلم وممارسة كل الأنشطة الأخرى، واكتشفت أن العمل مبكرًا يكون أفضل بكثير من العمل في وقت متأخر، حيث أكون نشيطًا وقادرًا على التركيز بصورة أكبر ... كما أن إنجاز الأعمال في الصباح، يعطيك دفعة كبيرة للتعلم والبحث عن مزيد من الفرص باقي اليوم!

.

لقد أصبحت متأكدًا الآن، أن الاستيقاظ مبكرًا وممارسة الرياضة هو أمر فعال ومفيد، ليس بالنسبة للجسم فقط، لكن من حيث التنظيم، والتركيز، والعمل، والصحة النفسية، والعديد من الأشياء الأخرى .. أخبروني تجاربكم أيضًا في العمل صباحًا أو ليلًا، وكيف تؤثر الرياضة الصباحية على انتاجيتكم؟