تعرضت قبل سنة من الآن لأزمة صحية خطيرة تمكنت بعد الكثير من العناء من تجاوزها بسلام.

قررت بعد ذلك أن أغير من نمط عيشي و أن أكافئ نفسي لقوتها و شجاعتها. و أن أمنحها من العناية ماتستحق.

يشمل نمط العيش كل جوانب الحياة الجسدية و النفسية و السلوكية.. و لكنني سأتحدث هنا بالتحديد حول النظام الغذائي الذي حاولت اتباعه في فترة النقاهة و عما تعلمته من تلك المرحلة.

في البداية كانت القراءة و الاطلاع، حاولت تخصيص وقت قرائتي بالكامل لموضوع التغذية الصحية، بالإضافة الى مشاهدة كل ماوقع تحت يدي من الوثائقيات التي تتناول نفس الوضوع.

حاولت بعد ذلك خلق صلة جديدة بجسدي المنهك و محاولة الإنصات لاحتياجاته الحقيقية.. ثم بدأت بتجنب كل ماثبت إدانته في التسبب بأحد أعراض المرض. أقلعت عن السكر ثم عن الملح، ثم خففت بشكل كبير من الدهنيات، كل هذا كان قبل التعرف بشكل أعمق على النباتية الصرفة التي تعتبر نظاما غذائيا يعتمد في الأساس على خيرات الأرض من خضر و فواكه و أعشاب و بقوليات.. و الامتناع نهائيا عن تناول اللحوم و الأغذية ذات المصادر الحيوانية بجميع اشكالها.

التزمت بالنظام لعدة أشهر ثم عدت لتناول البيض و كذا الحليب و مشتقاته مع التأكد من مصدرها الطبيعي، أنا مرتاحة لنظامي الغذائي الحالي و أشعر أنه أنسب نظام لي و الحقيقة أنني لا أتحدث هنا لانصح بنظام غذائي على حساب آخر و لكنني أحث فقط على البحث و التعلم المستمرين و الانصات لاجسادنا و اخذ شكواها بعين الاعتبار فكل صداع او امساك او

ألم عارض هو رسالة من جسدك اليك يستنجد فيها من عاداتك الخاطئة التي تدمره شيئا فشيئا.

ان البحث سيكسبك راحة البال و الضمير لأنك تسعى للحفاظ على أمانة الله التي منحها لك و التي تستوجب منك الشكر و الامتنان و ستتعلم منه حب ذاتك و تقديرها.

ان الاهتمام بكل ما اتناوله و بكل ما اضعه على بشرتي بالإضافة الى البحث المستمر في كل ما يخص علم التغذية و الصحة هو طريقتي لشكر الله على نعمة الجسد و هو أحد طرق التعبير عن حبي لذاتي.