اذا خيرتك بين الحصول على 110 جنية خلال سنة، أو 100 جنية خلال شهر، الغالبية من المشاركين سيذهبوا مع الإختيار الثاني، أو هكذا أظهرت الإحصائيات، يعمل العقل بنفس الطريقة عندما نتحدث عن المذاكرة وتصفح السوشيال ميديا أو المشتتات في العموم، عندما يُطلب منك التركيز على حدث معين مثل الانتباه خلال المحاضرة الدراسية، أو المذاكرة لساعات طويلة والتى لا تشعرك بالراحة عند قيامك بذلك الفعل، يتم تحفيز المنطقة المسؤولة عن الألم تلقائياً، وفي محاولة للعقل للتخفيف من حدة الألم تبدأ في البحث عن عامل أخر يقوم برفع افراز هرمونات المكافأة للشعور بالرضا والإسترخاء والسعادة، تتمثل عوامل الإشباع الفوري في السوشيال ميديا، مشاهدة فيلم، أو التسوق وغيره من الامور التى تمدنا بمكافأت فورية قصيرة المدى تشعرنا بالسعادة، تمثل أفضلية للعقل عن المكافأت طويلة المدى المتمثلة في نتيجة الإمتحان، أو نجاح المشروع.

لكي أتغلب على مشكلة الإشباع الفوري وجب علي أن الجأ الى بعض الطرق والتي ساعدتني كثيراً لأكون أكثر انتاجية، وأيضا تقلل من شعور الملل، القلق، الضغط النفسي الملازم للمذاكرة.

القاعدة الأولى: Pomodoro Technique

هذه القاعدة تم اختراعها وتطويرها في تسعينات القرن الماضي من قبل رائد الأعمال فرانسيسكو سيريللو، وتعد واحدة من أكثر الطرق فاعلية اذا ما تحدثنا عن القيام بالواجبات اليومية.

تطرح هذه القاعدة فكرة أن تقوم بالمذاكرة، أو تبدء في المهمة المطلوبة لمدة 25 دقيقة أقل أو أكثر بقليل، خلال تلك الفترة تبتعد تماماً عن كل المشتتات (الموبيل، السوشيال ميديا، التلفزيون..) ثم تكافأ نفسك لمدة 5 دقائق خارج نطاق المهمة كأن تحضر كوباً من القهوة، أو تشاهد فيديو على اليوتيوب، أو تسترخي قليلا، ثم تعود مرة ثانية

قمت باتباع تلك القاعدة خلال ال90 يوم وكانت فعالة للغاية.

القاعدة الثانية: قاعدة العشر دقائق.

هذه القاعدة قمت بابتكارها ربما لا تكون شيئاً، لكني قمت باستخدامها على مدار 4 سنوات دراسية وكانت فعالة جداً.

تتمثل تلك القاعدة في مراجعة الجزء السابق من الكورس لمدة 10 دقائق قبل البداية في الجزء الجديد، وبعد الانتهاء من الجزء الجديد من الكورس يتم مراجعته بعد الانتهاء منه، ذلك يساعد على انتقال المادة العلمية من الذاكرة قصيرة المدي الى الذاكرة طويلة المدي، مما يساعد على بقاء المعلومة لأطول فترة ممكنة، مما يجعل من الصعب نسيانها، كما يقوم بربط الأجزاء المنفصلة من الكورس معاً.

لمزيد من المعلومات:

القاعدة الثالثة: Day off

خلال مدة الدراسة كنت أخصص يوماً كل أسبوع للراحة ربما أشاهد فيلماً، أخرج مع أصدقائي، أو أقوم بأي نشاط اجتماعي بعيداً عن الدراسة تماماً، يوم الراحة كفيل بإعادة تنشيط الذاكرة الخاصة بك، واعطاء فرصة لراحة العقل، ربما يعتقد البعض أن اليوم الراحة قد يساعد العقل على الخروج من جو الدراسة، والإنغماس في جو اللعب، لكن العكس صحيح فهو يقلل من الضغط النفسي، والإكتئاب، والقلق التي تسببها الدراسة بشكل متصل دون راحة، ويخفف من وطأة التفكير الزائد عن اللازم، ويساعد أيضاً على تجميع المعلومات وربطها معاً بشكل لا واعي في الذاكرة.

انتظروا الجزء الثاني سأتحدث بشكل تفصيلي عن طرق أخرى قمت باستخدامها.

للإطلاع على بعض الكورسات على حاسبي على لينكدإن:

https://www.linkedin.com/in...