العنوان تقريبي وأعني هنا أي حالة انبهار خارجي بشخص ما.

الحقيقة هي أن عقولنا تصور لنا من ننبهر بهم في صورة آلهة كاملة مكملة. وفي حين أن الأمر قد يبدو مجرد تصورات وإعجاب لا يضر، إلا أنه يضر في الحقيقة.

قرأت في مكان ما أن الإنسان يبني صورته عن نفسه من خلال الآخرين. بمعنى أن احترامك لنفسك -مثلاً- مقيد بكمية الاحترام الذي يظهر الآخرون تجاهك. كذلك نفس الأمر بالنسبة لحبك لنفسك، إعزازك لها، ما تراه من عيوبك وما تفخر به من نقاط قوتك.

الآن ما علاقة هذا بحالة الإعجاب والانبهار بأحدهم؟ عندما تبني تصورك عن ذاتك من خلال أفراد موازين لك ( زملاء، أصدقاء، أقارب من نفس الفئة العمرية) فإنك تخرج بتصور واقعي نسبياً، لكن عندما يأتي هذا التصور من شخص تضعه في مرتبة أعلى فإن تصوراتك ستصبح خيالية، غير منطقية وفي أحيان كثيرة غير واقعية.

تذكر المرات التي تخيلت فيها محادثة مع بطلك، وكيف أنشأت سيناريو تكتشفان فيه أنكما مهتمان بنفس الأشياء، أو ببطلك يثني عليك في شيء ما أو يوافقك الرأي... إلخ...

أن تنتظر حتى تبني هذه الأفكار والتخيلات قبل أن تقابل بطلك أو تتعرف عليه جيداً هو أمر سلبي في 99% من الحالات، لأنه من الصعب جداً أن يوافقك على كل ما تصورته في ذهنك سابقاً، أولاً لأنه في ذهنك فقط، وثانيا لأن كل هذه الخيالات إيجابية بصورة اعتباطية وغير واقعية...

والحل؟

ببساطة، بمجرد اعجابك أو انبهارك بشخص ما، تعرف عليه عن قرب. لا تذهب وتبحث عن على الإنترنت، لا. اجلس معه وتبادلا أطراف الحديث. إما تحطمت صورته المثالية في عقلك قبل أن تبنى حتى، أو حصلت على تصورات صحيحة وليس تخيلات فقط... ومشيت في حال سبيلك

لماذا أنشر هذا؟

أغلب من ينهارون بعد أن يرفضهم بطلهم، لا ينهارون لأنهم لا يستطيعون العيش بدونه أو لأنهم مغرمون حد الجنون... كلما في الأمر أنهم أعادو تعريف أنفسهم و "قيسوها" على مقاس هذا البطل، وأن يرفضهم هذا الشخص يعني إنهيار كلما يعرفونه عن أنفسهم، حتى يأتي بطل آخر ليقيسو عليه النسخة الجديدة من أنفسهم. والسعادة عندهم أن يصدف أن تتطابق التصورات والتخيلات مع الواقع.