لاشك أنّ كل من قرأ هذه القصة ومن سيقرؤها مستقبلا ستلهمه وسيدرك المعنى الحقيقي لـ "لا تحقرنّ من المعروف شيئا".. الخ من الأشياء الجميلة :)

القصة:

قوة-الأشياء-الصغيرة


الآن حان دوري..

أحم أحم (سعال) لطالما أعاني من المقدمات :/

اذن سيداتي سادتي أنا أعيش في منطقة غريبة نوعا ما، منذ سنوات ونحن نعيش في ظلام دامس، الإنارة العمومية لا تشتغل، يحدث أحيانا أن تشتغل لأسابيع قلائل ثم يسود الظلام مجددا، والمشكلة أنّ الطريق محفوفة بالمخاطر فالخنازير البرية تغدو وتروح وهي من النوع الذي لن يتوانى في الهجوم عليك لو صادفتك في طريقها -لقد هجمت علي ذات يوم لأني لم أكن حذرا حينها- وأحيانا تنحدر الكلاب البرية من الجبل وتبدأ في النباح عليك.. المهم الناس يكرهون هذا الطريق ليلا ويتساؤلوون من وراء اطفاء الإنارة ولماذا؟ وأصبحت نكتة القوم فإذا اضاءت اليوم فسيعلّق أحدهم مستهزءا "ستنطفأ الأسبوع المقبل" الإشاعة تقول أنهم الكحولويون ومنهم من يقول أنهم زارعوا الحشيش، لكن السؤال الأهم ماذا ننتظر نحن لنضع حدا لهذا.

الأيام الماضية كانت مضيئة، فكنت كلما أتناول ذو دينر أخرج وأمشي وأسرح بعقلي.. فجعلت الأمر عادةً لي اذ تجعلني أحس بالصفاء والنقاء وزد على ذلك أني أستفيد من ممارسة رياضة المشي.

قبل يومين أم ثلاث انطفأت وأنا كنت ملتزما بالخروج ليلا فبسبب هذا توقفت وكرهت هذا الحقير الذي يُطفؤها. الليّلة اظطررت للخروج للبقالة، فصادفت جاسوس الحي الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة ويشعر بالفخر ان قدم لك اجابة، فسألته ان كان يعرف أين هي لوحة التحكم بهذه الأعمدة الكهربائية وأنا كانت لدي فكرة سابقة لكن لم أكن متأكد وكنت متردد بسبب وجود بعض المقابس التي تُسحب باليد فلم أعرف ما وظيفتها. فأخبرني عن المكان الصحيح.. فقلت له اليوم سأشعلها. وماهي سوى لحظات حتّى جاء صديقي بدراجته فأمتطيتها معه وقلت له أن يرافقني. بمجرد وصولونا لهناك ألقيت نظرة على اللوحة فرأيت احدى قاطعات التيار منحينية للأسفل عكس الأخريات فأدركت مباشرة أنها هي من ستفك هذا اللغز الذي دام عنا سنوات. فأحظرت عصا و دفعتها فوق وفجأة اشتعل عمود واحد ثم آخر تدريجيا وسرعان ما أنير كل الطريق.. اتصل صديقي بصديق آخر متواجد في البقالة وسأله ان اشتعل العمود فرد بالإيجاب وقال لقد دعونا كلنا بالخير لمن أشعلها :)